مخاوف إسرائيلية من تفجر الأوضاع في الضفة.. وتحذيرات من عُزلة «أبو مازن»

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

سادت حالة من القلق والخوف بين الأوساط الإسرائيلية، في ظل الأوضاع المتردية التي تشهدها فلسطين على خلفية القرارات التعسفية التي انتهجتها الإدارة الأمريكية بحقها، وتأجيج الخلافات بين السلطة وحماس، الأمر الذي يهدد بانفجار الأوضاع ليس في قطاع غزة فقط، بل يصل إلى الضفة الغربية أيضًا.

رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت، حذر من اندلاع مواجهات كبيرة في الضفة الغربية في أعقاب العزلة التي يشعر بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وقد يؤدي خطابه القادم في الأمم المتحدة لاندلاع موجة تصعيد كبيرة كما حصل عقب خطابه أواخر 2015 وأدى في حينه لاندلاع انتفاضة السكاكين.

صحيفة معاريف الإسرائيلية، أكدت أن تحذيرات آيزنكوت أمام وزراء المجلس الوزاري المصغر للشئون الأمنية والسياسية، تضمنت "عباس يشعر بضغط داخلي كبير، فعلاقاته مع الإدارة الأمريكية وبعض الدول العربية سيئة، ولديه خشية أن يتم الالتفاف عليه بشأن مباحثات التهدئة مع حماس في غزة، بجانب وضعه الصحي السيئ، وعدم حصوله على شيء مقابل ما يقدمه من تنسيق أمني مع إسرائيل"، بحسب "رام الله".

"آيزنكوت" أشار إلى أنه في حال اندلاع مواجهة بالضفة، فقد تكون أكثر خطورة وحساسية من نظيرتها في غزة، سواء من جهة أعداد القوات العسكرية اللازمة لمواجهتها، أو من جهة حجم الاحتكاك الذي سينجم بين الجانبين، رغم أنه لا يتوقع أن يشهد خطاب عباس إعلان إلقاء المفاتيح لإسرائيل، أو حل السلطة الفلسطينية.

اقرأ أيضًا: ترقب أمريكي من انتقاد إسرائيل لـ«صفقة القرن» وسط مقاطعة فلسطينية 

وأبدى رئيس الأركان الإسرائيلي، تعجبه من تسريب تفاصيل الاجتماع المصغر "الكابينت" حول الضفة الغربية، ومخاوفه من تفجر الأوضاع.

في المقابل، انتقد وزير الحرب أفيجدور ليبرمان التسريبات الأمنية من داخل اجتماعات الكابينت المصغر، وطلب من رئاسة الحكومة إجراء تحقيق جدي فيما يحصل من تكرار لهذه التسريبات، لأنها مضرة بأمن الدولة، وتعتبر تجاوزًا للخط الأحمر، وفقا لـ"عرب 48".

وأضاف ليبرمان أن هذه التسريبات تضع مخاوف أمام كبار قادة الأمن والجيش من الحديث بحرية داخل هذا المجلس إن استمرت ظاهرة التسريبات، مما يتطلب تدخلًا من الشاباك لتشخيص هوية المسربين.

أما وزير الحرب السابق عمير بيرتس فقال: إن "تحذيرات آيزنكوت تتفق مع جميع التقديرات الأمنية والعسكرية القائلة بأن غياب أفق سياسي مع الفلسطينيين أمر خطير، وسيكون له ثمن تدفعه إسرائيل، حيث لا تملك الحكومة الإسرائيلية الحالية خطة سياسية، وإن الرافضين للحديث مع عباس سيجدون أنفسهم ذات يوم بدون شريك فلسطيني".

وأضاف "تحذيرات آيزنكوت تجعل من الأهمية بمكان أن يدعو نتنياهو لاجتماع عاجل للكابينت لاتخاذ قرارات من أجل تغيير الواقع القائم في الضفة الغربية، وليس فقط إدارة هذا الواقع".

اقرأ أيضًا: صحيفة إسرائيلية تكشف عن صفقة القرن.. دولة فلسطينية بدون جيش 

فيما أفاد الكاتب الصحفي إيتمار آيخنر بأن آيزنكوت قدر أمام الكابينت وجود نسبة كبيرة من اندلاع مواجهة في الضفة الغربية تتراوح بين 60-80%، لأن الخطوات الأمريكية تجاه السلطة الفلسطينية لا تساعد إسرائيل، بل إنها كفيلة بإشعال الضفة، بحسب "معاريف".

وأضاف أن آيزنكوت قدَم للوزراء خطة من عدة بنود كفيلة بتحسين الوضع في الضفة، ورغم أن الكابينت صادق عليها سابقا، لكنها لم تخرج لحيز التنفيذ، مع أن هناك العديد من الظروف الناشئة في الضفة تقلق الجيش الإسرائيلي، لأنها قد تتسبب باندلاع جولة تصعيد في الضفة، وفي هذه الحالة سيضطر الجيش لنشر المزيد من القوات أكبر بكثير مما قام به حتى اللحظة خلال الشهور الأخيرة.

"إيتمار" أشار إلى أن خطاب عباس في الأمم المتحدة لن يلقي المفاتيح لإسرائيل، لكن تقدير الجيش أنه كلما كان الخطاب عنيفًا وقاسيًا، أسهم بإشعال الوضع أكثر في الميدان، لأن الحاصل حاليًا أن الأمريكان يدفعون أبو مازن للزاوية في حين أن إسرائيل ما زالت تحتاجه، لأن مصلحتها تكمن في وجود سلطة فلسطينية مستقرة.

المؤرخ الإسرائيلي حاغاي هوبرمان قال: إن "تحذيرات آيزنكوت بشأن غياب أبو مازن، وما قد يتسبب به من فوضى أمنية في الضفة الغربية، تتطلب من الجيش أن يتحضر لعملية مشابهة للسور الواقي التي نفذها قبل 16 عامًا في 2002"، بحسب القناة السابعة الإسرائيلية.

اقرأ أيضًا: ماذا يترتب على إلغاء التمويل الأمريكي لـ«الأونروا»؟ 

وأوضح هوبرمان أنه ليس من اللائق أن يقوم آيزنكوت بدور المحلل السياسي أو الخبير العسكري، بل أن يكون صاحب قرار باعتباره قائد الجيش الإسرائيلي، ويروي لوزراء الكابينت الخطط التي أعدها الجيش لمواجهة مثل هذا الواقع المتوقع.

وتابع: "من الأفضل في هذه الحالة بعد تحذيرات آيزنكوت أن يدعو نتنياهو لاجتماع عاجل مع وزير الحرب وقادة الجيش وسؤالهم: ماذا تفعل إسرائيل عقب رفضها تهديدات عباس، لأن المطلوب في هذه الحالة هو التحضر لمثل هذا الواقع الصعب، وتحقيق نتائج ميدانية على الأرض من أجل تخفيض عدد الخسائر الإسرائيلية في حال اندلاع مثل تلك التوترات الأمنية، إن غاب أبو مازن عن الساحة".

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" مع عدد من وزراء الخارجية والدبلوماسيين، على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وذلك في أعقاب كلمته، والتي قد تشهد تفجرا في الأراضي الفلسطينية.

شارك الخبر على