العمود الثامن صلاح عبد الرزاق وآفة النسيان

حوالي ٥ سنوات فى المدى

 علي حسين
ليس صحيحا أنّ الحياة في بلاد الرافدين خلال الأسابيع الماضية ، كانت عابسة وقاتمة بسبب ضياع مكتبة " العلامة " إبراهيم الجعفري ، واختفاء عباس البياتي في ظروف غامضة ، فهناك أيضا جوانب مضحكة كثيرة، بل وكوميدية، ولمن لا يصدق عليه مشاهدة آخر ظهور تلفزيوني لمحافظ بغداد السابق صلاح عبد الرزاق ! فالرجل فجر مفاجأة من الوزن الثقيل حين أخبرنا أن القوى المدنية هي التي تحكم العراق منذ عام 2003 .وربما نختلف أو نتفق مع السيد صلاح عبد الرزاق ، لكن علينا مع هذه اللفتة المتميزة أن نؤمن بأن الرجل يتمتع بروح الفكاهة والدعابة، إضافة إلى صفة الإصرار وعدم اليأس والدليل على ذلك أنه لا يزال يقسم بأغلظ الأيمان أنه أراد تأسيس دولة مدنية ، لكن الاحزاب الدينية لم تسمح له . أربع سنوات عجاف كان فيها صلاح عبد الرزاق يجلس على باب القلعة الحصينة – مجلس محافظة بغداد - ــ يمنح بركاته لكل من يهتف بإنجازاته العظيمة، أدواته كثيرة وإغراءاته متعددة، ، إحالة المشاريع إلى الاصحاب والمعارف ، زيادة نسبة الخراب في العاصمة، إغلاق اتحاد الأدباء.. أربعة أعوام والعصا بيد صلاح عبد الرزاق ، يهش بها أهالي بغداد لكي يدخلوا حظيرة الفضيلة والأخلاق الحميدة.كل هذه السنوات ورائد النهضة البغدادية - كما يحلو للناس أن يطلقوا عليه - ، لا يترك مناسبة إلا ويطنط فيها بأنه لا يمكن أن تلوث بغداد بمباهج الحياة،.. وكان يرى ان مهمته إعادة نشر الإسلام في عاصمة " الكفار " بغداد، ونشر الفضيلة بين أقوام الجاهلية من أهالي العاصمة.كثيرون ـ وأنا منهم ــ ظنوا قبل سنوات أن البعض من الذين يكثرون الظهزر على الشاشات أكفاء، خصوصا أن معظمهم يتباهى بحصوله على شهادات عليا..لكن ومنذ أن تسلموا إدارة مجالس المحافظات اتضح أنهم بلا تأهيل حقيقي، وبدلاً من أن يجربوا الاستعانة بأهل الخبرة استعانوا بأهل الثقة من الأحباب والأصحاب. وأصروا على إدارة المحافظات بمنطق الرقص مع الفساد. في هذه الزاوية كتبتُ في آب من عام 2011 مقالاً بعنوان ويسألونك عن صلاح عبد الرزاق، نشرتُ فيه بعض الوثائق عن الفساد المستشري في محافظة بغداد، ليخرج صلاح عبد الرزاق بعد أيام ببيان اتهم فيه العبد الفقير لله بنشر الرذيلة، وبأنّ منطقي هو منطق"مرفوض وليس وطنيّاً"واضاف حماه الله من شرّ أمثالي بأنّ صاحب العمود الثامن"متربٍّ على الرذيلة"، واليوم يخرج لنا ليقول ان اهالي بغداد عانوا من حكم الاحزاب المتشددة ، وان من حقهم ان يحتفلوا ويفرحوا .. ياعزيزي اتمنى عليك ان تستمع الى الراحلة هدى سلطان وهي تغني "أن كنت ناسي افكرك "

شارك الخبر على