معرضٌ لفن المنمنمات بقصر مصطفى باشا بالجزائر ..النشرة الثقافية..

حوالي ٥ سنوات فى أونا

الجزائر في 18 فبراير /العمانية/ يحتضن المتحف العمومي الوطني للزخرفة
والمنمنمات وفن الخط، بقصر مصطفى باشا بالجزائر، فعاليات المعرض الوطني لفن
المنمنمات، الذي حمل عنوان /أنغام المنمنمات الجزائرية ورونقها وبهجاتها/، وذلك
بمشاركة 28 فناناً.
ويُشارك في تنظيم هذه الفعالية، مركزُ الفنون والمعارض بتلمسان، حيث يُنتظر أن
ينتقل المعرض إلى عاصمة الزيانيين، خلال شهر أبريل المقبل، وذلك بمناسبة إحياء
شهر التراث.
ويجمع المعرض أعمال فنانين من أجيال مختلفة، أمثال امحمد حمي نومنة (1897-
1975)، ومحمد غانم (1925-2014)، ومصطفى أجعوط (1948)، وعلي كربوش
(1950)، والطاهر بوكروي، ومليكة قرمي، وحسين عيسى.
ويؤكد سمير دندان، مدير متحف الزخرفة والمنمنمات وفن الخط، لوكالة الأنباء
العمانية، أنّ هذه الفعالية، لا تتيح فقط اكتشاف فن المنمنمات في الجزائر، ومغامرته
الجمالية، لكنّها تُقدّم أيضاً شهادة حول التواصل الفني والإنساني بين المبدعين
والجمهور.
وترى ربيعة العارف، موظفة بالمتحف، أنّ المنمنمة الجزائرية تتميّز بتوظيف العوالم
الجمالية الموجودة في اللّوحة الأوروبية القائمة على قاعدة المنظور في تبيان فن
العمارة الجزائرية مثلاً، واعتماد اللّون كعنصر تشكيلي في بناء المنمنمة، بالإضافة
إلى الاشتقاق اللّوني، واستثماره بإدراج مشتقات لونية عدة للّون الواحد، عكس النمط
الأصولي للمنمنمات التي كان فنانوها يجعلون من اللّون مجرد كتلة تملأ فراغات
الأشكال والخطوط، ثم تزخرف إطاراتها بألوان ذهبية، وذلك هو حجر الأساس في
المنمنمة الإسلامية التي بقيت جامدة، بلا حراك حسّي، ولكنّ محمد راسم وتلامذته
كسروا هذه القاعدة، وجعلوا من الأجساد تتحرك بطلاقة رشيقة، بعد أن ظلّت ملتصقة
في مساحاتها المسطّحة طيلة قرون مضت.
وقد كوّنت المدرسة الجزائرية أجيالاً متعاقبة في المنمنمات والزخرفة، وما زال
مبدعوها، إلى يومنا هذا، يكوّنون أجيالاً واعدة جديدة، أبرزهم علي كربوش،
ومصطفى أجعوط، والهاشمي عامر، وعبد الرزاق مزوان، وزكريا مرسلي، وفريدة
حمزة.
ويقول الفنان سعدي سعدي، إنّ الجزائر ورثت فن المنمنمات وطوّرته بفضل أشهر
الفنانين، على رأسهم محمد راسم، الذي تجاوزت أعماله الفنيّة المنجزة ألف عمل،
تراوحت بين الزخارف، والمنمنمات، واللوحات الزيتية التاريخية. كما يعود الفضل
في نقل هذا الأسلوب لجيل ما بعد الاستقلال، إلى فنانين على غرار محمد تمام،
ومحمد غانم، وغيرهم، وسواما ممّن لم يتأثّروا بأنماط وأساليب المدارس الغربية
الحديثة، محاولين، بهذا الشكل، إبراز قيمة وجمال التراث الإسلامي الجزائري
الأصيل.
/العمانية/ 178

شارك الخبر على