أوراق عمل اليوم الاول للمؤتمر الدولي السابع العلاقات العمانية البريطانية

أكثر من ٥ سنوات فى أونا


مسقط في 8 أكتوبر /العمانية/ تضمنت الجلسة الأولى من المحور /السياسي والتاريخي/

من محاور المؤتمر الدولي السابع العلاقات العمانية / البريطانية الذي بدأت أعماله اليوم

بفندق كمبينسكي مسقط (الموج) 7 أوراق عمل ترأسها الأستاذ الدكتور العروسي

الميزوري.

افتتحت الجلسة بورقة جريمي جونز، مستشار مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية

بالمملكة المتحدة بعنوان / عماني يصنع العالم في "البحيرة البريطانية" السلطان سعيد

وعالم المحيط الهندي/، تناول فيها تاريخ المحيط الهندي خلال القرن التاسع عشر والذي

كان بمثابة قصة تتحدث عن تحول ذلك المحيط إلى بحيرة بريطانية ظلت مستمرة بدرجة

لافتة للنظر ومع ذلك، قدمت الكثير من المنح الدراسية صورة أكثر ديناميكية وأكثر

تعقيدا في الوقت نفسه مشيرا إلى أن سياسات وأفعال القادة والتجار العمانيين خلال فترة

السلطان سعيد وأفعال السلطان نفسه لا يمكن أن تفهم مغزاها إذا تم تفسيرها على أنها رد

فعل للوجود البريطاني المتزايد في منطقة المحيط الهندي والخليج.

وتقترح الدراسة بدلا من ذلك تحليلا للجوانب الرئيسية للأفعال والسياسات العمانية خلال

تلك الفترة للتمييز بين تلك الأفعال التي جاءت كرد فعل (سواء كان تعاونيا أو تنافسيا)

إزاء الأهداف والأفعال البريطانية، وعن غيرها من الأفعال التي يمكن القول بأنها كانت

مستقلة أو صانعة (أدوات فاعلة) للعالم.

وقدم ورقة العمل الثانية الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي أستاذ مشارك للتاريخ الحديث

والمعاصر بجامعة السلطان قابوس بعنوان /الاتفاقية البريطانية العمانية الأولى الموقعة

في صحار عام 1646م أسبابها ونتائجها/ أوضح من خلاها أن دولة اليعاربة قامت عام

1034هـ/1624م، بانتخاب ناصر بن مرشد إماماً لعمان؛ وذلك من أجل توحيد الولايات

العمانية التي تكونت على أثر انهيار دولة النباهنة الثانية عام 1026هـ/1617م، وطرد

الاستعمار البرتغالي من الولايات الساحلية والتي احتلوها عام 913هـ من المملكة

الهرمزية.

وقال الهاشمي في ورقته إن صحار تعتبر من العواصم العمانية قبل وبعد الإسلام، ثم

ضعفت لكونها واجهة للبحر ومعرضة للغزاة. وفي القرن 6هـ حكمها النباهنة، مرشد بن

أبي مرشد النبهاني، ثم أصبحت تابعة للمملكة الهرمزية منذ 1261م وقد نجح الإمام

ناصر من تحريرها عام 1643م، وبعد ثلاث سنوات وقع الإمام هذه الاتفاقية مع مندوب

الشركة الهندية الشرقية البريطانية وهذه الاتفاقية الأولى من نوعها التي يوقعها إمام

عماني مع دول أجنبية، وتكمن أهميتها في أسباب توقيعها، وما ترتب عليها من نتائج.

