اقـتـــلاع غـــاف المدينـة

أكثر من ٥ سنوات فى الشبيبة

مسقط - يوسف بن محمد البلوشيأثارت تجربة تقوم بها وزارة البيئة والشؤون المناخية لنقل أشجار الغاف البرية المعمرة في العاصمة مسقط تحفظا من عدد من المهتمين البيئيين حيث دعوا إلى عدم اقتلاع هذه الأشجار المعمرة لاسيما وأنها غير مضرة بالبيئة ونقلها يدمر قيمتها العمرية وجماليتها الذي تنشره على أماكن وجودها.لكن وزارة البيئة قالت في توضيح على موقعها بأن تجربة نقل أشجار الغاف تهدف إلى معرفة مدى نجاح عمليات نقل الأشجار المعمرة من موقع إلى آخر، مشيرة إلى أن العديد من الأشجار البرية تعرضت للقطع بسبب التنمية العمرانية والمشاريع التنموية، وسوف تحد نتائج هذه التجربة والتي تعتبر فريدة من نوعها في السلطنة -بحسب تصريح الوزارة- من قطع الأشجار المعمرة والحفاظ عليها واستدامتها.من جانبه قال مدير التوعية البيئية بجمعية البيئة العمانية د.حمد بن محمد الغيلاني لـ«الشبيبة»، تعليقا على الموضوع، إن جمعية البيئة العمانية تولي عناية خاصة بالأشجار المعمرة وفِي مقدمتها أشجار الغاف والسدر، مشيرا إلى أن دور الجمعية يكمن بالتوعية حول أهمية المحافظة على هذه الأشجار والاعتناء بها لما تمثله من تنوع طبيعي وبيئي ومن المكونات الأساسية للحياة الفطرية في السلطنة.وأفاد الغيلاني أن السلطنة تحظى بتنوع نباتي يصل إلى 1400 نوع من النباتات معظمها يوجد في محافظة ظفار ويشكل 70 - 80 % من إجمالي النبات الموجودة في السلطنة.وأضاف الغيلاني أن بعض النباتات الموجودة في عمان تعتبر من الأنواع النادرة جدا، مشيرا إلى أن بعض الأنواع بدأت في التناقص بشكل كبير. وبين الغيلاني أن السلطنة تحظى بـ 80 نوعا من الأشجار النادرة تحوي محافظة ظفار على 50 نوعا منها. وكتب عباس الزدجالي وهو أحد المهتمين بالبيئة على صفحته «انهم يغتالون البيئة.. الغاف».ويقول: «يبدو أن مسلسل اغتيال ما تبقى لنا من أشجار غاف معمرة لن يتوقف في مسقط طالما بقي هناك من يلتفون ويتحايلون على القوانين تحت ذرائع واهية.. ولعل أكثرها مدعاة للتعجب مؤخرا إزاحة شجرتي غاف معمرتين وارفتي الظلال تجاوزتا قرنا من الزمن تقريبا من مكانهما في موقف عند دوار الشارع البحري بالقرم وذلك بداعي إضافة موقفين إضافيين في مواقف عامة».ويضيف: «من الواضح في الحقيقة أن عذر المواقف الذي خرجت به بلدية مسقط الموقرة ليس سوى غطاء لإزاحة الغافتين، والأمر الآخر إن هاتين الغافتين كما يبدو في الصور قد ضربتا بجذورهما في أعماق الأرض لما قد يربو عن عشرات الأمتار في بحثها عن المياه الجوفية على امتداد عمرهما الذي قد يكون ناهز المئة عام.. وامتدت جذورهما السطحية أيضا التي نشاهدها وقد اقتلعت ببشاعة من حولها لأمتار عديدة أخرى.. ولا مجال إذن لإعادة غرسها دون جذورها العميقة..».وحول شجرة الغاف المعمرة في شاطئ القرم التي تم التخطيط لإزالتها ونقلها إلى موقع آخر قال د.محمد بن رضا اللواتي إن شجرة الغاف عمرها أكبر من عمر الساكنين في المنطقة، مشيرا إلى أنه يعد من السكان الأوائل حيث سكن المنطقة منذ 45 عاما وبالتحديد في العام 1974 وكانت الشجرة شاهقة مع مثيلاتها من الشجرات التي كانت تزخر بها منطقة القرم.وبين د.محمد اللواتي أن شجرة الغاف المعمرة أصبحت جزءا من معالم المنطقة ولا تقل أهمية عن المباني المجاورة لها، مطالبا الجهات المختصة بحمايتها وإبقائها في مكانها.وناشد اللواتي الجهات المختصة والمواطنين بإدراك أهمية هذه الأشجار والعمل على زيادة الرقعة الخضراء التي تميز مدن السلطنة وعدم التهاون في إزالة الأشجار نتيجة للزحف العمراني، مبينا أن الأشجار يمكنها أن تتناغم مع المباني إذا ما أحسنا التخطيط.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على