الحاوي الجوهري ظلمني ورفضت الأهلي وفلوس المصري وعرض باريس (حوار)

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

كتب: علي الزيني

حمادة عبد اللطيف:
- رفضت الأهلي وأبو الفتوح قالي الجمهور هيولع في النادي لو احترفت
- سيد متولي انتظرني تحت بيتي بشنطة فلوس للتوقيع للمصري
- عصام بهيج سر احترافي في لبنان.. و«لوروا» عرض عليّ الانضمام لسان جيرمان
- الجوهري ظلمني.. ونكسة كوتوكو أسوأ مباراة في مسيرتي
- جمهور الزمالك أطلق علي الحاوي.. ومعروف أول من كتبها في الصحافة
- أول راتب حصلت عليه من الزمالك كان 150 جنيهًا في الشهر
- مواصفات العمل في الوسط الرياضي بمصر غير موجودة في شهادة ميلادي
- لم أفكر في التدريب لهذا السبب.. ولن أدرب الزمالك
- أحلى حاجة في محمد صلاح إنه لم يلعب في الأهلي والزمالك
- مرتضى منصور عمل ثورة في الزمالك وحوله لناد أوروبي.. وأحمد سليمان أخطأ في حق الزمالك ورموزه
- رضا عبدالعال رحل إلى الأهلي بسبب سوء المعاملة.. والتوأم تم تطفيشهما وعبد الله السعيد بحث عن الفلوس

على مقهى أوسكار الشعبي، في منطقة بين السرايات، كان في استقبالنا موهبة كروية مصرية ربما يكون من الصعب على الملاعب المصرية أن تنجب مثلها في المستقبل.. في البداية رحب بنا، بابتسامته الهادئة المعهودة عنه، وبدأ حديثه عن ذكريات الماضي، ولحظات السعادة، والانكسار، التي عاشها داخل ملاعب الكرة.. وكشف لنا أن المكان الذي نجلس فيه الآن، هو نفسه الذي كان يشاهد فيه مباريات المنتخب الوطني، خلال منافسات كأس العالم 90، التي أُقيمت في إيطاليا، بعدما تم استبعاده من صفوف الفراعنة رغم أنه كان أحد المتألقين حينها.

وبمجرد أن تذكر النجم مونديال 90 علت ملامحه علامات الحزن الشديد والحسرة التي عاشها بعد تعرضه للظلم نتيجة استبعاده من القائمة النهائية، التي اختارها الراحل محمود الجوهري للمشاركة في المونديال، كيف لا يتواجد لاعب يمتلك هذه القدرات الفنية العالية التي قلما يجود بها الزمان في أكبر احتفالية كروية في العالم، لقد كانت نقطة تحول في حياته الكروية، أثرت سلبًا عليه، وتسببت له في صدمة لم يفق منها إلا بعد أعوام، عندما قرر خوض قرار الاعتزال والابتعاد عن الساحرة المستديرة، وهو في قمة عطائه وتألقه.

«التحرير» التقت أحد أفضل المواهب في تاريخ الكرة المصرية، والذي كان يشعر بمرارة شديدة، وهو يتحدث عن مونديال 90، قائلًا: "شعرت بحسرة شديدة وحزن لم أعشه من قبل، بسبب عدم اختياري في القائمة النهائية للمنتخب الوطني في بطولة كأس العالم، لأن وقتها كنت من أفضل اللاعبين في مصر، إن لم أكن أفضلهم، وسافرت للعب في نادي مرباط بسلطنة عمان، حتى أخرج من الحالة البائسة التي كنت أعيشها وقتها"... هكذا تحدث حاوي الكرة المصرية، والساحر الذي أمتع جماهير الكرة، بمهارته العالية، ومرواغاته الممتعه، إنه حمادة عبد اللطيف، نجم نادي الزمالك والكرة المصرية.

"الحاوي" الذي لم تنجب مثله الملاعب المصرية، ولد في الثاني والعشرين من مايو عام 1963، بمحافظة الشرقية، ولفت الأنظار إليه منذ التحاقه بقطاع الناشئين في نادي الزمالك، وهو في سن الرابعة عشرة من عمره، أطلق عليه العديد من الألقاب، استطاع أن ينتزع الآهات من جماهير القلعة البيضاء، بفضل مراوغاته الساحرة، وفنياته العالية، وحبه وانتمائه لأبناء ميت عقبة.

