هل تستعد السعودية لأمر جلل؟

أكثر من ٥ سنوات فى تيار

بمتابعة ما تنشره الصحافة السعودية من مواقف وآراء بشأن قضية اختفاء الصحفي جمال خاشقجي، نجد إشارات تدل على أن المملكة كما لو أنها تمهد لأمر جلل.
 
يظهر مثل هذا الانطباع بشكل خاص في التعميم الذي وجهه مدير التعليم السعودي محمد بن عبد الله الثبيتي إلى جميع مدارس منطقة القريات للبنين والبنات بتخصيص الإذاعة الصباحية في هذا الأسبوع للحديث عن "عظم مكانة المملكة العربية السعودية الإسلامية والعربية والعالمية ودورها في نشر السلام والعدل والإخاء".
 
الجدير بالاهتمام أن هذا التوجيه نص أيضا على تخصيص الإذاعات الصباحية المدرسية للحديث هذا الأسبوع "عما يجب أن يتحلى به المواطنون في ما يتعلق بالانتماء للوطن والولاء للقيادة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز".
 
ويمكن استشفاف أن شيئا ما يتم التمهيد له في ظل الأزمة التي تفجرت بعد اختفاء الصحفي جمال خاشقجي في اسطنبول في الثاني من أكتوبر الجاري،  من خلال ما أكده أمير منطقة الباحة حسام بن سعود بن عبد العزيز الذي شدّد على "المواقف الثابتة للمملكة العربية السعودية"، وأكد كذلك:
 
صلابة الموقف السعودي الحازم وسياساتها الثابتة الراسخة، بأن الرد سيكون قويا وواثقا على كل من يحاول الإساءة أو المساس بكيان هذا الوطن العظيم كائنا من كان.
 
علاوة على ذلك، أكد الأمير السعودي أن القيادة ومواطني المملكة
 
صف واحد وقلب واحد، والوطن لا يقبل الجميع المساومة عليه، وهو خط أحمر.. أدام الله علينا جميعا الرخاء والاستقرار.
 
في كل الأحوال حتى لو عدت مثل هذه الإشارات على أنها روتينية ومواقف طبيعية ولا أبعاد أخرى لها، لكنها تدل على أن قضية خاشقجي، اشتدت وطأتها على المملكة وأصبحت قضية تؤرق أصحاب القرار فيها بتبعاتها الثقيلة المحتملة، ولم تعد القضية مجرد اختفاء مواطن سعودي في ظروف غامضة وفي بلد أجنبي، وكل ذلك لأن دور القنصلية السعودية محوري في قضية الاختفاء، طالما غاب الدليل الملموس على أن خاشقجي غادرها حيا يرزق.

شارك الخبر على