أقل الصفات جاذبية

أكثر من ٥ سنوات فى الشبيبة

د.لميس ضيفما هي الصفة التي تكرهها فيمن حولك أكثر من سواها؟قد يقول البعض إنها الكذب، العصبية أو الإهمال. لكني شخصيا أرى أن أسوأ سمة ممكن أن تعيش في المرء أو تتلبس أحد حوله هي الثرثرة!فما من صفة تنزع الجمال من المرأة كالثرثرة. وما من طبع ينزل من شأن الرجل وهيبته كالثرثرة. فالثرثرة يا سادة مرتبطة بمشكلات أعمق بكثير مما يبدو للناظر. فالثرثار شخص «لا يركز» في الحياة. وتضيع في زحام الكلمات أفكاره. كما أنه شخص -بالتجربة- غير منتج. أكثر الناس امتهانا للكلام في كل عمل هم أقلهم إنتاجية. وكلها أمور متشابكة: فمن يفتقد للتركيز في حياته ينتهي به الأمر لفقدان الإنتاجية. ولأنه يمتهن الكلام يغطي على قلة إنتاجيته بالدفاع عن أي انتقاد قد يطاله جراء تقصيره، ويستغل لسانه المنشغل في تخطيئة من يعملون وهكذا تقود تلك الصفة لعربة صفات أخرى مذمومة وعلى رأسها النميمة والحسد.لا تثق بثرثار.. ولا يجب على الثرثار نفسه أن يثق بنفسه. وعليه أن يتحداها ليخرجها مما هي فيه من ضياع وضلال ولكن.. كيف يعالج الثرثار نفسه إن شاء؟ كيف ينزع أغلال صفة لطالما أحبها في نفسها وظنها ميزة أحيانا؟من الأمور المستحسن فعلها لهؤلاء. صغارا كانوا أم كبارا. هو إجبارهم على الاستماع لشيء ذي قيمة. أو قراءة شيء ذي عمق أو حتى مشاهدة برامج وأفلام تحمل فكرة. ونشدد على أن تكون «ذات قيمة وعمق وفكرة» لأن كثيرا من المشاع في عالم اليوم من مواد هي ضرب من الثرثرة أيضا. التي تزيد نار الناس حطبا. فعندما يرتبط الشخص بمواد مقروءة أو مسموعة قيمة، يفهم وقتها ضحالة ما كان يظن أنه يستحق الحديث فيه. لذا قال الحكماء: «عندما تتسع الرؤية، تضيق العبارة» في إشارة لأن المرء إن تمكن حقا من أدواته، فإنه يستطيع أن يوصل فكرته بأقل قدر من الكلمات. لذا فإن المقالات المسترسلة الطويلة ليست مؤشر مهنية ممدوحا. إذ إنها تعبر عن حاجة كاتبها لسيل من العبارات للوصول لهدفه.إن كنت من هذا النوع، صاحب اللسان الذي لا يهدأ، أعد حساباتك إن كنت تطمع في حياة ذات وزن. وإن كنت ممن ابتلاهم الله برفقة الثرثارين في العمل أو العائلة: ابق يقظا. فتلك الصفة معدية أكثر مما تتوقع. وستقودك لتكون إنسانافارغا، كثير الخطأ وقليل العمل.lameesdhaif@gmail.com

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على