رغم أنه ابتعد عن الزمالك منذ عام 1992، إلا أنه ترك بصمة عشق كبيرة في قلوب الزملكاوية، بعدما قاد الفريق للتتويج بالعديد من البطولات مع القلعة البيضاء، بدايتها تحت قيادة الكابتن محمود أبو رجيلة في عام 1984 (بطولة الدوري - بطولة دوري أبطال إفريقيا لأبطال الدوري)، وفى عام 1986 حقق ثاني ألقابه الإفريقية، مع القلعة البيضاء تحت قيادة الإنجليزى " ريتشى باركر "، وفى عام 1988 حقق 4 بطولات تحت قيادة الراحل عصام بهيج (بطولة الدوري - كأس مصر - بطولة الأفروآسيوية - كأس الاستقلال في دولة قطر).

عبد اللطيف في حواره مع «التحرير» تحدث عن حياته الكروية، والمواقف التي لا تنسى في مسيرته، وأين هو من الساحة الرياضية الآن، وعلاقته بالجنرال محمود الجوهري، وأسباب اعتزاله كرة القدم بعدما توقع الجميع أن قصة تألق جميلة فى الملاعب المصرية لكن القدر لم ينصفه، واختار له نهاية حزينة.

أول يوم زمالك
أول يوم في نادي الزمالك موسم 1977، كنت في الرابعة عشرة من عمري، وذهبت إلى اختبارات نادي الزمالك، عن طريق كابتن محمود فوزي نجم القلعة البيضاء السابق، وتم اختياري بعد أن تخطيت الاختبارات، وقمت بالتوقيع على استمارة قيدي في النادي، وأتذكر أنهم أحضروا لي حذاء كرة قدم، وطقم ملابس كامل، من الفريق الأول، حتى يضمنوا استمراري في النادي، بعدها تدرجت في فرق الناشئين من 14 سنة حتى 19 سنة، حينها تم إلغاء مسابقة فريق 21، ثم تم تصعيدي للفريق الأول، مع مجموعة من النجوم، أبرزهم حسن شحاتة، فاروق جعفر، أحمد عبد الحليم، مجدي شلبي.

في موسم 1981 - 1982، كان أول موسم درجة أولى مع القلعة البيضاء، وكان يتولى تدريب الفريق، اليوغوسلافي فيليبو فاسو فيتش، الموسم الأول شاركت في 7 مباريات، وهو ما كان يعد بالنسبة لي إنجازًا، في ظل وجود مجموعة من النجوم، المعلم حسن شحاتة، والكابتن فاروق جعفر، ويلعبون في نفس مركزي، بعدها ربنا أكرمني، وعوضني خير في موسم 85 - 86، لدرجة إن خطة الفريق كان الجهاز الفني يبنيها على العبد لله حمادة عبد اللطيف.

أول عقد
في موسم 1982 حصلت على راتب شهري 150 جنيهًا، وفي سنة 1990، وقعت أول عقد مع النادي بعدما أدخل كابتن محمود الجوهري نظام الاحتراف في مصر، وتلقيت عروضًا من فرق كثيرة كي أرحل من الزمالك، وقتها كان من حق أي لاعب مر عليه 6 سنوات مع ناديه أن يرحل لأي ناد آخر، لكن حبي لنادي الزمالك دفعني لرفض كل العروض التي تلقيتها من: الأهلي، المقاولون العرب، المصري، وعملت عقد احتراف أنا وجمال عبد الحميد، أشرف قاسم، إسماعيل يوسف، أحمد رمزي، هشام يكن، بـ35 ألف جنيه في الموسم لمدة 3 مواسم، وهذا المقابل كان كبيرًا وقتها.

وأتذكر أن الفلوس لم تكن كل حاجة بالنسبة لي، لأن والدي ربنا يرحمه ويغفر له، كان رجل أعمال يعمل في مجال استيراد قطع غيار السيارات، وترك لنا ما وفر لنا حياة كريمة أنا وأسرتي، وكنت أمتلك سيارة (أبرث 28)، وأنا في سن 14 سنة، استقلها أثناء توجهي إلى النادي.

