واشنطن تستغل تعثر «البريكست».. وتستحوذ على الشركات البريطانية

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

في ظل تعثر مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ومعاناة لندن على مستوى العملة، بعد أن انخفضت قيمتها بشكل ملحوظ على مدى السنوات القليلة الماضية، بدأت الشركات الأمريكية باستغلال تلك اللحظة المناسبة للاستحواذ على نظيرتها البريطانية ذات الأداء الاقتصادي الرفيع.

وأدى انخفاض العملة البريطانية إلى فتح شهية الشركات الأمريكية على مستوى إبرام صفقات الاستحواذ على الكيانات والشركات المختلفة في بريطانيا، خاصة ما تمتع منها بمعدلات نمو جيدة خلال السنوات الماضية، مستغلة في ذلك هبوط سعر الجنيه الإسترليني في مواجهة الدولار الأمريكي، ما خلق أفضل ظروف للشركات الكبرى في الولايات المتحدة للاستحواذ على نظيرتها البريطانية.

صحيفة "الجارديان" البريطانية قالت: إن الشركات الأمريكية استفادت من انخفاض سعر الجنيه الإسترليني لاقتناص بعض الشركات البريطانية الأكثر نجاحًا بأسعار رخيصة، وفقًا لأحدث بيانات الدمج والاستحواذ.

وارتفعت قيمة الصفقات التي اشتركت فيها الشركات الأمريكية للاستحواذ على نظيراتها البريطانية إلى أكثر من الضعف لتصل إلى 79 مليار جنيه إسترليني في العام المالي 2017 -2018، وذلك مقارنة بـ36.8 مليار جنيه إسترليني في العام السابق.

اقرأ أيضًا: خطط تيريزا ماي تدفع البريطانيين المقيمين في أوروبا إلى مصير مجهول 

وقد أعطت القيمة المنخفضة للجنيه الإسترليني التي تراجعت الأسبوع الماضي إلى 1.30 دولار في أعقاب تصريح رئيس الحكومة البريطانية تيريزا ماي بعد قمة سالزبورج بشأن الخروج البريطاني، "القوة الشرائية الأمريكية" دفعة قوية، وسمحت للشركات الكبرى في الولايات المتحدة بالتفوق على المنافسين.

وقالت ماي لوسائل الإعلام في لندن: "المحادثات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي وصلت إلى طريق مسدود".

ووجهت رئيسة الحكومة البريطانية بيانها الذي وصفته وسائل الإعلام بـ"القتالي" بعد عودتها من قمة الاتحاد الأوروبي في سالزبورج، والتي فشلت خلالها في الحصول على موافقة من الدول الأعضاء على خطة الخروج. 

وكان تطبيق الموسيقى "شازام"، الذي اشترته شركة أبل الأمريكية مقابل 299 مليون جنيه إسترليني، من بين العديد من الشركات التي تشهد نموًا سريعًا في المملكة المتحدة، حيث استغلت الشركة الأمريكية العملاقة المتخصصة في مجالات التكنولوجيا انخفاض قيمة العملة البريطانية لتحقيق أهدافها.

اقرأ أيضًا: تيريزا ماي: الانسحاب من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق ليس نهاية العالم 

وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن الاهتمام من الشركات الأوروبية في عمليات الاستحواذ بالمملكة المتحدة قد انخفض، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 5٪ في إجمالي قيمة الصفقات خلال الأشهر الـ12 الماضية، لتصل إلى 13.3 مليار بعد أن كانت 14.1 مليار جنيه إسترليني.

ومن المحتمل أن تظهر أرقام السنة الحالية ارتفاعًا آخر في النشاط بعد إعلان خطة شركة المشروبات الغازية كوكاكولا لإنفاق 3.9 مليار جنيه إسترليني لشراء سلسلة مقاهي كوستا، بالإضافة إلى إعلان شركة وساطة التأمين الأمريكية مارش آند ماكلينان عزمها الاستحواذ على نظيرتها البريطانية جاردين لويد طومسون في صفقة بقيمة 4.3 مليار جنيه إسترليني.

وقدمت شركة مور ستيفنز البريطانية المتخصصة في الاستشارات المالية، تفسيرًا للإقبال الواضح من جانب الشركات الأمريكية على عمليات الاستحواذ الكبرى لنظيراتها البريطانية.

وأكدت مور ستيفنز أن الشركات الأمريكية على عكس نظيراتها الأوروبية تجاهلت مخاوف البريكست، وفضلت أن تستفيد من هذا الوضع الحالي، لا سيما بعد أن تعثرت المفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بشأن الخروج لأكثر من مرة.

وقال تقرير صادر عن الشركة البريطانية: "يرجع هذا جزئيًا إلى انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني منذ عام 2014، مما يجعل الشركات البريطانية أرخص نسبيًا مقارنة بالعديد من منافسيها الأجانب".

اقرأ أيضًا: هل تستعد بريطانيا لفشل الخروج من الاتحاد الأوروبي؟ 

وأضاف التقرير "البريكست يُنظر إليه بشكل سلبي في القارة من قبل السياسيين ومجموعات الأعمال ووسائل الإعلام، مما يجعل الشركات الأوروبية أكثر حذرًا بشأن الحصول على الشركات البريطانية".

كان العديد من المحللين يتوقعون أن تقوم الشركات الأمريكية بتقليص عمليات الشراء الأجنبية بعد الإصلاحات الضريبية التي أدخلتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي، حيث تشجع القواعد الجديدة الشركات على إعادة الأموال النقدية التي تملكها في الخارج، كما أنها تقدم حوافز للشراء والاستثمار في الشركات المحلية، بعد أن كانت في السابق تُستخدم الأموال النقدية خارج الولايات المتحدة لتمويل عمليات الدمج والاستحواذ.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على