الموسوي دان حملات التجني بحق رئيس الجمهورية

أكثر من ٥ سنوات فى تيار

القى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي كلمة خلال احتفالين تأبينيين أقيما في حسينية بلدة الحلوسية وحسينية بلدة البازورية الجنوبية، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من الأهالي، وجاء فيها:"إننا لم نكن يوما ولن نكون ممن يخضعون أمام التحديات أو ينهارون تحت الضغوط أو يستسلمون في المواجهات، فمنذ انطلاقتنا ونحن نواجه معارك وحروبا من أشكال شتى، ونحن اليوم بعدما تمكنا بنصر الله من أن نحقق هذا الانجاز الاستراتيجي على كل صعيد من خلال هزيمة حرب شنتها أكثر من سبعين دولة على سوريا، نواصل اليوم المواجهة وتتواصل الحرب ضد بلدنا".
اضاف: "إننا نقرأ من حولنا مظاهر ومؤشرات تستدعي منا التقييم، لأنها على ما يبدو تنتهي في مآلها إلى غرض واحد، فنرى حملة منظمة تختلق وقائع، وتزيف حقائق، وتستهدف فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وهذه الحملة تعتمد الكذب والتزييف والتزوير من أجل ممارسة ضغط نفسي على رئيس الجمهورية ومن يعمل معه، ومن الواضح أن هذه الحملة تهدف إلى إضعاف موقع رئاسة الجمهورية ومحاصرته، وممارسة الضغوط عليه من أجل تغيير في مواقفه وسياسته، ولكن بحمد الله تعالى كان تقديرنا في مكانه حينما قدرنا أنه إذا أردنا رجلا يقود سفينة البلاد في مواجهة الأعاصير والأمواج العاتية، فينبغي أن يشغل هذا الموقع القادر على الصمود، مما يكون حرا في إرادته وقراره".
واشار الى ان "الضغوط التي تمارس على فخامة الرئيس تكمن في جورها الأساسي الثني عن المواقف التي يتخذها، لا سيما في مجال تشكيل الحكومة الجديدة، ولكن كما رأينا أن رئيس الجمهورية وفي جميع المحافل الدولية، واللقاءات التي أجريت معه، كان صلبا وواضحا وحازما في تأكيد ضرورة المقاومة، بل بالإعلان وبالوضوح والوقوف في موقف من يصوب الحقائق حين يتعلق الأمر بحملات التجني على حزب الله في الإعلام الغربي".
واوضح "اننا نعتقد أن المقابلة التي نشرتها إحدى الصحف الفرنسية خير مؤشر على صلابة هذا الرئيس ووفائه والتزامه لمواقفه أيا كان الموقع الذي كان يتحدث منه، أكان في لبنان، أو على منبر الأمم المتحدة، أو خلال وسيلة إعلامية غربية، وطبعا هذا الأمر يستحق منا كل ثناء على فخامة الرئيس والمواقف الوطنية الحازمة والصلبة والواضحة التي يتخذها، ونحن نقابل هذه المواقف بإدانة شديدة لحملات التجني التي تستهدفه وتستهدف موقع الرئاسة، ونحن لا نكتفي بالإدانة، بل ندعو إلى ملاحقة إدارية وقانونية لمفبركي الحملات على رئيس الجمهورية، ومن حقنا أن نطالب بذلك، ومن حق الجهات المعنية أن تفعل ذلك، لأن الأمر يتعلق برمز وحدة البلاد وكرامتها، وبمن أوكل إليه صيانة الدستور، وبالتالي فلا يجوز أن يكون في موقع من يستسهل التجني عليه".
وتابع الموسوي: "إننا نعرف أن هذه الحملة هي جزء نستطيع أن نسميها جزءا من حرب شبه معلنة على لبنان، تبدأ برئيس الجمهورية، ولكن نسارع إلى القول، إن الحملة على رئيس الجمهورية لا تكتفي باستهدافه فحسب، وإنما هي في وجه من وجوهها حرب على رئيس مجلس الوزراء المكلف، لأن الهدف من هذه الحملة، هو مواصلة تعطيل المؤسسات الدستورية، لا سيما إعاقة تشكيل الحكومة الجديدة التي يفترض أن تتشكل.إن لبنان يواجه أزمات كثيرة على جميع الصعد، منها النفايات والكهرباء والمياه، ولكن الجميع يعرف أن مفتاح التصدي لهذه الأزمات، ينبغي تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، وهذا يعني أن المعادلة الناشئة من ذلك، أن من يعيق تشكيل الحكومة، إنما يريد أن يغرق لبنان واللبنانيون في أزماتهم الشديدة الصعوبة، ولا يكتفي من يعيق تشكيل الحكومة بذلك، بل نسمع من يشيع أن لبنان على حافة الانهيار وما إلى ذلك، وعليه فإن من يثيرون هذا المناخ، ليسوا من سليمي النوايا، وأن حديثهم عن الانهيار، إنما هو جزء من حرب نفسية تتكامل مع العناصر التي ذكرناها من أجل تركيع اللبنانيين ودفعهم إلى الاستسلام".
