رواية تقدم شبكة التواصل بوصفها أداة لسرد الحكاية ..النشرة الثقافية..

حوالي ٥ سنوات فى أونا

عمّان في 25 فبراير /العمانية/ عملت شبكة التواصل الاجتماعي على بروز نوع من
الرواية الذي وَجد في التشابكات التي توفرها الشبكة بناءات درامية وحكايات قابلة
للحبك الروائي.
ففي رواية كلارا سروجي – شجراوي التي تحمل عنوان /حكايات الليدي ندى/
الصادرة عن الآن ناشرون وموزعون بعمان، تتجلى تأثيرات الشبكة العنكبوتية في
تقنياتها وفلسفتها وفضاءاتها التي حوّلت العالم إلى قرية صغيرة.
تعتمد الكاتبة في روايتها التي تقع في 135 صفحة من القطع المتوسط، على
الديناميات التي أنتجت تلك الشبكة، والتي تبلورت بفعل العولمة التي أزالت كل
الحدود. وهي تستجيب لمتاحات هذا العالم الوهمي في بناء حكاية بطلتها التي تشكلت
من خلال التواصل الاجتماعي مع امرأة لا تعرف مكانها، فقد دلفت إليها تلك المرأة
للخروج من وحدتها تحت ذريعة الإعجاب بكتاباتها الشعرية التي تلامس مشاعرها.
وتحكي البطلة عبر ثلاثين ليلة، حكاياتها التي تشبه تقنيّاً حكايات ألف ليلة وليلة
وتختلف في موضوعها ودافعها وفلسفتها، وهي حكايات تمثِّل مقاطع قصصية تلتئم
معا لسرد قصة ثلاثة أجيال من النساء عبر اختلاف المكان والزمان.
وتستجيب الرواية لجهة تقنياتها التقطيعيّة، للمناخات التي عاشتها المرأة في قرية "
عين ماهل" بالجليل الفلسطيني، وبلادها فلسطين التي تقطعت أوصالها وتقطعت
السبل بأهلها بسبب الاحتلال الإسرائيلي. وتعاين فكرة العولمة التي مزّقت الكينونة
الإنسانية، وفكرة شبكة التواصل التي حولت الوجود الإنساني إلى كينونة وهمية.
تقول الكاتبة الحاصلة على شهادة الدكتوراه في الأدب العربي في استهلال الروايةّ:
"لأنني أكره الحبكة التقليدية المصطنعة؛ ولأنني أكره أن يوضع عملي في قالب ما،
أعطيكم فرصة التنقل بين ليالي هذه الرواية كما تشاؤون، مخيّرةً القارئ أن يبدأ من
آخرها أو من أولها أو من منتصفها، بحسب ما يرغب". وهي تقصد بذلك أن الرواية
أصبحت تخص المتلقي، وأنه لم يعد للمؤلف سطوة عليها بعد نشرها.
وتنتقل سروجي في فضاءات العولمة من حكايات النساء وثرثرتهن في القرى
الفلسطينية في الداخل، إلى صخب المدينة الأمريكية واهتمامات نسائها وأنماط
حياتهن. وهي لا تتوقف عند شبكة التواصل بوصفها أداة لسرد الحكاية، بل تجعلها
الحكايةَ نفسها التي تتيح فضاءات جديدة لتحول الإنسان، فهي الكفيلة بهدم الجدران
المادية الصلبة، وهي التي تتيح للإنسان أن يطرح الكثير من الأسئلة التي تتعلق
بالحياة والوجود بجرأة، كما تتيح له أن يختار دون أن يكون مثقلاً بالماضي، وأن
يسهم كذلك في تحرير نفسه وتحرير التاريخ.
/العمانية/ 174

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على