سِر يا إميل.. ونحن من ورائك..

أكثر من ٥ سنوات فى الشبيبة

د. لميس ضيف​إميل راتيلباند، متقاعد هولندي يبلغ من العمر 69 عاماً، تصدرت صوره المجلات مؤخرا عندما رفع في نوفمبر الجاري قضية في مدينة أرنهيم جنوب شرق أمستردام يطالب فيها بتغيير عمره في الوثائق الرسمية وطرح ما لا يقل عن عشرين سنة منه!راتيلباند، دعّم دعواه بتقارير طبية تثبت بأنه يملك جسد رجل صحي في الـ45 من عمره. وتقارير تثبت بأن إمكانياته العقلية كذلك. وكانت المحكمة قد تحفظت فيما قبل على صحة دعواه ولكنه دفع بها مجددا. فهو يزعم بأنه ما زال قادرا على العمل بشكل كامل، لكن لا أحد ما يريد توظيف رجل على مشارف السبعين من عمره. كما أنه لا يجد من تقبل مواعدته عندما يسجل في مواقع المواعدة والزواج لأن ما من امرأة تريد أن ترتبط بعجوز. وهو ليس عجوزا كما يعتقد هو يقيناً. وفي نهاية الأمر تم قبول النظر في دعواه التي ستغيّر الكثير إن تم تمريرها بنجاح.أعتقد أنه لو نجح، فإن الكثيرين حول العالم سيحذون حذوه. عن نفسي سأبحث في خطوط الطيران عن عروض السفر لأمستردام وسأقتنص الفرصة لإسقاط بضع سنوات من عمري! لن أبالغ وأطلب تخفيضه 20 سنة أو حتى عشرا. بل سأكون سعيدة لو تم تخفيضه 5 سنوات مثلا!وبعيدا عن الهزل، فإن صاحبنا يملك بعض المبررات الوجيهة. ففي الغرب يمكن للمرء أن يغيّر اسمه أو حتى هويّته الجنسية فلمَ لا يغيّر عمره. الواقع يقول إن النظرة المجحفة لكبار السن عصية على التغيير. فالبنوك لا تقرضهم وإن كانوا مؤهلين لأنها تصنّفهم على أنهم فئة غير موثوقة.والحق أنهم قد يكونون أكثر قدرة على الالتزام والسداد من سواهم. وكثير منهم لا زال قادرا على العمل والعطاء بكفاءة لم يكن يملكها وهو في العشرينيات من عمره ولكن أرباب الوظائف لا ينظرون لهم بل ويسعون واقعا لتصفيتهم من الأعمال.في عالم اليوم، عالم الممكن. قهر الإنسان الأمراض والأوبئة الشرسة. وابتكر طرقاً لتحسين جودة حياته. ويجب أن تُعاد برمجة المفاهيم العامة بناءً على ذاك المنطق، ومنها النظرة للعمر؛ فالعجوز هو العاجز فقط. وكم من رجل خط المشيب مفرقه وكان يملك حماسة الشباب وروح الأطفال، وكم من شباب شاخوا قبل الأوان لركونهم لحياة الكسل والخمول.lameesdhaif@gmail.com

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على