وقسم الهاشمي الدراسة إلى ثلاثة مباحث: الأول أسباب توقيع الاتفاقية ودوافعها، في ظل

أن البرتغاليين لا يزالون مسيطرين على بعض المدن العمانية وسفنهم تجوب البحر،

والتحقيقات جارية في ضياع صحار من سيطرتهم، والثاني مناقشة الاتفاقية ذاتها وما

اشتملت عليه من بنود، مع مقدرة البريطانيين على الوفاء بها، أما الثالث فتطرق إلى

نتائج هذه الاتفاقية وما مدى استفادة عمان من الدور التجاري البريطاني، وما حققته عمان

من مكاسب لكون صحار أصبحت الميناء التجاري للإمام ناصر بن مرشد.

وفي الورقة الثالثة ناقش الشيخ الدكتور عبد الله بن علي آل خليفة، من مملكة البحرين /

الاتفاقيات البريطانية في انتزاع جوادر العُمانية/ قال فيها إن الموقع الاستراتيجي الذي

تتمتع سلطنة عُمان به من خلال إشرافها على سواحل خليج عُمان وبحر العرب والخليج

العربي استطاع من خلاله أئمة عُمان وسلاطينها توسيع رقعة ملكهم منذ دولة اليعاربة

وحتى الدولة البوسعيدية فقد كانت عمان على أثرها إحدى أكبر الدول العربية التي تمتلك

أطرافا ومدنا ومراكز تجارية وموانئ خارج السلطة المركزية (مسقط).

وجاءت الورقة الرابعة للأستاذ الدكتور عبد الحميد شلبي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر

ورئيس قسم التاريخ بجامعة الأزهر بجمهورية مصر العربية بعنوان /المعاهدات العمانية

البريطانية صداقة أم تبعية؟: قراءة في نصوص معاهدات النصف الأول من القرن التاسع

عشر/ أوضح من خلالها أن القوة البحرية قامت بالدهاء السياسي لبريطانيا ببسط سيادتها

على مساحات شاسعة في آسيا وأفريقيا، وكانت منطقة الخليج العربية واحدة من المناطق

التي امتد إليها النفوذ البريطاني إما عن طريق العلاقات الاقتصادية مع بعض الدول

والمشيخات أو عن طريق فرض الحماية والتبعية على البعض الآخر. وقد تنوعت

المعاهدات بين عُمان وبريطانيا في النصف الأول من القرن التاسع عشر ما بين اقتصادية

وسياسية وصفها البعض بالصداقة ووصفها آخرون بالحماية والتبعية.

وسعى الباحث من خلال هذه الورقة للإجابة عن هذه الإشكالية من خلال قراءة متأنية

لنصوص المعاهدات التي وقعت بين الدولتين خلال الفترة المذكورة، وتتناول الدراسة

عدة محاور منها: نبذة عن الأوضاع السياسية في عُمان في النصف الأول من القرن

التاسع عشر، وحصر للمعاهدات التي وقعت بين عُمان وبريطانيا، وقراءة في نصوص

المعاهدات.

وقدمت الدكتورة ناهد عبد الكريم أستاذ مشارك، بجامعة السلطان قابوس الورقة الخامسة

بعنوان /الموقف الإيطالي من معاهدة 1891 بين عمان وبريطانيا/ تناولت فيها خوف

بريطانيا اعتراض أية دولة خطوط مواصلاتها مع الهند سواء كان عن طريق البحر

الأحمر أو عن طريق إقامة علاقة مع جنوب الجزيرة العربية والخليج العربي منذ الحملة

الفرنسية على مصر عام 1798.

وقدم الدكتور صالح بن عامر الخروصي وزير مفوض، بوزارة الخارجية الورقة السادسة

بعنوان /العلاقات العمانية البريطانية من خلال اتفاقيتي 1798 و1800م/ حيث أثار

استيلاء نابليون بونابرت على مصر في عام 1798 مخاوف حقيقية لدى بريطانيا من

التهديد المباشر على مصالحها في الهند لا سيما مع نمو العلاقات التي ربطت آنذاك بين

فرنسا وعمان وبعض القوى المحلية في الهند.

