من الأشهر اليوم؟

عمّان في 11 مارس /العمانية/ ترتكز أعمال التشكيلي الأردني حكيم جماعين، على

مفردات التراب والرمل والطين، للتعبير عن مشاعره تجاه الأرض بوصفها أمّنا

الأولى، وتجسيد ما تنطوي عليه النفس من حزن وشجن نتيجة الاشتباك بين الجسد

والروح.

وتعدّ تجربة جماعين في معرضه "حرث الروح" المقام على جاليري نبض؛ امتداداً

لمشروعه الفني الذي يشكل التراب مادته الأساسية، حيث يعتمد الفنان على ألوان

التراب وتشكيلاته التجريدية في لوحاته.

نُفذت أعمال جماعين في المعرض الذي يستمر حتى 27 مارس الجاري، بالأحبار

والألوان، وتجلّى فيها لون التراب والرمل بتدرجاته المحملة بالدلالات التي ترمز إلى

الأمل والألم والابتهال والوحدة، وتعبّر بمجملها عن روح صوفية، تفيض بالمفردات

المرتبطة بالطبيعة وتأملاتها كجريان الأنهار ورمل الصحراء وطين القرى.

يقول الناقد الجزائري يزيد خلوفي عن الأعمال المعروضة: "يحرث جماعين بروحه

ملمس التراب، ويصقل بإزميله جدار كينونته. إنها دعوة مفتوحة على الإمكانيات

اللامتناهية لجزيئات بيئية جميلة. هي دعوة إلى فن بيئي، فن أيكولوجي مادته الأرض

والروح".

ويضيف خلوفي أن ما نلمسه في لوحات جماعين "نوع من الحبس الاضطراري

لتفصيلٍ مكثّف ومخزّن في عوالمه الصورية لبيئته المحيطة"، وهو تفصيل لا يلبث

أن يتحرر وينفصل عن مساحة منجَزه من خلال حدّة اللون التي تشع عنفواناً،

كالنوارة الحمراء في إحدى اللوحات، والتي تنبت عنوة بين ملامس صخرية قاسية.

/العمانية/ 174