الهدنة متماسكة والسماء مراقبة

أكثر من ٥ سنوات فى الشبيبة

دمشق-موسكو-عواصم-وكالات:انتهت روسيا من تسليم سوريا نظام الدفاع الجوي الصاروخي إس- 300 وأبلغ وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو الرئيس فلاديمير بوتين خلال اجتماع بثته قناة روسيا 24 التلفزيونية أن «العمل انتهى قبل يوم». وأضاف أن النظام سيعزز أمن العسكريين الروس في سوريا.أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن وصول معدات منظومات الدفاع الجوي «إس-300» إلى سوريا.ونشرت قناة «زفيزدا» التلفزيونية الروسية، امس الأربعاء، فيديو يُظهر لحظة إخراج منظومات الصواريخ المضادة للطيران من طائرة «أن-124 روسلان» في سوريا. وسلمت روسيا سوريا 49 قطعة من معدات منظومات «إس- 300» بما فيها 4 منصات لإطلاق الصواريخ. وقال وزير الدفاع الروسي إن الأمر يتطلب 3 أشهر لتدريب أفراد الجيش السوري على استخدام منظومات «إس- 300».المعارضة ترفضبينما قالت قوات المعارضة في شمال سوريا التي رفضت تسيير دوريات روسية تركية مشتركة في منطقة منزوعة السلاح بمحافظة إدلب إن أنقرة أكدت لها أن القوات الروسية لن تنتشر في المنطقة.استمرار الاتفاقوكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوجان اتفقا الشهر الفائت على إقامة المنطقة بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية، ليحولا بذلك دون هجوم حكومي على المنطقة التي حذرت الأمم المتحدة من أنها قد تسبب كارثة إنسانية.ومن شأن الاتفاق الذي جرى الإعلان عنه في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود في 17 سبتمبر أن ينشئ المنطقة على شريط من الأرض يتراوح عرضه من 15 إلى 20 كيلومترا تسيطر عليه المعارضة حاليا. ويدعو الاتفاق إلى قيام القوات الروسية والتركية بدوريات مشتركة.لكن المعارضة تساورها شكوك قوية في روسيا، أقوى حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد. والانتشار المقرر للقوات الروسية في المنطقة المحايدة أحد قضايا عديدة تقول الفصائل المناهضة للحكومة إنها تثير قلقهم بشأن الاتفاق الذي يشترط أيضا انسحاب المسلحين الذين تعتبرهم تركيا «متشددين» من المنطقة بحلول 15 أكتوبر.ولم تعلن تحرير الشام، الجماعة الجهادية الرئيسية في المنطقة، بعد عما إذا كانت ستلتزم بالاتفاق.لماذا الاعتراضات؟وقالت المعارضة المتحالفة مع تركيا إنها عقدت محادثات مع ضباط من المخابرات والجيش التركيين في الساعات الثماني والأربعين الفائتة وأنها أوضحت اعتراضها على الدوريات الروسية.وأبلغ الشيخ عمر حذيفة، زعيم الجبهة الوطنية للتحرير التي تساندها تركيا، رويترز بأن أنقرة قدمت تطمينات للمعارضة بأنه لن يتم تسيير دوريات من هذا القبيل. وقال حذيفة «لا يمكن دخول القوات الروسية لمناطق الثوار لأنه إضعاف لموقفها بل هو استفزاز وابتزاز وهو خط احمر لا يمكن تجاوزها. كان الطلب من الإخوة الأتراك أنه لا يمكن الموافقة عليه.. والموقف الأخير أنه لن تدخل القوات الروسية».موعد الإزالةوقال قائد عسكري بالمعارضة حضر الاجتماع مع الأتراك بشأن المنطقة «الاقتراح هو أن يحل الجيش التركي بأسلحة ثقيلة محل فصائل المعارضة».وقال بوتين إنه يتعين إزالة جميع مواقع الأسلحة الثقيلة وقذائف المورتر والدبابات ومنظومات الصواريخ بحلول العاشر من أكتوبر.وقال النقيب ناجي أبو حذيفة المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير: «نحن سنبقى موجودين في الرباط والمقرات. نحن لا نثق بالروس نهائيا ونتوقع ألا يلتزموا بالاتفاق في أي لحظة من اللحظات».عدم التصعيدولم يصدر بعد تعليق من روسيا على القضية. ولم يتسن الحصول على تعليق من المسؤولين الأتراك.وذكرت شخصية معارضة أخرى أن أنقرة تسعى لإقناع موسكو بأن القيام بدوريات في منطقة كهذه سيكون محفوفا بالمخاطر وأن من الأفضل أن يؤول إلى تركيا وحدها أمر تنفيذ الاتفاق على الأرض.ولدى تركيا بالفعل مواقع عسكرية في محافظة إدلب أقيمت بموجب اتفاق مع روسيا وإيران، وهي حليف كبير آخر لسوريا لمراقبة منطقة «عدم التصعيد». وتعزز أنقرة هذه المواقع وقالت إنها ستنشر مزيداً من القوات في المنطقة.التزام تركياقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مقابلة بثت أمس الأول إن دمشق تعتقد «أن تركيا قادرة على تنفيذ ما عليها من التزامات» في إدلب.وذكر وزير الخارجية السوري خلال مقابلة مع قناة الميادين الفضائية إنه يتعين على المسلحين في إدلب تسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة بحلول موعد أقصاه ديسمبر.وواشنطن حاضرةوبالرغم من أن العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وواشنطن مقطوعة منذ بدء الحرب فقد زاد عدد الدبلوماسيين الأمريكيين في سوريا إلى المثلين مع اقتراب هزيمة داعش عسكريا. وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس: «الدبلوماسيون الأمريكيون هناك على الأرض وزاد عددهم إلى المثلين». وتابع: «مع تراجع العمليات العسكرية سترون أن الجهود الدبلوماسية الآن تترسخ».لم يذكر رقماً محدداًوقال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته إن ماتيس كان يشير إلى موظفين بوزارة الخارجية منهم دبلوماسيون وأفراد يعملون في مجال المساعدات الإنسانية وأشار إلى أن زيادة العدد حديثة العهد.وفي إشارة إلى أن تهديد التنظيم المتشدد ما زال قائما قالت قوات الأمن في مدينة الرقة في شمال سوريا يوم السبت إنها كشفت النقاب عن خلية نائمة تابعة لتنظيم داعش كانت تخطط لشن هجمات كبيرة في مختلف أرجاء المدينة.وكانت الرقة معقل دولة الخلافة التي أعنها التنظيم من جانب واحد حتى استعادتها قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها أكراد في أكتوبر.وفي يونيو فرضت قوات سوريا الديمقراطية حظر تجول استمر ثلاثة أيام في الرقة وأعلنت حالة طوارئ قائلة إن مقاتلي التنظيم تسللوا إلى المدينة ويخططون لحملة تفجيرات.وقال ماتيس: «ما زلنا نخوض حربا ضارية، لا يخطئ أحد بشأن ذلك».وقال إن القوات ستعمل بعد هزيمة تنظيم داعش على ضمان ألا يعود للظهور من جديد.موقف روسياوتتحكم روسيا في توازن القوى في سوريا،سواء في ساحة القتال أو في محادثات سلام تقودها الأمم المتحدة، على مدى العامين الماضيين. وساعدت الحكومة السورية على استعادة مساحات شاسعة من الأراضيلكن تسع جولات من المحادثات، عقد أغلبها في جنيف، فشلت في حمل الأطراف المتحاربة على إنهاء الصراع الذي أودى بحياة مئات الألوف من الأشخاص ودفع ملايين للفرار من ديارهم.

شارك الخبر على