معركة اليساري

حوالي ٥ سنوات فى الشبيبة

كاراكاس-أ ف ب:أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو استعداده للقاء زعيم المعارضة خوان غوايدو الذي نصّب نفسه «رئيساً بالوكالة»، لكنّ الأخير سارع إلى رفض المشاركة في «حوار شكليّ»، داعياً أنصاره لمواصلة الاحتجاجات في الشارع حتى رحيل الرئيس اليساري.ويخوض الرجلان صراعاً على السلطة منذ أن أعلن غوايدو، رئيس البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة، الأربعاء الفائت نفسه «رئيساً بالوكالة» للبلاد، معتبراً أن تنصيب مادورو هذا الشهر رئيساً لولاية جديدة مدّتها ست سنوات إجراء غير شرعي.وقال مادورو (56 عاماً) في مؤتمر صحافي إنّه مستعد لإجراء محادثات مع غوايدو (35 عاماً) الذي أشار اليه بـ»هذا الشاب». وأضاف الرئيس اليساري «أنا ملتزم بإجراء حوار وطني. اليوم وغداً ودائماً، أنا ملتزم ومستعدّ أن أذهب إلى أي مكان يجب أن أذهب إليه.،وشخصياً إذا كان عليّ أن ألتقي هذا الشاب ... فسأذهب». إلاّ أنّ غوايدو سارع إلى رفض هذا العرض.حوار شكليّوقال غوايدو «عندما لا يحصلون على النتائج التي يريدونها من خلال القمع، فإنهم يعرضون بدلاً من ذلك إجراء حوار شكلي».وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقده في ساحة كراكاس في أول ظهور علني له منذ أعلن نفسه رئيسا بالوكالة «أريد أن أوضح للعالم ولهذا النظام أنّ لا أحد هنا مستعدّ لإجراء حوار شكلي».وأدّت الأزمة في فنزويلا إلى انقسام المجتمع الدولي بين دول اعترفت بغوايدو رئيساً لفنزويلا وفي مقدّمها الولايات المتحدة وأكثر من عشر دول في المنطقة، وأخرى لا تزال تعترف برئاسة مادورو بينها روسيا والصين.إلا أنّ مجموعة من الدول التي تعترف بمادورو دعت الجانبين إلى إجراء محادثات، ومن بين هذه الدول المكسيك التي أعلنت استعدادها لاستضافة هذه المحادثات.وصرح الرئيس المكسيكي اندرس مانويل لوبيز اوبرادور «لا يمكننا القيام بذلك دون موافقة من الجانبين ... ولكن نحن مستعدون بقوة للمساعدة في تسهيل الحوار دون استخدام القوة أو العنف، لحل المشاكل» التي تواجهها فنزويلا.والمكسيك هي أكبر دول أميركا اللاتينية ولا تزال تعترف بمادورو، ولكنها دعت مع الأورغواي الجانبين إلى إجراء حوار.وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا الخميس الجانبين لإجراء محادثات وتجنّب «التصعيد الذي يمكن أن يؤدي الى نزاع سيكون كارثياً على شعب فنزويلا وعلى المنطقة».لكنّ غوايدو لم يظهر بمظهر المستعدّ لإجراء تسويات، إذ دعا إلى «تظاهرة ضخمة» الأسبوع المقبل، وتعهّد أن يبقى الناس في الشوارع إلى حين تنحّي مادورو.السفارة الأميركيةوفي مؤتمره الصحافي أكّد غوايدو أنّ السفارة الأميركية في كراكاس ستبقى مفتوحة وطلب من الدبلوماسيين الفنزويليين في واشنطن الاستمرار في مزاولة عملهم، مناقضاً بذلك قراراً أصدره مادورو بعد اعتراف واشنطن بغوايدو رئيساً وأمهل فيه الدبلوماسيين الأميركيين 72 ساعة لمغادرة البلاد.وقال غوايدو «نقول لموظفي السفارة الأميركية: يمكنكم البقاء في هذا البلد»، مضيفاً «إنهم قلقون على سلامتهم ولكن أودّ أن أقول لهم أن يبقوا وأنّ السفارة الأميركية في فنزويلا ستبقى مفتوحة وأنّ كل السفارات ستبقى كذلك، سفارة روسيا وسفارة الصين».وكان مادورو أعلن قطع العلاقات الدبلوماسية بين كراكاس وواشنطن إثر اعتراف الأخيرة بغوايدو رئيسا انتقالياً لفنزويلا واعتبارها الرئيس الاشتراكي «غير شرعي».وإثر قرار مادورو أعلنت واشنطن أنّا لن تلتزم به، مؤكّدة أنّ دبلوماسييها باقون في كراكاس، لكنّها طلبت من الطاقم الدبلوماسي «غير الضروري» مغادرة البلد.وفي تطوّر آخر، عيّن وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو الجمعة إليوت أبرامز مبعوثاً إلى فنزويلا بهدف المساهمة في «إعادة الديموقراطية» إلى هذا البلد.