بعد انهيار اقتصادها.. هل تتخلى إيران عن قواتها بالعراق؟

أكثر من ٥ سنوات فى البلاد

حملت كلمة الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال مؤتمر صحافي على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة بنيويورك، في طياتها رسائل قد تعني أن إيران ستتخلى عن ميليشياتها في العراق وقد توقف أنشطتها التوسعية، بعد تأثير العقوبات الاقتصادية الأميركية عليها.

وكان روحاني قد ذكر في حديث مقتضب نقلته وسائل إعلام مختلفة أن إيران "لا تتحمل مسؤولية تصرفات مؤيديها خارج حدودها".

هذا التصريح أثار ردود فعل متباينة في صفوف مراقبي الشأن العراقي، الذين اعتبروا أن تصريحات روحاني تؤكد أن الضغوط والعقوبات الأميركية تجني ثمارها، وأنه في الأيام المقبلة ستجد الميليشيات العراقية نفسها وحيدة في الساحة دون أي داعم، فيما بيّن رأي آخر أن حديث روحاني قد يكون "رسالة تهديد مبطنة بحرق المنطقة".

يذكر أن نحو 53 ميليشيات عراقية، أبرزها "منظمة بدر" و"كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق" و"كتائب سيد الشهداء" وميليشيات أخرى، تتلقى دعماً مباشراً من إيران لتنفيذ الخطط التوسعية الإيرانية وزعزعة البلدان العربية كما هو الحال في العراق وسوريا واليمن ولبنان، بحسب ما ذكّر به المحلل السياسي نعيم الجنابي لـ"العربية.نت".

وأضاف الجنابي أن "حديث روحاني تزامن مع انهيار الاقتصاد الإيراني عقب تنفيذ العقوبات الأميركية، مما قد يدفع طهران للتخلي شيئاً فشيئاً عن تقديم المساعدات العسكرية حتى لمحور ومرتكز قوتها في البحر المتوسط، أي حزب الله اللبناني، الذي يمثل القوة الإيرانية الأبرز في المنطقة".

وأشار الجنابي إلى أن "أحداث محافظة البصرة أثبتت أن العراقيين باتوا يعرفون جميع حيل النظام الإيراني، الذي يرفع شعار الدفاع عن الدين والمذهب"، مستشهداً بحديث مساعد وزير الخارجية الإيراني أمیر عبداللهیان، الذي قال في حديث صحافي لوسائل إعلام إيرانية إن "إيران لا تقدم أي مساعدات عسكرية وإنما ما تقدمه هو لحفظ أمنها القومي".

ثمن السلاح الإيراني

وكان عبداللهیان أكد في حديث مع وكالة "ألف" الإيرانية، أن "أي مساعدة عسكرية تقدمها وزارة الدفاع الإيرانية في مجال مكافحة الإرهاب والحرب ضد داعش للعراق، فإنه بالمقابل قد تم استلام ثمنه بالعملة الأجنبية"، مشدداً على أن هذه "المساعدات" ليست مجانية كما يتصورها البعض.

وأوضح عبداللهيان "كما هو الحال للصادرات العسكرية، فإن تصدير الكهرباء أيضاً تم قبض ثمنه بالعملة الأجنبية"، مشيراً إلى أنه "ليس من المعقول أن تقدم هذه الخدمات على شكل هبات، كون العراق يمتلك بنية اقتصادية عظيمة، وأنه بلد يمتلك رصيداً كبيراً من الاحتياطي النفطي".

تحذير من عودة داعش

إلى ذلك، حذر الخبير الأمني محمد جودت من أن حديث روحاني قد يحمل في طياته تهديدات بـ"حرق المنطقة" في حال استمرار الضغوط الأميركية عليها، مشيراً إلى أن الميليشيات الموالية لإيران "قد تعمل أي شيء وحتى ضرب المصالح الأميركية داخل العراق"، في سبيل تخفيف الضغط عن إيران.

وأشار جودت إلى أن "السلاح السائب والخارج عن إدارة الدولة في العراق يشكل تهديداً للسلم المجتمعي وله تأثير سلبي على الاستقرار الأمني، وقد يشكّل أرضية خصبة لعودة داعش".

يذكر أن الإدارة الأميركية كانت قد حذرت إيران في وقت سابق من أن ردها سيكون قاسياً في حال ضرب مصالحها في العراق من قبل الميليشيات العراقية الموالية لها.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على