هزة الحلفاء

حوالي ٥ سنوات فى الشبيبة

نینا خروشوفادافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ عن نموذج للرأسمالية الاستبدادية (والذي يمكن أن يطلق عليه «التنمية بعيون الدكتاتور»). ولكن ما لم يتوقعه الزعيمان هو أن القطاعات التجارية في روسيا والصين أصبحت قوى سياسية في حد ذاتها، مما يزيد الضغط على عملية صنع القرار. على مدى العقدين الفائتين، أصبحت الشركات متعددة الجنسيات الروسية والصينية- والتي تحقق عائدات هائلة- أدوات سياسية خارجية قوية لأنظمتها الخاصة. كان ينظر إليها في وقت ما على أنها قوى تحديث تساعد على فتح الشركات والمجتمع على حد سواء. مع وعد عمالقة الطاقة مثل جازبروم وشركة روسنفت الروسية بتحقيق عائدات تجارية لروسيا والدول السوفياتية السابقة المستقلة حديثا، والتي وصفها أناتولي تشوبايس، وهو مهندس رئيسي لبرنامج الخصخصة في روسيا، بأنها طليعة «إمبراطورية ليبرالية» جديدة. (كما قامت هذه الشركات بتوحيد الجمهوريات السوفيتية السابقة بروسيا).تبرز هذه الديناميكية في فنزويلا بشكل ملحوظ. من خلال ارتباطها بشركة بترول فنزويلا المعروفة باسم «بتروليوس دي فنزويلا» (PDVSA)، قامت شركة روسنفت بتوجيه 17 بليون دولار كقروض إلى نظام تشافيز خلال العقد الفائت. في هذه الأثناء، كسبت شركة روسنفت ثلاثة ملايين طن من النفط في عام 2017 من عملياتها في فنزويلا. بشكل عام، استثمرت روسيا في العديد من الصناعات الفنزويلية، من البنوك إلى تجميع الحافلات. في الوقت نفسه، كانت فنزويلا واحدة من أكبر المشترين للأسلحة الروسية بين دول أمريكا اللاتينية. بسبب هذه الديون والروابط الاقتصادية الأخرى، ليس أمام بوتين أي خيار سوى دعم نظام الفنزويلي نيكولاس مادورو، حتى مع تراجع الدعم الشعبي للتدخلات الخارجية للكرملين في روسيا.إن دعم روسيا لمادورو لا يُقارن بمستوى التزاماتها في سوريا، حيث تعود علاقتها إلى عقود. وبدلاً من ذلك، فإن ارتباطها المستمر بفنزويلا يعكس حسابات الأعمال البحتة والبسيطة. وحسب رويترز، تم إرسال مقاولين أمنيين خاصين لهم علاقات وثيقة مع الكرملين للدفاع عن مادورو. وفي الوقت نفسه، هناك تقارير لم يتم التحقق منها (لكنها موثوقة) من طائرات روسية تغادر فنزويلا بشحنات من الذهب، كدفعة لسداد ديون البلد. يدرك بوتين أنه إذا ما استولى رئيس الجمعية الوطنية خوان غويدو على السلطة، فمن المرجح طرد مؤيدي مادورو، وإلغاء حق روسيا في الوصول إلى حقول النفط الفنزويلية.من الناحية المادية، فإن سقوط مادورو قد يعني خسائر أكبر للصين، التي تملك استثمارات في فنزويلا تقدر قيمتها بنحو 60 مليار دولار - أكبر بثلاثة أضعاف من استثمارات روسيا. مثل روسيا، نمت الصين مع النظام الفنزويلي في الألفية الجديدة، عندما حققت البلاد تقدما ملحوظا في عهد الرئيس السابق هوغو شافيز. عندما حصلت الصين على مصدر نفط معتمد لاقتصادها سريع النمو، تمكن تشافيز من تقليل اعتماد فنزويلا على الولايات المتحدة كواحدة من أسواق التصدير الرئيسية. في غضون ذلك، ساعد عمالقة التكنولوجيا الصينيون نظام مادورو في جهود المراقبة الداخلية، ومثل روسيا، باعت الصين أسلحة باهظة الثمن لفنزويلا.ومع ذلك، مع سقوط مادورو، قد تكون الصين أقل عرضة للخطر من روسيا. لقد حرص الصينيون على تطوير الاتصالات بين مختلف عناصر المجتمع الفنزويلي، بما في ذلك المعارضة. وفي حين تستمر الصين في دعم مادورو بشكل رسمي، إلا أنها لم تتبع روسيا في اتهام الولايات المتحدة بمحاولة انقلاب.هذا يشير إلى رغبة الصين في تجنب الخطوات المتطرفة التي تتخذها روسيا. يتنافس الكرملين الآن بنشاط مع الولايات المتحدة للتأثير على مسار الأحداث في فنزويلا، ووصف محاولة الولايات المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية عبر الحدود بين كولومبيا وفنزويلا كحيلة لتهريب أسلحة للمعارضة. مع القدرة على منع الشركات الأمريكية من بيع المدخلات الحيوية للشركات الصينية، يمكن لإدارة ترامب أن تلحق ضررا جسيما بكل من زي تي إي وهواوي. اتُهمت شركة هواوي بالفعل بالتآمر لانتهاك العقوبات الأمريكية على إيران، مما أدى إلى اعتقال مديرها المالي، منغ وانزهو، في كندا في ديسمبر الفائت.في نهاية المطاف، لا تستطيع فنزويلا إنكار الأهمية الإستراتيجية لهاتين الشركتين. وبالنسبة للكرملين، فإن الحساب هو نفسه: تحدد صلاحيات الشركات المصلحة الوطنية. ولكن ربما بسبب انزعاج بوتين، في فنزويلا، أسفر هذا الحساب عن نتيجة معاكسة.أستاذة الشؤون الدولية بجامعة نیو سكول في نیویورك، وكبیرة زملاء المعهد العالمي للسیاسات حیث تتولى إدارة مشروع روسیا.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على