معرض العين للكتاب يناقش التراث اوالخصوصية الثقافية

أكثر من ٥ سنوات فى البلاد

تحت رعاية سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، تواصلت فعاليات الدورة العاشرة من معرض العين للكتاب الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، من 23 سبتمبر إلى 2 أكتوبر، في مركز العين للمؤتمرات.

وأقيمت أمس ندوة حوارية بعنوان "التراث الإماراتي والخصوصية الثقافية"، بمشاركة كل من الباحث الدكتور راشد المزروعي والباحثة الشاعرة شيخة الجابري، وأدارتها الباحثة فاطمة المعمري. حيث ناقشت المعمري الخصوصية الثقافية في علاقتها الجدلية بالتراث الشعبي الشفاهي والمادي والموروث التقليدي، وعرضت مصادر جمع التراث الشعبي، ودور الشعر في حفظ الموروث، وآليات وتقنيات وأدوات جمع التراث، وعلاقة الشغف بتدوين الموروث الشعبي، وتأثيرات العولمة على التراث الشعبي وأولوية الحفاظ على الهوية والأصالة بالمحافظة على الخصوصية الثقافية.

رأى الباحث الدكتور راشد المزروعي أن التراث ذو علاقة وطيدة بالسرد الشفاهي الذي يعتمد على الرواة وكبار السن، وقد أولى الباحثون في الإمارات هذا الجانب جلّ اهتمامهم، واعطى مثالاً على ذلك كتاب "فنجان قهوة" للباحث الميداني عبد الله عبد الرحمن، والذي صدر في ثلاثة كتب أسهمت في توثيق مرويات العديد من الآباء والأجداد الذين قابلهم خلال جولاته الميدانية من أواخر السبعينات حتى منتصف الثمانينات، فكوّن موسوعة كبيرة تعتبر مرجعاً أساسياً يؤرخ لفترة جميلة جداً من حياة الآباء.

وأضاف أنه بدأ مقابلة كبار السن في سن متأخرة، مبدياً أسفه كونه لم يكن مهتماً بالتراث في الفترة التي عاشر فيها العديد من الرعيل الإماراتي الأول في السبعينات من القرن الماضي، ومشيراً إلى أنه اهتم بالتراث تقريباً من بداية التسعينات، بعد أن رحل معظم الرعيل الأول، الأمر الذي يجعل الباحثين الحاليين يتحسرون على ما فاتهم، ويحسدون زملاءهم الذين استطاعوا أن يوثقوا قصص ومرويات كبار السن في السبعينات والثمانينات، مع التأكيد على ما شاب تلك المرحلة من أخطاء في التوثيق وآلياته وأدواته البدائية حيث لم يكن الباحثون الشعبيون على اقتدار ودراية بآليات الحفظ والتوثيق.

ورأت شيخة الجابري أن التراث هو سلوكنا اليومي وليس ماضينا فقط، هو المفردات والسلوكيات التي نعيشها ونتعايش معها، وما نعيشه في طبيعتنا الإنسانية، من رد التحية والسلام والسنع واستقبال الضيف وعاداتنا الدينية وأزياؤنا الشعبية الرجالية والنسائية، وعلى الجيل الجديد أن يفهم ويعي ذلك، مشيدةً بجهود البحث في حفظ الموروث على مستوى المؤسسات كما الأفراد خاصةً بالذكر الراحل أحمد راشد ثاني، وعبد العزيز المسلم، ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة، ودائرة الثقافة في الشارقة، ودائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، معتبرةً أن الواجب يقتضي على كل فرد إماراتي أن يبدأ بنفسه في سعيه لحفظ موروثه الشعبي، فهذا الواجب هو المحفز الذي دفع كل باحث إماراتي عاشق للتراث إلى أن يبذل جهداً فردياً واهتماماً شخصياً ، ومن ثم جاءت السياسات الحكومية الرشيدة لتدعمه وتسانده، حيث كان للقيادة الحكيمة وأصحاب السمو حفظهم الله الدور الكبير الداعم لجهود حفظ الموروث الشعبي والتعريف به ونقله للأجيال.

وتحدثت الجابري عن تجربتها في تدوين الموروث الشعبي، وأهمية أن يتم حفظ كل مفردات التراث وقصص الخراريف وذكريات كبار السن والأجداد، كونها ستظل كنزاً وطنياً تراثياً يلهم الأجيال، مشيرةً إلى أنّ الكاتبة المبدعة ليلى العثمان ذكرت أنها تستفيد من الخراريف كمصادر لإلهام الأحفاد وتحفيز الإبداع والمخيلة لديهم، كما اعتبرت أن الإمارات الحبيبة تستحق أن نبذل في سبيلها كل غالٍ ونفيس، ما يدفعنا إلى أن نرصد كل مراحل تاريخنا في سبيل حفظ خصوصيتنا الثقافية وأصالتنا وهويتنا الوطنية.

كما شهد البرنامج الثقافي لمعرض العين للكتاب مساء أمس العرض الموسيقي ماتريوشكا "الدمية الروسية"، الذي قدم الموسيقى الكلاسيكية الروسية التي تحظى بتاريخ كبير، وحضور عالمي واسع. وأدى هذا العرض مجموعة من العازفين الناشئة من المركز الروسي للموسيقى في الشارقة.

 

شارك الخبر على