اضاف: "إننا من الذين ما عادوا يقتنعون أن تأخير تشكيل الحكومة سببه فقط عوامل داخليه، لأن جميع العوامل الداخلية قابلة للتذليل إذا لم يكن هناك من يحرك الضغوط من الخارج ليدعم هذه العوامل الداخلية، ونحن نعرف العقد التي يحكى عنها، ولكن بالتأكيد لو كان لبعض المسؤولين عن تشكيل الحكومة حرية الخيار، لكان بإمكانهم الإقدام على خطوة تسمح بتشكيل الحكومة في وقت قريب، إن لم يسمح بتشكيلها من قبل أيضا.يجب أن نقرأ المشهد بالكامل، فهناك حملات على رئاسة الجمهورية، وبالكاد يعمل مجلس النواب، وفي الحقيقة هناك تعطيل لمجلس النواب، ولمجلس الوزراء، وبالتالي ماذا يبقى من مؤسسات الدولة إذا كانت المؤسسات الرئيسية الثلاث إما شبه معطلة، أو معطلة، أو محاصرة ويراد تعطيلها من خلال هذه الحملة على فخامة رئيس الجمهورية، وعليه يجب أن ننتبه أننا في حرب شبه معلنة على لبنان، وبات واضحا من يقف وراءها، ونحن نتهم الإدارة الأميركية بأنها هي من يعمل على تعطيل المؤسسات الدستورية في لبنان، وزيادة أزمات اللبنانيين على الصعد كافة، بغية دفع الشعب اللبناني إلى الاستسلام، ونتهم أيضا النظام السعودي الذي حاول من قبل شطب إحدى القوى السياسية والشخصيات السياسية من الفعالية والحياة السياسية والمؤسسات الدستورية، بأنه هو اليوم مسؤول بصورة رئيسية عن منع تشكيل الحكومة".
وقال: "إننا نعتقد أنه كما حلت مشكلة شغور موقع رئاسة الجمهورية من قبل، تحل مشكلة تعطيل تشكيل الحكومة الآن، فآنذاك، أخذ الرئيس سعد الحريري قرارا جريئا بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، ونحن آنذاك قلنا إننا سنرد على هذه التحية بأحسن منها وليس بمثلها، ومن رأى أداءنا منذ انتخاب رئيس الجمهورية إلى اليوم، فهم أننا التزمنا بما أعلنا عنه، وأننا عملنا من موقع التضامن مع هذا التكوين السياسي الذي نشأ بفعل التسوية التي أوصلت العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية.إننا منذ عام 1992 حتى عام 2005، كنا ضد الاستدانة بشكل واضح، وضد ترتيب قروض إضافية على الخزينة اللبنانية، ولكن عندما رأينا بالأمس أن حراجة الوضع الاقتصادي اللبناني باتت بحاجة إلى القروض، وافقنا على قروض من باب الضرورة، لأننا نعرف حراجة الوضع الاقتصادي، وعليه من يعرف حراجة الوضع الاقتصادي، فلا يحق له أن يشكي وينعي للبنانيين، وبالتالي فإن كل مسؤول يقول إن البلد على حافة الانهيار، يجب عليه أن يستقيل، لأن المسؤول ليس من عمله أن يخبر أن البلد سوف ينهار، بل إن عمله وتكليفه وواجبه أن يعمل على إنقاذ البلد من الهاوية وإخراجه منها حتى لو كان منهارا، وعليه فلا يحق لأحد أن يتحول من حيث يريد أو لا يريد، ومن حيث يعي أو لا يعي، إلى جزء من أدوات الحرب النفسية التي تشنها الإدارة الأميركية والنظام السعودي على اللبنانيين، فواجب المسؤول أن يتصدى لإنقاذ اللبنانيين، لا أن يهددهم بالإنهيار".
وختم الموسوي: "لا طريق إلى حل مشكلة تشكيل الحكومة إلا على غرار الحل الذي كان للشغور في موقع رئاسة الجمهورية، ولذلك نحن نعتقد أنه ليس هناك أي أحد منا جميعا في أي موقع كان، أن نبقى مكتوفي الأيدي أمام حرب شبه معلنة تشن علينا، ونحن نعتقد أن واجب إنقاذ اللبنانيين يتقدم عند أي مسؤول لبناني على أي التزام خارجي، لا سيما وأننا الآن بين خيارين، الانصياع إلى الالتزامات الخارجية وضغوطها، أو بين أن نأخذ قرارا جريئا وشجاعا بإنقاذ اللبنانيين من الأزمات، ونذهب إلى تشكيل حكومة جديدة، تأخذ على عاتقها العمل من أجل الخروج من الأزمات جميعا".

شارك الخبر على