أوراق اليانصيب

أكثر من ٥ سنوات فى الشبيبة

د.لميس ضيفوودعنا عاماً ودخل عام.. وشعار أغلبنا «لا خبر جاء ولا وحي نزل».. فالعيب ليس في الزمان بل العيب فينا. في أننا ننتظر معجزة ما، أو حدث أو شخص يغير لنا حياتنا. أغلب الناس يتعامل مع حياته كما «أوراق النصيب» فيجمع تذاكر عله يفوز بجائزة كبيرة تغير مسرى حياته جذريا. فالعازبة تنتظر زوجاً علقت في ناصيته كل أحلامها المؤجلة. والرجل ينتظر وظيفة، أو ترقية تأتي بقارب ما. والمتزوجة تنتظر أطفالا يقومون ما هو معوج في حياتها. والتاجر ينتظر طفرة من غير أن يغير أساليبه. فكلنا يعيش على الأمل؛ لكنه أمل غير مرتبط بعمل. بل بأحلام ننام على غيمتها بسلام مصطنع.حتى في السياسة الدولية؛ تنتظر الشعوب اعتلاء شخص أو تنحي آخر. أو تعول على ملك الموت ليحل مشاكلها البائنة. وتتعامل مع الانتخابات كالقمار. فتستسلم لمشاعرها وتنحي العقل وتضعه على الصامت وهي الوضعية الأثيرة لنا في هذه البقعة من العالم!لن تأتي لنا الأعوام بجديد. وصدقوا ما أقول. ولن يكون هذا العام أفضل من سابقه إن لم يقرر كل أحد منا أن يجعله كذلك. وأهم سبيل لذلك هو وضع خطة:أين أنت الآن حقا.. وأين تريد أن تكون ؟كيف ستطور عملك ؟ تحسن علاقتك بأهلك ؟ما درجة علاقتك بربك وكيف تنوي رفع رصيدك في الحياة الأخرى ؟كيف ستنهض بوضعك المادي، وكيف سترتب ملفاتك المالية إن لم يكن لديك سبيل لزيادة دخلك؟ما هو الخلل في توزيع يومك وكيف تتلافاه؟ما هي العلاقات التي تحولت لعبأ وحان وقت نفضها؟ وما هي الصلات التي يجب أن يُعاد وصلها؟ الصفات التي يجب أن تعزز في الذات والصفات التي يجب أن يجتهد المرء في اجتثاثها؟إن انتظار الخير من الأعوام، بدعة يحتاجها المرء المتبلد ليعطي نفسه الطاقة للاستمرار في الحياة. لكن الحقيقة هي أن الأعوام تتشابه ونحن من يتغير. والفرق الحقيقي بين الناجح وسواه أن الأول يأخذ زمام المبادرة ويتولى مسئولية حياته تماما بينما يتنصل غيره من تلك المسئولية ويلقون بكل شيء في ملعب الحظ والنصيب... أتمنى للجميع عاماً «مثمراً» معززاً بالمسؤولية والخيارات الذكية.lameesdhaif@gmail.com

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على