المنارة المظفرية.. معلم اسلامي تاريخي بارز في مدينة اربيل العراقية

أكثر من ٥ سنوات فى كونا

من مخلص خوشناو

(تقرير)

اربيل - 14 - 10 (كونا) -- (المنارة المظفرية) من الاثار الاسلامية القديمة والمهمة وسط مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق ورمز المدينة بعد قلعتها العتيقة واعلى واكبر منارة في العراق وفقا للباحثين في الاثار.
وذاعت شهرة المنارة لجمال منظرها وهندسة بنائها وأخذت أربيل كمدينة تاريخية شهرتها منها ويطلق عليها غالبا مدينة (القلعة) او (المنارة).
شيد المنارة الملك مظفر الدين كوكبري صهر صلاح الدين الأيوبي في القرن ال12 الميلادي عندما كان واليا على إمارة أربيل في عهد الأتابكة.
وفي هذا السياق قال المدير العام السابق لدائرة آثار أربيل كنعان المفتي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الاحد ان المنارة تقع في الجهة الغربية من المدينة وسميت ب (المظفرية) نسبة إلى السلطان مظفر الدين كوكبري كما تسمى بمنارة (جولي) والتي تعني باللغة الكردية منارة المكان الخالي كما يحلو لاهالي اربيل تسميتها وكانت تعلو جامعا سمي بالجامع العتيق لم يعثر الا على بقايا منه.
واوضح انه يوجد في باطن المنارة درجان يؤديان إلى الأعلى ولا يلتقيان إلا في البداية على الأرض والنهاية في قمة المنارة بحيث لا يمكن للشخص الصاعد إلى الأعلى أن يرى النازل منه.
وأوضح أن هناك روايات تتحدث عن سر ذلك وهو أن مصممها الذي يدعى مسعود مراد دخل في منافسة مع معماري آخر صمم (منارة الحدباء) الشهيرة في مدينة الموصل فابتكر فكرة السلمين لتقوية المنارة وحمايتها من الميلان والسقوط بسبب ارتفاعها وبالفعل لم تمل المنارة كثيرا على عكس (منارة الحدباء).
وأشار المفتي الى انه بعد مرور اكثر من 750 عام على تشييدها حظيت هذه المنارة باهتمام حكومة اقليم كردستان التي اوكلت عمليات ترميمها الى احدى الشركات المتخصصة بتاهيل المواقع الاثرية اذ أعيد ترميمها عام 2008 من خلال تثبيت أساساتها ثم الانتقال إلى باقي أجزائها دون أن يؤثر ذلك على قيمتها الأثرية.
واضاف أن الإدارة المحلية لمحافظة أربيل حولت الأراضي المحيطة بها عام 2006 إلى متنزه كبير بمساحة 80 ألف متر مربع لإبراز هذا المعلم الأثري من جهة ولتتكامل عناصر التطور السياحي من جهة اخرى.
من جانبه قال الباحث في الاثار شيرزاد شيخ محمد ل (كونا) إن الهدف من إنشاء المنارة المظفرية -التي تشبه إلى حد كبير أبراجا عالمية مائلة- هو المراقبة مثل مراقبة هلال شهر رمضان أو حلول الأعياد أو مراقبة الطرقات من أي هجوم خارجي على المدينة.
وتابع أن المنارة تتكون من جزأين سفلي وعلوي الأول مبني على شكل هندسي مثمن بأطوال متساوية إلا في ضلعين ولم يعرف سر ذلك حتى الآن أما الثاني فأسطواني الشكل يصغر قطره مع الصعود إلى الأعلى ويحتوي على عدد من النوافذ للاضاءة.
وأضاف أن الارتفاع الكلي للمنارة كان يبلغ 45 متر تقريبا قبل أن تصيب قمتها صاعقة قوية في عشرينيات القرن الماضي فقدت على إثرها ثمانية أمتار من ارتفاعها وتبقى 37 متر فقط وجدرانها مزينة بزخارف من الآجر الأحمر وهذا النوع من البناء مقاوم نسبيا لعوامل الطبيعة.
اما الصحفي عبدالله عبدالرحمن فقال ل (كونا) "أن المنارة المظفرية تعتبر جزءا من التاريخ العريق لحضارة وادي الرافدين وموروثاتها الأثرية" التي تستوجب الاهتمام بها.
وأضاف أن المنطقة المحيطة بالمنارة في الماضي القريب كانت تشكل أكبر مقبرة للقمامة في أربيل اما الآن فقد اصبحت عامل جذب مهم للسياح نظرا لجمال منظرها وتناغم الطبيعة مع الآثار مقترحا في الوقت ذاته تنظيم زيارات سياحية مع وضع أجهزة صوتية لشرح تاريخ إنشاء هذه المنارة التي لا تنقصها الجمالية عن مثيلاتها في الدول الأوروبية كي يتعرف العالم على تاريخ وحضارة سكان هذه المنطقة وما توصل إليه المعماريون في ذلك الزمن من إبداع في النقوش الإسلامية ذات الطابع الحضاري.
ورغم جهود البعض لازالة اثار الاهمال الذي تعرضت له هذه المنارة الا ان بعض هذه الاثار يابى الزوال ليبقى شاهدا على حجم الدمار الذي تعرض له مثل الكثير من المعالم الاثرية في العراق. (النهاية) ص ب ر

شارك الخبر على