هالة خليل.. تركت الهندسة من أجل التمثيل ويحتفي بها «القاهرة السينمائي»

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

دخلت المخرجة هالة خليل عالم الفن بالصدفة، فهي لم تكن تفكر في التمثيل والإخراج حتى الثانوية العامة، التي التحقت  فيها بمسرحية "رابعة العدوية"، ونالت عن دورها جائزة في المدرسة، وبعدها التحقت بكلية الهندسة، وقررت أن تنضم لفريق المسرح، وفى السنة الثالثة لها فى الكلية، دخلت على زملائها فوجدتهم جالسين ويقومون بملء استمارات، فسألتهم عنها، ليردوا قائلين، إنها بوابة التقديم لمعهد السينما، فتعجبت فهى لم تكن تسمع عنه من قبل، وطلبوا منها أن تقدم، ولكنها رفضت خوفا من أهلها، الذين كانوا يرفضون بشدة دخولها عالم الفن.

المخرج خالد جلال طلب منها أن تقدم وأعطاها آخر ورقه معه، وطمأنها أنها لن تُقبل لأن خطوات التقديم طويلة ويتقدم لهم أعداد كبيرة ولا يقبلون سوى عدد قليل منهم، فقدمت، ولكنها تفاجأت، أنها عبرت كل الاختبارات وأصبحت فى معهد السينما، وقررت ألا تعترف لأهلها وأن تدرس الفن بجانب الهندسة، ولكن بعد مرور عام، قررت أن تتبع شغفها وتوقف دراسة الهندسة وتكمل فى التمثيل، وواجهت أهلها الذين عاقبوها بالحبس فى المنزل، ولكنهم وجدوا أن هذا لن يجدى ولن يمنعها عن الطريق التي سلكتها، وطلبوا منها أن تقوم بدراسة كلية أخرى بجانب التمثيل وتكون هواية لها، فالتحقت بكلية الإعلام، كما حكت فى أحد لقاءاتها الإذاعية عبر راديو 9090، ومن هنا انطلقت مسيرتها.

توجد المخرجة هالة خليل هذا العام فى مهرجان «القاهرة السينمائى» فى دورته الأربعين، بعد أن أقاموا قسما خاصا تحت عنوان «مخرجات عربيات»، يحتفى خلاله بثمانى شخصيات نسائية عربية برزت وتألقت فى مجال الإخراج السينمائي، واستطاعت أن تحقق للسينما العربية مكانة متميزة فى المحافل السينمائية الدولية، ومن ضمنها المخرجة هالة خليل.

ولدت هالة خليل فى الثالث والعشرين من يوليو عام 1967، بدأت طريقها مع الإخراج حينما عملت في إخراج البرامج لقناة "النيل للدراما"، وبعدها قررت أن تطور من مهارتها، فقامت بإخراج أول ست كوم مصري وهو «شباب أون لاين» والذي ضم عددا من النجوم الشباب من بينهم بشرى وأحمد الفيشاوي وأمير كرارة ولقاء الخميسي.

وعام 2004 قدمت فيلم «أحلى الأوقات» الذى يعد بطاقة تعريفها بالجمهور، وشارك فى بطولته حنان ترك وهند صبرى، ومنى زكى، والراحل خالد صالح، وهو من تأليف وسام سليمان، وقدمت من بعده عددا من الأعمال الناجحة منها «قص ولزق»، و«نواره» التى قامت بتأليفه أيضا.

تدمج «هالة» بين الإخراج والكتابة، ولكنها تحب الكتابة أكثر على الرغم من نجاح أعمالها الإخراجية، وتقول فى أحد حواراتها الصحفية: «لو نجح المخرج في تحويل السيناريو إلى عمل عظيم سينسب له النجاح وحده، ووقتها سأشعر بالغيرة، لذلك أعتقد أنني أفضل أن أقوم بإخراج ما أكتبه، وما يكتبه الآخرون أيضا، أما أن يقوم أحد بإخراج سيناريو خاص بي فهي عملية لم أفكر فيها وربما لن أفعلها».

كان آخر أعمالها الإخراجية التى حققت نجاحا كبيرا مسلسل «بالحجم العائلى» مع الفنان الكبير يحيي الفخرانى، فى موسم رمضان الماضى، والمفاجأة أنها كانت سترفضه فى البداية، وتقول فى تصريحات صحفية: «حدث أننى تلقيت مكالمة هاتفية من منتج العمل الذى عرض على إخراجه، وقبل أن أعتذر له، قال لى إن الذى رشحني لهذا المسلسل بطل العمل القدير يحيى الفخرانى، وهنا وجدت نفسى أقول بتلقائية شديدة: (أنا معكم)».

ورغم نجاحها فى المسلسل فإنه خلال مشوارها الفنى لا يوجد به سوى مسلسلين فقط من إخراجها، هما «بالحجم العائلى»، و«حكايات بنعيشها: فتاة الليل» عام 2010، وتُرجع السبب فى قلة أعمالها الدرامية، إلى المدة التي يحتاجها تصوير العمل، وهو ما جعلها اعتذرت عن أكثر من مسلسل عرض عليها.

ترفض «هالة» العادات والتقاليد المصرية، كما أنها لا تؤيد وجود جهاز للرقابة على الأعمال الفنية، وقالت في أحد حواراتها الصحفية، إذا كان عدم وجود رقابة حلما مستحيلا، فعلى الأقل يجب تطوير جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، واختيار عناصر تحمل من الثقافة ما يؤهلها للقيام بدور الرقيب وذلك من أجل إصلاح حال السينما فى مصر.

رغم مشوارها الفنى الصغير الذى يضم مسلسلين وثلاثة أفلام بجانب أعمالها التسجيلية والقصيرة، فإنها شاركت بهذه الأعمال فى عدد من المحافل الدولية واستطاعت أن تحصل على مجموعة من الجوائز، فقد حصل فيلمها القصير الأول «طيري يا طيارة» على جائزة أفضل فيلم روائي قصير بالمهرجان القومي للسينما، وتكررت من بعدها مشاركتها بمهرجانات أخرى محلية ودولية بذات الفيلم.

وحصلت من مهرجان روتردام للفيلم العربي عن فيلمها «قص ولزق» على الجائزة الذهبية كأفصل فيلم روائى طويل، وحصل أيضا الفيلم نفسه على جائزة أحسن إخراج فى مهرجان القاهرة السينمائي عن فيلمها «قص ولزق»، لعام 2006.

فى النهاية.. استطاعت المخرجة هالة خليل أن تصل إلى نجاحات كبيرة فى مجال الفن رغم مشوارها الفنى القصير، وما زال أمامها الكثير لتقدمه.

شارك الخبر على