وكانت أهمية مسقط ـ بالنسبة للإدارة البريطانية في الهند ـ لا تكمن فقط في منع الفرنسيين

من الوصول إليها، وإنما تتجاوزها إلى الفوائد التجارية والاستراتيجية التي تحظى بها،

وقد نجحت في التوصل إلى عقد اتفاقية مع حاكم عُمان السيد سلطان في 12 أكتوبر

1798 تضمنت سبعة بنود أكدت على التزام عمان بعدم السماح لفرنسا وهولندا بإقامة

وكالة أو ممثلية لهما طالما كانتا في حرب مع الشركة الإنجليزية، كما وافق السيد سلطان

على الاستغناء عن خدمات طبيبه الفرنسي، وأشارت إلى التزام سلطات مسقط بالدفاع عن

السفن البريطانية إذا تعرضت لهجوم داخل مياه الميناء.

وقد أدى استمرار الخطر الفرنسي في مياه المحيط الهندي واستمرار التواصل بين مسقط

والإدارة الفرنسية في بورت لويس إلى قيام الإدارة البريطانية في الهند بإيفاد الكابتن جون

مالكولم إلى مسقط ليؤكد للسيد سلطان على وجوب التزامه ببنود اتفاقية 1798.

وقد توصل الطرفان في 18يناير 1800م إلى توقيع اتفاقية جديدة تتكون من فقرتين

أشارت أولاهما إلى التأكيد على اتفاقية 1789م وأشارت الثانية إلى إقامة ممثل للشركة

في مسقط بشكل دائم.

واختتمت الجلسة الأولى بالورقة السابعة للأستاذ الدكتور إبراهيم سعيد البيضاني الأمين

العام للاتحاد الدولي للمؤرخين، بالعراق، والتي تناول فيها /المصالح البريطانية في عمان

خلال القرن التاسع عشر، قراءة من خلال التنافس الدولي والتنافس الأمريكي البريطاني/

وحاول الباحث من خلالها قراءة المصالح البريطانية في عمان ودراسة العلاقات العمانية

البريطانية في إطار التنافس الدولي خلال القرن التاسع عشر والتركيز على التنافس

الأمريكي البريطاني وتأثيره على العلاقات العمانية البريطانية.

أما الجلسة الثانية من المحور /السياسي والتاريخي/ فتضمنت 5 أوراق عمل ترأسها

الدكتور سعيد بن محمد بن سعيد الهاشمي افتتحت الجلسة بورقة /الدكتور جمعة بن خليفة

البوسعيدي مدير عام، المديرية العامة للبحث وتداول الوثائق هيئة الوثائق والمحفوظات

الوطنية بعنوان /علاقات عمان مع بريطانيا في عهد السيد سلطان بن أحمد البوسعيدي "

مرحلة التوازن والتنافس" نموذجا لمعاهدة 1798م/ تناول خلالها سياسة الوجود

الإنجليزي في الجوانب السياسية والتجارية والعسكرية وأهم دوافع التدخل الإنجليزي

ودور شركة الهند الشرقية البريطانية.

ويستعرض البحث مسيرة العلاقات العمانية البريطانية خلال حكم السيد سلطان بن أحمد

البوسعيدي (1792-1804م) وإبرازها عبر مجرى الأحداث التي شهدتها عمان خلال

القرن الثامن عشر ومنتصف القرن التاسع عشر الميلادي، وموقف بريطانيا نحو المياه "

الدافئة" حيث تشكل العامل المحرك والأساسي لسياستها نحو عمان والخليج العربي عبر

الأراضي الفارسية بشكل خاص.

