بعد اتفاق السلام.. خطوة واحدة تفصل جنوب السودان عن تشكيل حكومة انتقالية

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

على ما يبدو أن الصراع في جنوب السودان بات في مراحله الأخيرة، وأصبح السلام هو عنوان المرحلة القادمة خاصة بعد توصّل رئيس جنوب السودان سلفا كير وزعيم المتمردين رياك مشار إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب الدموية، لتبدأ خطوة جديدة نحو تشكيل حكومة انتقالية.

أمس، توجه أطراف النزاع في جنوب السودان إلى الخرطوم لإجراء مشاورات حول تشكيل حكومة انتقالية، طبقًا لاتفاق سلام نهائي وقّعته الأطراف في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في الوقت الذي تعهد الرئيس السوداني عمر البشير مواصلة دعم بلاده للسلام في الجارة الجنوبية من دون التدخل في شؤونها الداخلية.

وأجرى رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، اليوم، محادثات مُنفصلة مع زعيم المعارضة المسلحة رياك مشار وباقي قيادات فصائل المعارضة والقوى السياسية، للاتفاق على ترتيبات وقف النار وبناء جيش وطني وتشكيل الحكومة الانتقالية بعد 8 أشهر.

أحد مساعدي سلفاكير قال: إن الرئيس دعا مشار وقادة فصائل المعارضة إلى جوبا لحضور احتفال ينظم هناك بمناسبة توقيع اتفاق السلام وتعزيز الثقة بين الأطراف المختلفة، والإعلان عن بدء مرحلة جديدة لتتشكيل حكومة انتقالية، بحسب الحياة السعودية.

اقرأ أيضًا: جنوب السودان يرفع راية السلام في إثيوبيا.. والعالم يرحب 

وأفاد بأن أجواء لقاءات سلفاكير مع مشار وبقية قادة المعارضة كانت ودية، وتم التوافق على ضرورة الالتزام بوقف النار، واحتواء أي خروق أو مشكلات قد تظهر بين وقت وآخر، مع بدء تشكيل حكومة انتقالية.

وينصّ اتفاق السلام على تكوين حكومة انتقالية عمرها ثلاث سنوات، يرأسها سلفاكير، على أن يكون مشار نائبًا أول، وهو المنصب ذاته الذي أقصاه منه سلفاكير في ديسمبر 2013 ما أشعل فتيل الحرب.

إلى ذلك، تعهد البشير خلال محادثاته مع سلفاكير بمواصلة دعم بلاده للسلام في الجارة الجنوبية من دون التدخل في شؤونها الداخلية، مؤكدًا وقوف بلاده مع دولة الجنوب ودعمها حتى يتحقق السلام الشامل وتنعم بالأمن والطمأنينة.

وقال الرئيس السوداني: "لا نريد التدخل في الشأن الداخلي لدولة الجنوب، بل سنظل حاضرين لتقديم كل العون والدعم لتنفيذ اتفاق السلام الذي وقعه القادة الجنوبيون".

اقرأ أيضًا: جنوب السودان ينعم بالسلام.. 5 بنود أنهت الحرب وأعادت التلاحم بين الفرقاء 

وشدد على أن المسؤولية الأولى في تنفيذ الاتفاق تقع على عاتق القيادات الجنوبية، معربًا عن ثقته بأن الأطراف كافة التي وقعت الاتفاق حريصة على تنفيذه، وفقا للصحيفة السعودية.

في حين أكد سلفاكير أن الخرطوم نجحت في دفع الأطراف في جنوب السودان وإقناعهم بالتوقيع على اتفاق السلام في وقت وجيز، وهو ما لم تستطع دول أخرى تحقيقه، الأمر الذي يمهد لتشكيل حكومة انتقالية.

"سلفاكير" أوضح "عندما حضرنا إلى الخرطوم لم نشعر بأننا غرباء بل شعرنا وكأننا في بلدنا، ونحن عازمون على إكمال السلام لأنه يعكس رغبة شعبنا، ونحن كقادة سياسيين مسؤولون عن تنفيذ هذا الاتفاق، وملتزمون بكل بنود الاتفاق".

على جانب آخر، أكد حسين عبدالباقي أكول رئيس أحزاب التحالف الوطنية بجنوب السودان، التزام الحكومة بالشروع في تشكيل الحكومة قبل بداية الفترة الانتقالية.

اقرأ أيضًا: انهيار مؤقت للسلام في جنوب السودان.. والاتحاد الإفريقي يهدد بعقوبات 

"أكول" أكد أن كافة اللجان الخاصة بإنفاذ إتفاقية السلام شرعت في تنفيذ مهامها وفقًا للجداول والفصول التي تضمنتها الاتفاقية، وذلك لتجاوز الملفات العالقة في فترة وجيزة.

في السياق ذاته، كشف ألبينو إيزك فول النائب ببرلمان جنوب السودان عن اتصالات هاتفية أجراها الرئيس سلفاكير ميارديت مع رياك مشار حول المضي قدمًا في تشكيل الحكومة وتجاوز مرحلة الحرب، بحسب "أخبار السودان".

وأشار إيزك إلى أن الآلية التي تم تكوينها لمراقبة وقف إطلاق النار تقوم باداء مهامها ورفع تقارير يومية عن عمليات ايقاف إطلاق النار وتجميع القوات والفصائل وتدريبها، موضحا أنه لاتوجد أي شكاوي لخرق الاتفاق في مقاطعة ياي بولاية الإستوائية الكبري.

كانت الخرطوم توسطت في 25 يونيو الماضي، من أجل إنهاء الحرب الأهلية التي اندلعت في الدولة الوليدة منذ عام 2013، ونجحت في إقناع الأطراف بالتوصل إلى سلسلة من الاتفاقات الخاصة بوقف النار وترتيبات أمنية واقتسام السلطة، قبل أن تجمع كل الاتفاقات في اتفاق نهائي تم توقيعه أمام زعماء دول الهيئة الحكومية لتنمية شرق إفريقيا "إيجاد" في أديس أبابا.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على