من الأشهر اليوم؟

مسقط في 28 فبراير /العمانية/ نظم النادي الثقافي بقاعة الفراهيدي بمعرض مسقط

الدولي للكتاب محاضرة بعنوان /كيف نتغير بالسرد؟/ قدمتها الروائية الكويتية هديل

حساوي .

بدأت الكاتبة هديل الحساوي محاضرتها بطرح السؤال (العالم ينتج السرد..فهل السرد

ينتج العالم) فالسرد هو النص المنطوق أو المكتوب حديث يتابع بعضه بعضا في نظام

وبنية واضحين حسب تعريف الخليل بن أحمد.. كما ذكرت ان السرد تجلٍ خطابي سواء

كان هذا الخطاب يوظف اللغة أو غيرها .

وبينت الحساوي أن السرد يتشكل من توالي أحداث مترابطة تحكمها علاقات متداخلة بين

مختلف مكوناتها وعناصرها ويمكن أن يقدم بواسطة اللغة أو الحركة أو الصورة المنفردة

أومجتمعة لنوعية الخطاب.

وذكرت الكاتبة الحساوية أنواع السرد الكتابي كالرواية والسيرة الذاتية والأسطورة

والخرافة والملحمة وغيرها من أشكال الكتابة السردية ، ثم تحدثت عن اللوحات السردية

وأنواعها ومكونات القارىء والقراءة السردية .. موضحة أن القارىء ذات واعية تتفاعل

مع النص وتمنحه وجوده).

وقالت إن القراءة فاعلية إنتاجيه تقع في زمان ومكان معينين وتعتمد على الفهم الذي يقوم

بإسقاط مفاهيم سياقية تاريخية وأحكام مسبقة على النص بالتالي تأتي مرحلة التأويل التي

تواجه تلك الأحكام المسبقة بمعطيات النص.

وأكدت في محاضرتها أن اللغة وسيلة للإدراك حيث تعبر عن الوجود فاللغة ليست وسيلة

لتوصيل الأفكار عن العالم بل أداة لجعل العالم موجودا في المقام الأول فالتصنيف اللغوي

هو تمثيل لرؤية العالم وهذا التصنيف يعدل الإدراك الإجتماعي لللإنسان.

وأوضحت هديل الحساوي أن السرد عبارة عن بنية لغوية ذات دفق شعوري يؤدي عن

طريق التقاعلية توليد حركة مستقيمة إلى الأمام وليست مجرد مسألة تراكمية إذ أن

تخميناتنا الاولية عند التعامل مع النص تولد إطاراً مرجعياً لتفسير ما يتلوها على المدى

الطويل حيث تحفر هذه التجارب إذا كانت ذات تأثير عاطفي قوي في ذكريات الفرد

وتصبح نموذجا محدثا للتفكير والسلوك .

واختتمت بقولها إن السرد ليس مجرد وسيلة لتمثيل العالم كما يبدو لنا ولا يعمل فقط

كمحاكاة للواقع فهو في جوهره يفك المعتقدات والوقائع الراسخة ليعمل كقوة محققة

للحقائق الراسخة في هذا العالم ويوضح لنا السبل التي يمكننا من خلالها التغيير أو

التكيف مع التغيرات التي حدثت بالفعل.

/العمانية/

ع خ