وقدم ورقة العمل الثانية الأستاذ الدكتور إبراهيم عبد المجيد محمد أستاذ التاريخ الحديث

والمعاصر بجامعة المنصورة عنوانها /الموقف البريطاني من النشاط الفرنسي في عمان

(1759-1814)/ استعرض خلالها الموقف البريطاني من النشاط الفرنسي في عمان في

الفترة ما بين عامي 1759 و1814 حيث اشتد التنافس الاستعماري بين بريطانيا وفرنسا،

سواء في العالم القديم أو الجديد، واستطاعت بريطانيا أن تتغلب على غريمتها فرنسا في

حرب السنوات السبع (1756-1763)، وهي الحرب التي أفقدت فرنسا معظم

مستعمراتها، ولم يتبق في حوزة فرنسا إلا القليل من الجزر، أهمها موريشيوس

والبوربون، وبذلك خلا الميدان لبريطانيا فانفردت بالنفوذ في الخليج العربي.

وكان الاتصال الأول الموثق بين مستعمرة موريشيوس الفرنسية وعمان في أكتوبر

1759 في عهد السيد أحمد بن سعيد، واستمرت هذه العلاقات حوالي خمسين عاما. ومع

تولي السيد حمد بن سعيد (1792-1783)، الحكم تطورت العلاقات العمانية مع

الفرنسيين في جزيرة موريشيوس، ووصلت إلى التباحث حول إنشاء وكالة تجارية ومقر

للقنصلية في مسقط، إلا أن الظروف في ذلك الوقت وقفت حائلا دون ذلك بسبب قيام

الثورة الفرنسية عام 1789.

وفي عهد السيد سلطان بن أحمد (1804-1792) أكدت لجنة العلاقات الخارجية في

باريس قيمة مسقط الاستراتيجية وذلك لمراقبة أفريقيا والهند والخليج. أما بريطانيا فكانت

مستاءة من علاقات الصداقة القائمة بين الفرنسيين والسيد سلطان بن أحمد، لذلك قررت

حكومة بومبي البريطانية في سبتمبر 1798 تكليف مهدي علي خان المقيم البريطاني في

بوشهر (فارس) أن يتوقف في مسقط لفك الارتباط القائم بين سلطان عمان والفرنسيين.

وفي 12 أكتوبر 1798 أبرمت شركة الهند الشرقية البريطانية معاهدة مع حاكم عمان

السيد سلطان بن أحمد في محاولة لإبعاد الفرنسيين وحلفائهم الهولنديين عن عمان، لكن

العلاقات العمانية الفرنسية استمرت ودية في طبيعتها، ومع ذلك تم توقيع اتفاقية جديدة

معها في 18 ديسمبر لم تخرج بنودها عن بنود معاهدة 12 أكتوبر 1798.

وبعد تولي السيد سعيد بن سلطان الحكم (1856-1806) كان حريصاً على استمرار

علاقات الصداقة مع الفرنسيين في موريشيوس، وإبعاد عمان عن الصراعات بين بريطانيا

وفرنسا، والتزامه بنصوص معاهدة 1798 مع بريطانيا وصداقته لكلا الطرفين. في

الثالث من ديسمبر سنة 1810 تلقت فرنسا ضربة أخيرة حيث استسلمت جزيرة

موريشيوس وقائدها ديكان (Decaen) لقوة عسكرية بحرية بريطانية.

وبموجب معاهدة باريس الأولى في 30 مايو 1814 تنازلت فرنسا لبريطانيا عن جزيرة

موريشيوس، ومنذ ذلك الوقت أصبحت أمور المحيط الهندي تحظى باهتمام لندن مباشرة.

وتناولت الورقة الثالثة /علاقة الإمبراطورية العمانية بالقوى الاستعمارية الكبرى (إنجلترا

وفرنسا) في عهد السيد سعيد بن سلطان (1806-1856م)/ قدمها الأستاذ الدكتور

سـعـيـدي مـــزيــان أستاذ التعليم العالي المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة، بالجزائر وقال

فيها إن عصر السيد أحمد بن سعيد، مؤسس الدولة البوسعيدية، شهد تزايد التنافس

البريطاني-الفرنسي على منطقة الخليج العربي، خاصة خلال فترة ما يعرف بحرب

السّنوات السّبع (1756-1763م) حيث آثر البقاء على الحياد حفاظا على استقلال عمان.

