محمود ياسين.. بطل حرب أكتوبر بـ٦ أفلام تاريخية

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

رغم أن الأفلام التي وثقت لحرب السادس من أكتوبر عام 1973، قليلة جداً إلى درجة أن جميعها لا يتجاوز أصابع اليدين، فإن أغلبها كان البطل الرئيسي فيه الفنان محمود ياسين، الذي تربع على عرش البطولات خلال حقبة السبعينيات والثمانينيات، وصاحب لقب "بطل أفلام الحرب" بنحو 6 أفلام، وذلك نظراً لتميزه بالصوت الرخيم وسلامة النطق ونظراته الحادة وملامحه المؤثرة والقدرة على التقمص والإقناع بكل حواسه، بدأ تألق محمود ياسين مع الأفلام الوطنية عام 1972 ببطولة فيلم "أغنية على الممر" في أثناء حرب الاستنزاف للمخرج علي عبد الخالق.
وتدور أحداث الفيلم حول 5 جنود محتجزين في ممر بالصحراء، بعد أن يتم استهداف جميع زملائهم بالكتيبة ويستشهدوا، ينقطع الجنود الخمسة عن العالم تماماً، وترصد أحداث الفيلم حياة كل واحد منهم، حتى تستهدفهم طائرات العدو مرة أخرى ويستشهد 3 منهم، "أغنية على الممر" من تأليف علي سالم ومن إخراج علي عبد الخالق.

أما فيلم "الوفاء العظيم" الذي أنتج بعد عام واحد فقط من حرب السادس من أكتوبر، فشارك ياسين البطولة كل من نجلاء فتحي وكمال الشناوي ومن إخراج حلمي رفلة، وتدور أحداثه حول قصة حب تتخللها أحداث حرب أكتوبر وتنتهي أحداثه بانتصار أكتوبر وعودة الحبيبن اللذين فرقتهما الكثير من الأحداث الدرامية، ويعد من الأعمال الحماسية، التي تبرز بوضوح ما تم في "حرب أكتوبر" من جهد ودماء سالت من أجل استرداد الكرامة العربية فى صحراء سيناء.

فيلم "بدور" إنتاج عام 1974، تأليف وإخراج نادر جلال، وبطولة نجلاء فتحي ومحمود ياسين، ومجدي وهبة، وتدور أحداثه في إطار سياسي اجتماعي، حيث يتعرف عامل المجاري صابر على النشالة "بدور" التي تقرر التوبة، ويقول لأهل الحارة إنها ابنة عمه، ويقيم في منزل المعلمة "نوسة"، ويتوصل إليها ميمو - أحد أفراد العصابة، ويشي بحقيقتها لأهل الحارة، ولكنهم لا يتخلوا عنها فيتم أخيرًا قبول تظلم صابر، ويترقى في عمله، وتنشب حرب أكتوبر ويتم النصر والعبور، يعود صابر من المعركة مصابًا، ويحتفل أهل الحارة بزواجه من "بدور".

أما الفيلم الأشهر" الرصاصة لاتزال في جيبي" عن رائعة كتبها الروائي المخضرم "إحسان عبد القدوس" ونال بسببها جائزة أحسن قصة، وتم تصويره في كل المناطق الحقيقية التي جرت فيها وقائع الحرب وقتها وهي محافظات القناة" السويس" و"بورسعيد" و"الإسماعيلية" تحت إشراف قيادات الجيش المصري وقتها، الذين تابعوا كل عمليات التصوير، وتدور أحداث الفيلم حول المجند الشاب "محمد" الذي يعود من غزة عقب نكسة 1967، وتربطه علاقة عاطفية بابنة عمه "فاطمة"، الفيلم قصة إحسان عبد القدوس والاخراج لحسام الدين مصطفى وشاركه البطولة كل من نجوى إبراهيم وحسين فهمي ويوسف شعبان.

أما فيلم" الظلال في الجانب الآخر" فقد شاركه البطولة نجلاء فتحي ومديحة كامل ومن إخراج خالد شعث، تدور أحداث الفليم حول علاقة حب بين بطلي العمل" محمد" و"روز" وتلقي ظلال السياسة وقتها وأجواء الحرب نفسها على هذه القصة.

فيلم" حائط البطولات" يعد آخر أفلام ياسين التي أرخت لحرب السادس من أكتوبر، وأكثر جدلاً حيث ظل حبيس الأدراج لم يعرض على الجمهور لأكثر من 15 عاما، حيث أثار الكثير من الجدل، الفيلم الذي أنتج في نهاية التسعينيات، ويتناول الفيلم فترة الاستنزاف قبيل نصر أكتوبر ويلقي الضوء على دور القوات المسلحة المصرية في الإعداد للحرب بداية من بناء حائط الصواريخ وإسقاط الطائرة الإسرائيلية كوزرا وغيرها من الأحداث الهامة.

أما بطولة الفيلم فكانت لمحمود ياسين وفاروق الفيشاوي وأحمد بدير وحنان ترك، ومن إخراج محمد راضي، وقد أثيرت الكثير من الشائعات حول منع عرض الفيلم لسنوات طويلة، حيث أكد البعض أن الرئيس الأسبق حسني مبارك هو من قام بمنع الفليم من العرض لعدم إبراز دوره في الحرب بالشكل اللائق.

وحصل الفنان محمود ياسين على أكثر من خمسين جائزة في مختلف المهرجانات في مصر وخارجها، منها جائزة الدولة عن أفلامه الحربية عام 1975، ويبقى محمود ياسين أحد أهم نجوم مصر في النصف الثاني من القرن العشرين، متجاوزًا دوره كأحد الممثلين المبدعين ليصبح رمزًا فنيًا دائمًا أبديًا للسينما المصرية والعربية.

شارك الخبر على