رغم استقوائهم بالسلاح.. اليمنيون ينقلبون على الحوثي

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

يوما تلو الآخر، يضيق الخناق على ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران بعد أن اتسعت رقعة الخصوم أمامهم، وأصبحت فرص تواجدهم على الساحة اليمنية ضئيلة في ظل العداء مع جمع اليمنيين، بما في ذلك الأقارب والحلفاء، ولا تتوانى الميليشيا في استخدام العنف، عاكفة على الأسلحة التي نهبتها من مخازن الجيش اليمني عقب انقلابها على السلطة 2014، بالإضافة إلى الدعم الإيراني التي تحصل عليه كـ"الصواريخ الباليستية" والقنابل العنقودية، منتهكة بذلك العقوبات الدولية وميثاق حقوق الإنسان.

البداية من محافظة صعدة، والتي تشهد اشتباكات عنيفة بين الميليشيا الحوثية ومسلحين موالين للمرجعية الزيدية محمد عبدالعظيم الحوثي، الذي تربطه علاقة قرابة بزعيم الميليشيا عبد الملك الحوثي.

وتأتي الاشتبكات بعدما قامت الميليشيات الحوثية بتفجير منازل تابعة لآل حميدان وآل القمادي الموالين للعلامة محمد عبدالعظيم بموجب توجيهات مباشرة من عبدالملك الحوثي.

مصدر يمني، أكد أن المواجهات استمرت لساعات طويلة، سقط خلالها أكثر من 40 قتيلا ومصابا من الجانبين، بعد فشل وساطات دينية وقبلية في احتواء الخلاف، وفي ظل أنباء متواترة عن حدوث انقسامات وخلافات حادة بين مراكز النفوذ داخل الميليشيات ذاتها.

اقرأ أيضًا: انقسام حاد داخل صفوف الحوثي.. و«أحرار اليمن» يدعون للخروج الكبير 

وفي ظل الأحداثت المتواترة، دعا الزيدي محمد عبدالعظيم، وهو ابن عم زعيم الحوثيين، للجهاد ضد عبدالملك الحوثي وجماعته، الذين نعتهم بالفساق والفجرة، واصفا إياهم بـ"أوغاد" يستبيحون دماء اليمنيين لمجرد الخصومة والاختلاف مع معتقدهم الرافضي الذي تم استيراده من إيران.

وقال الداعية الزيدي: إن "الحوثيين ينتهجون سياسة الانفراد بكل قبيلة على حدة لكي يبيدوها، وقد أضروا بالمساجد والمدارس وضربوا الأئمة، ولم يسلم من ظلمهم وجبروتهم أي يمني"، وفقا لـ"تواصل".

اللافت هنا، أن هذه ليست المرة الأولى التي تفتك فيها الميليشيا الحوثية بمقربين منها ومن قاداتها، حيث سجلت في الفترة الماضية أحداثا تؤكد غدر الجماعة الحوثية، التي لا تلتزم بتعهداتها وتحالفاتها، وفقا لمحللين يمنيين.

الإعلامي اليمني صلاح صالح، صرح بأن الحوثيين ليسوا أكثر من ميليشيا "كهنوتية" تستقوي بالسلاح على اليمنيين، لتركيعهم وإذلالهم طمعًا في التهام اليمن لخدمة المشروع الإيراني في المنطقة.

اقرأ أيضًا: غضب عربي من بعثة «حقوق الإنسان» في اليمن: تنشر الفوضى 

وأضاف صالح، أن الميليشيا لم تنجح منذ ظهورها سوى في خلق أعداء وهميين ومضاعفة أعداد خصومها فقط؛ من أجل التنكيل بهم والاستمرار في حروبهم العبثية، كما حدث مع حليفها السابق علي عبدالله صالح الذي قامت بتصفيته نهاية العام الماضي، بحسب "العين"

في حين كشف مؤسس تنظيم الشباب المؤمن "النواة الأولى لميليشيا الحوثي"، والمنشق عن الجماعة، محمد عزان، عن تحول كبير يحدث حاليًا في صعدة، وصفه بأنه انتفاضة شعبية ضد الحوثيين.

وقال "عزان": إن "التنكيل الذي يمارسه الحوثيون ليس إلا ردة فعل لحالة الرفض الاجتماعي التي يجدونها"، مضيفا "ما يجري حاليًا في آل حميدان في صعدة نقطة تحول، ويمكن تسميته انتفاضة شعبية رافضة للحوثي، ولا صحة لما تم تداوله وتصويره على أنه مجرد خلاف بين اثنين من القادة الحوثيين"

اقرأ أيضًا: رغم إرهاب «الحوثي» في اليمن.. الاتحاد الأوروبي يسعى لتبرأتهم 

وشدد على أن ما يحدث حاليًا على الأرض في آل حميدان يعود لرفض تصرفات وتوجهات ميليشيا الحوثي الإرهابية بحق أبنائها، وفقا لـ"الوطن" السورية.

يمكن القول إن ميليشيات الحوثي لا تراعي حرمة، ولا تحترم قريبا ولا صديقا، ولا تراعي طفلا ولا امرأة ولا عجوزا،بل تمارس همجية غير مسبوقة في تاريخ اليمن، وتنتهج القمع المخيف، بحسب محللين.

وتعيش ميليشيا الحوثي حالة من التخبط والهلع عقب توالي الانكسارات الميدانية التي منيت بها مؤخرا على يد قوات الجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي في مختلف جبهات القتال وبالأخص جبهة صعدة.

شارك الخبر على