واعتبر أبرامز، الدبلوماسي السابق الذي عمل خصوصاً في عهدَي الرئيسين الجمهوريين السابقين رونالد ريغن وجورج بوش الابن أنّ الأزمة في فنزويلا «عميقة ومعقّدة وخطيرة».سياسة تدميريةوفي الرباط، دان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السياسة الأميركية «التدميرية» في فنزويلا.وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي في الرباط مع نظيره المغربي ناصر بوريطة عقب لقائه العاهل المغربي الملك محمد السادس «في رأيي فإنّ السياسة الأميركية في فنزويلا والعديد من الدول الأخرى تدميرية».وصدر ردّ فعل الوزير الروسي بعد إعلان الولايات المتحدة أنّ بومبيو سيمارس ضغوطا في مجلس الأمن الدولي للاعتراف بخوان غوايدو رئيسا لفنزويلا بالوكالة خلال اجتماع مقبل حول الازمة.وقالت الخارجية الأميركية في بيان إنّ «الوزير بومبيو سيحضّ أعضاء مجلس الأمن والمجتمع الدولي على دعم السلم والأمن الدوليين بالاعتراف بخوان غوايدو رئيسا دستوريا مؤقتا لفنزويلا والدعوة إلى دعم الحكومة الانتقالية في سعيها لاستعادة الديموقراطية وحكم قانون».وأعلن مادورو الجمعة أنّه سيوفد وزير خارجيته خورخي أريزا إلى نيويورك لحضور الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن حول فنزويلا. وطلبت الولايات المتحدة عقد جلسة للمجلس السبت بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعترافه بغوايدو رئيساً بالوكالة، واعتباره مادورو رئيساً غير شرعي.وقادت إدارة ترامب الضغوط الدولية على مادورو الذي يتّهم واشنطن بأنها وراء محاولة «الانقلاب». ولم تعلن أيّ من الدول الأخرى التي تمتلك حق الاعتراض (الفيتو) في المجلس، دعمها لغوايدو. لكنّ لافروف اعتبر في الرباط أنّ «هذا التصرّف (الأميركي) غير مقبول .. ويقوّض مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومعايير المجتمع الدولي»، مضيفاً أنّ روسيا ستدافع عن موقفها في مجلس الأمن. وتعتبر روسيا ثاني أكبر مستثمر في فنزويلا بعد الصين التي اصطفّت كذلك مع مادورو.وأعلن مادورو الشهر الفائت خلال زيارة إلى موسكو عن استثمار روسي بقيمة 6 مليارات دولار في قطاعي النفط والتعدين في فنزويلا. والخميس أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن دعمه نظام مادورو «في سياق أزمة سياسية داخلية بتحريض خارجي».ووفق مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان ميشال باشليه فقد تم توقيف أكثر من 350 شخصاً خلال هذا الاسبوع أثناء تظاهرات «بينهم 320 شخصاً يوم 23 يناير لوحده».ممر إجلاءلكن غوايدو ترك أيضا المجال لخروج الرئيس مادورو، متحدّثاً عن احتمال إصدار عفو عنه.وكان البرلمان وعد في 15 يناير بالعفو عن الجنود الذين ينشقّون عن نظام مادورو.واقترح نائب الرئيس البرازيلي هاملتون موراو الذي كانت بلاده اعترفت مع دول اخرى، بخوان غوايدو، اقامة «ممر إجلاء» لخروج مادورو و»توفير مخرج» له ولشعبه.من جهته طالب الاتحاد الاوروبي الذي اعتبر الولاية الثانية لمادورو غير شرعية، بتنظيم «انتخابات حرة» من دون أن يعترف بخوان غوايدو.لكنّ ألمانيا قالت الجمعة إنّها على استعداد «في اطار مشاورات أوروبية» لأن تعتبرف بغوايدو رئيساً اذا تعذّر تنظيم انتخابات حرة «في وقت قريب». أما وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان فقد دعا «بحزم» مادورو الى «الامتناع عن أي شكل من اشكال قمع المعارضة».من جهته، قال وزير الخارجية الاسباني جوزيف بوريل اثر اجتماع لمجلس الوزراء الجمعة أن مدريد تدفع في نطاق الاتحاد الاوروبي الى الاعتراف بغوايدو «رئيسا بالوكالة» وذلك «اذا لم تتوفر الارادة من جانب نظام فنزويلا في الدعوة لانتخابات».ويأتي تفاقم الازمة السياسية في أوج تدهور اقتصادي في هذا البلد النفطي الذي كان مزدهرا وبات اليوم يشهد نقصا كبيرا في الغذاء والادوية وسط ارتفاع هائل في نسبة التضخم.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على