وبعد وصول الحملة الفرنسية إلى مصر سنة 1798م، كـتب نابليون بونابرت رسالة إلى

السلطان سلطان بن أحمد يدعوه فيها إلى إقامة تحالف بين فرنسا وعمان في مواجهة

بريطانيا وردا على ذلك بادرت بريطانيا عن طريق ممثل شركة الهند الشرقية الإنجليزية

في بوشهر إلى توقيع اتفاقية معه سنة 1798م نصّت على أن يسمح سلطان مسقط

للإنجليز بإنشاء قاعدة في بندر عباس وتواجد حامية عسكرية بها.

وفي ظلّ هذا التنافس الاستعماري مع مطلع القرن 19م برزت شخصية السّلطان سعيد بن

سلطان (1856-1806م) التّي تميّزت بالقوّة والإرادة الصّلبة، والحنكة الدبلوماسية،

جعلته من الأفذاذ في تاريخ شرق الجزيرة العربية وشرق أفريقيا خلال القرن 19م، بل لا

نكون مبالغين إذا اعتبرناه من الشّخصيات الهامّة جدّا في تاريخ العرب الحديث

والمعاصر. فحقّ للعمانيين أن يفخروا به كما يفخر الجزائريون بالأمير عبد القادر. فقد

تمكّن من تدعيم الإمبراطورية العمانية حتّى امتدت من شواطئ بلاد (بندر عباس) ومن

بلوتشستان (جوادر) حتّى زنجبار لتصل إلى رأس دلجادو وإلى شواطئ أفريقيا (الحدود

الشمالية لموزمبيق حاليا).

كما امتد النّفوذ العماني في الاتجاه الشمالي الغربي حتّى أوغندا وغربا حتّى أعالي

الكونغو. وقد وصفت العديد من المصادر التاريخية الأسطول العماني على عهده بأنّه كان

أقوى أسطول تمتلكه دولة في النّصف الثّاني من القرن 19م من اليابان حتّى رأس الرجاء

الصالح ويأتي في المرتبة الثانية بعد الأسطول البريطاني. انطلاقا من ذلك كلّه سعت

الدرّاسة إلى الإجابة على إشكالية أساسها: ماهي معالم استراتيجية السلطان سعيد بن

سلطان في توطيد أركان الإمبراطورية العمانية والتي أدخلته التّاريخ؟ وماهي التّوجهات

الاستعمارية الإنجليزية والفرنسية لدحرها؟ .

وقال خليل بن عبد الله بن سليمان العجمي معلم أول تاريخ بوزارة التربية والتعليم في

ورقته بعنوان /تنامي قوة عُمان البحرية ودورها في دفع البريطانيين لإقامة تحالف سياسي

وتجاري مع حكام دولة اليعاربة الأوائل (1650-1700م)/ إن الإنجليز ظهروا في

المحيط الهندي منذ بداية القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي عندما أرادوا كسر

احتكار البرتغاليين لتجارة الشرق، أما عن اتصالهم بالخليج العربي فقد ظهروا في بداية

القرن السابع عشر الميلادي رغبة منهم في المتاجرة بالصوف واستبداله بالحرير

الفارسي، ورغبوا في إقامة علاقات تجارية، وسياسية مع عمان نكاية بالبرتغاليين، وبدا

ذلك جلياً بعد طردهم من عمان سنة 1650م.

