علي محمد الشرفاء الحمادي في رسالة مفتوحة لوزير الأوقاف (معالي الوزير السنة فعل وليست أقوال ..)

أكثر من ٥ سنوات فى أخبار الوطن

معالي الوزير جاءت رسالة الاسلام تحمل قيما إنسانية سامية وترجم رسولنا الكريم على أرض الواقع مطبقا قيم القرآن والأخلاقيات التى يدعو لها، ولذلك وصفه الله سبحانه وأنك لعلى خلق عظيم وأضاف بعدا اخر مكملا للاخلاق وهو الرحمة قوله تعالى ( وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين ) ومابين الخلق العظيم والرحمة فضائل عديدة تحث على المحبة والتسامح وتبين أن الدين علاقة فردية وحرية العقيد كفلها الله سبحانه بقوله ( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) ثم أية اخري نصت على نفس القاعدة قوله تعالى ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ). كما أن الله سبحانه يبلغ عباده بأن يتخذوا من سلوك رسوله الكريم قدوة ومثلا أعلى فى ترجمة القيم القرآنية والفضائل التى يدعو الله الناس بممارستها سلوكا وعملا يكون المردود مجتمع مسلم يعيش فيه الجميع بالرحمة والخلق العظيم فى أمن واستقرار. كما أنه من المعلوم أن من استن شيئا للناس من فعل الخير كتبت له حسنة، اذا مما يعنى ان السنة فعل وليست أقوال ولذلك أصبحت سنة الرسول عليه الصلاة والسلام خلقه وسلوكه كل ما جاءت به الآيات الكريمة التى جعلها الله برنامجا يعيد صياغة الانسان اخلاقا ورحمة لتحقق له السعادة فى الدنيا والاخرة والعيش الامن . فإذا لابد من تصحيح فهم السنة ليرسم طريق الخير والمحبة والرحمة والعدالة بين البشر ويتبعوا سلوكيات القران التى امرنا الله سبحانه بان نعتبر رسولنا الكريم قدوة يحتذى به المسلمون، اما ان يصبح كلام البشر فوق كلام الله ونهجر القران لحساب الروايات والاسرائيليات واتباع اسماء لأناس ماتوا من مئات السنين ، لايستطيع الانسان ان يكؤد هل هم حقيقة ام وهم ارادو ان يصرفونا عن القران الكريم . وننوه فى رواياتهم ويصيبه عمرنا هدرا فى جدال عقيم بين الفناء، كل يعتقد ان مصدر حق اكثر من غيره فاخترعوا اليات للتأكد من سلامة الروايات، بينما رسالة الاسلام اكتملت فى حجة الوداع حيث قال الله سبحانه ( الْيَوْمَ اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا ) ، فى تلك اللحظة يقول عنها سبحانه ( وتمت كلمت ربك عدلا وصدقا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ) . فلا حاجة للمسلمين من الجري خلف روايات أضلت وانحرفت برسالة الرحمة والعدل الى رسالة قتل واستبداد الى استعلاء على الناس ونشر خطاب الكراهية واستبعاد الاخر بل وتصفيته ، فإذا كانت الروايات استدرجت العرب المسلمين الى طريق مظلم فلماذا لا نرجع الى طريق النور كيف نعلى كلمات متناقضة تدعو للفتنة والقتل ونترك كلمات الله التى تدعو للمحبة والعدل والرحمة بين جميع البشر، والله يقول سبحانه ( تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون )، وتتناغم الآية التالية مكملة للاستفسار الالهي الاستنكاري بقوله ( وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القران مهجورا)، وقال تعالى ( واذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباءهم لايعقلون شيئا ولا يهتدون )، وقال تعالى ( إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون فى بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولايزكيهم ولهم عذاب اليم ) البقرة (١٧٤) . ألم يأمرنا سبحانه بقوله ( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ماتذكرون )، فالسؤال، لماذا الإصرار على مخالفة اوامرا الله، ألم يأمرنا بالوحدة وعدم التفرق، والروايات تدفعنا للفتنة والفرقة، يأمرنا الله ويحذرنا بقوله سبحانه ( ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) نختلف بأنفه الأسباب ويحدث بين العرب المسلمين التنازع ويتحول التنازع إلى قتال بين الاشقاء واصحاب الدين الواحد الذى يحذرهم الله بقوله سبحانه ( ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، أليست من مصلحة الأمة الاسلامية وعلى الأخص الشعوب العربية وما يربطها من علاقات التاريخ والمصير المشترك لمواجهة عدو متربص من قرون ليحتل اوطانهم ويسببيح حقوقهم ويسرق ثرواتهم ويحولهم عبيدا يطيعونه عندما يأمر بكل المذلة والاهانة. هل تعلمون لماذا؟! ، لانهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم فدخل فى قلوبهم الرعب والفزع من زوال ملكهم ولوا آمنوا ان ملكهم ملك لله لما طاطوءا الرؤس وتوقفواعن قبول الذل والابتزاز والتهديد وحافظوا على ثرواتهم ومدوا يد السلام لاخوتهم العرب والمسلمين ولضيعوا فرصة العدو للإنقضاض وتفريقهم وتشتيتهم الذي يطعمهم السم والعصرم، شتت شملهم وخلق الفتن بينهم فلا خلاص للعرب والمسلمين الا بالعودة للمنهج الالهي فى القران الكريم ولذلك امر الله رسوله محددا مهمته بقوله سبحانه (وما نرينك بعض الذى نعدهم أو نتوفينك فإنماعليك البلاغ وعلينا الحساب)، اذا ماهو امر الله الذى يريد رسوله ان يبلغه للناس اليس آيات كريمة فى كتاب مبين هل أمره بشيء اخر فى خطاب التكليف، كلا وألف كلا ومن ادعي زورا وكذبا وفبرك وادعى بان رسول الله بلغ الناس بشيء غير القران فقد افترى على رسوله الله وعصى كتاب وخان رسالة الاسلام فليتبوأ مقعده من النار وله عذاب عظيم يوم الحساب والقران يؤكد فى كثير من اياته ويحاور الله عباده بقوله سبحانه( المر تلك آيات الكتاب والذى انزل اليك ربك الحق ولكن اكثر الناس لايؤمنون) الرعد (١). فالله سبحانه برحمته بعباده يدعوهم باتباع كتابه ليخرجهم من الظلمات الى النور ويهديهم للصراط المستقيم ويعدهم بالحسنى وجنات النعيم حيث يقول سبحانه ( للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو ان لهم مافى الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد )الرعد (١٨)، لقد وضع الله للناس قاعدة وهي حرية الاختيار فمن قبل دعوة الله، وما جاءت به الآيات الكريمة فقد فاز فى الدنيا والاخرة ومن اتبع الروايات والاسرائيليات فقد خسر الدنيا والاخرة.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على