وعالجت هذه الورقة عددا من الجوانب منها أثر التنافس الأوروبي في منتصف القرن

السابع عشر الميلادي على توجه الإنجليز لإقامة علاقات سياسية وتجارية مع عمان

والتعرف على موقف حكام اليعاربة من رغبة الإنجليز في التعاون معهم، وأبرز

الاتفاقيات الموقعة بينهم، وهل تم العمل بها أو لم يتم، كما تم التعرف على أسباب حرص

شركة الهند الشرقية على إنشاء وكالة تجارية لها في مسقط وأهمية تنامي قوة البحرية

العمانية في دفع الإنجليز لإقامة تحالف مع العمانيين ضد البرتغاليين ومعرفة موقف القوى

الأوروبية من التقارب العُماني الإنجليزي وسلطت الضوء على الخلاف بين الأسطولين

العُماني والإنجليزي والاستفزازات المتبادلة فيما بينهما في أواخر القرن السابع عشر

الميلادي.

واختتمت الجلسة الثانية بالورقة الخامسة للدكتور صالح محروس محمد باحث ومحاضر

بكلية الآداب جامعة بني سويف بعنوان /الاهتمامات البريطانية برأس مسندم

في النصف الثاني من القرن التاسع عشردارسة وثائقية/ قال فيها /كثرت الوثائق

البريطانية سواء في الأرشيف البريطاني أو الأرشيف الهندي أو المكتبة البريطانية التي

تناولت رأس مسندم المتحكم في مدخل مضيق هرمز والخليج العربي حيث الملاحة

والتجارة في الخليج العربي وقربه من ميناء بوشهر الفارسي مقر المقيم السياسي

البريطاني في الخليج وأشهر الموانئ الفارسية في القرن التاسع عشر. فتحمل أهل رؤوس

الجبال مسؤولية كبيرة تجاه تنظيم الملاحة في مضيق هرمز منذ أقدم العصور وقد

ازدادت الأهمية الاستراتيجية لرأس مسندم في التاريخ المعاصر بعد أن صار معبراً لـ

90% من بترول الخليج العربي إلى بلدان العالم.

وأضاف أن بعد إعلان فرنسا وانجلترا 1861 استقلال مسقط وزنجبار سعت بريطانيا

لتطوير علاقاتها التجارية مع مسقط، فأقامت مرسى بحريا بريطانيا في رأس مسندم.

ووضعت محطة التلغراف البريطانية في رأس مسندم. وجعلت بريطانيا من رأس مسندم

محطة تجارية مهمة. ولقد استفادت شركة الهند الشرقية البريطانية التي كان لها مقر في

ميناء بوشهر الفارسي منذ 1763من ميناء رأس مسندم.

وأوضحت الوثائق البريطانية مدى الاهتمام البريطاني برأس مسندم حيث أقامت بها

محطة التلغراف ووضعت سفن مدفعية تحت تصرف المقيم البريطاني من أجل حمايتها،

وأيضاً أبرزت رغبة الإنجليز في نقل مقر المقيمية البريطانية في الخليج العربي إلى رأس

مسندم.

وتناولت هذه الورقة عدة موضوعات منها الأهمية الاستراتيجية لرأس مسندم كما في

الخرائط البريطانية والإنجليز وإقامة مرسى بحري ومحطة التلغراف البريطانية في رأس

مسندم وشركة الهند الشرقية في ميناء بوشهر وعلاقتها التجارية برأس مسندم.

 

وتتواصل غدا /الثلاثاء/ أعمال المؤتمر الدولي السابع العلاقات العمانية / البريطانية

بثلاث جلسات ستتطرق أوراق العمل إلى عناوين عديدة، منها المواقف البريطانية من

الأوضاع الداخلية في عُمان في عهد السيد سعيد بن سلطان، ورعايا بريطانيا من الهنود

في عُمان خلال القرن التّاسع عشر للميلاد الحضور والنّشاط، والتمثيل البريطاني في

مسقط، وعمان في كتاب الرحالة الأثري الإنجليزي ديفيد جورج هوجارث، والدور

السياسي للمقيمين، والقناصل البريطانيين وأثره على العلاقات البريطانية العمانية فترة

السيد سعيد بن سلطان (1221هـ/1806م-1273هـ/1856م).

/العمانية/

 

 

 

شارك الخبر على