أول مباراة
موسم 1982، مواجهة المنيا في المنيا، كانت في الأسبوع الثامن من بطولة الدوري، في يوم 21 - 11 - 1982، وانتهت بالتعادل 2 - 2، وسجلت في مسيرتي مع الزمالك 5 أهداف، لكنني صنعت أكثر من 70% من أهداف القلعة البيضاء، خلال الفترة التي لعبت فيها داخل جدران ميت عقبة، والأكثر حظًا بتمريراتي الثنائي جمال عبد الحميد وعفت نصار.

مباراة لا تنسى
مباراة نسيج حلوان، وكسبناها 9 - صفر، أحرزت هدفًا، وصنعت 6، وفي الدور الثاني كسبنا 2 - صفر، وكنت مصابًا، والجماهير قامت بسب اللاعبين، وسألوا كابتن عصام بهيج عن السبب، رد عليهم قالهم "عشان حمادة كان موجود في الدور الأول وصنع 6 أهداف، لكنه اليوم مصاب".

المباراة الأسوأ عندما خسرنا من أشانتى كوتوكو 5-1، التي نطلق عليها "نكسة غانا"، وتسببت هذه المباراة فى رحيل مجلس الإدارة وقتها برئاسة حسن عامر، وحتى الآن لا أعرف سبب الهزيمة الثقيلة التي تعرض لها الفريق رغم أننا كنا في أفضل حالاتنا الفنية.

إغراءات الأهلي والمصري
من الإغراءات التي تعرضت لها بعد إقرار نظام الاحتراف، في مصر، عرض النادي الأهلي، وما لا يعرفه الكثيرون أنني تلقيت وقتها عرضًا جادًا جدًا عن طريق أحد أعضاء النادي البارزين، وكان مكلفًا من مسئولي النادي بالتفاوض معي وإقناعي بالانتقال للنادي الأهلي، خاصة أنه كان من أصدقائي المقربين جدًا، لكن حبي للزمالك كان أكبر مع احترامي للنادي الأهلي واسمه الكبير.

وما لا يعرفه أحد أن عرض النادي المصري كان الأعلى من الناحية المالية، ويومها الحاج سيد متولى رئيس النادي الأسبق الله يرحمه، حضر لي من بورسعيد تحت منزلي وفوجئت به يطلب مني التوقيع للنادي المصري للانتقال إلى صفوفه بداية من الموسم الجديد.

وقتها وجهت له الشكر على اهتمامه بالتعاقد معي، وأوضحت له صعوبة أن ألعب في ناد آخر بخلاف نادي الزمالك، لكنه فاجأني بإخراجه حقيبة من سيارته وفتحها لي وكانت ممتلئة بالنقود، ولن أنسى إنه قال لي: خد يا كابتن حمادة الفلوس اللي إنت عايزها أنا محتاج لك في فريق المصري، لكنني أكدت له تقديرى الشديد له وللنادي المصري، لكن اللعب في مصر لأي ناد آخر سيكون أمرًا لا أستطيع أن أتقبله.

الاحتراف في لبنان
الكابتن عصام بهيج، رحمة الله عليه، كان الأب الروحي لي، وصاحب فضل كبير عليا أنا وأغلب لاعبي الزمالك من أبناء هذا الجيل، ويكفي أنه وقف بجواري في موسم 91-92، عندما اختلفت مع إدارة النادي، واحترفت معه في صفوف النجمة اللبناني الذي كان يتولى تدريبه، وكان معي طارق يحيى، وفي الموسم التالي انضم لنا هشام إبراهيم مدافع الفريق، وحققنا نتائج جيدة بعدما كان الفريق يعاني من النتائج السلبية.

وأعتقد أنني بفضل الله خضت تجربة متميزة في لبنان، والجماهير هناك كانت تحبني، ولما أمشي في الشوارع مع زملائي في الفريق وحتى هذه اللحظة توجد لدي رسومات على الحوائط في بعض الشوارع.

الغيرة والظلم
لم أشعر في يوم من الأيام أو أرى في عيون زملائي في الفريق أي غيرة أثناء تألقي مع الزمالك، بالعكس كانت ثقتهم في قدراتي كبيرة، وكانوا يبحثون عني في الملعب من أجل تمرير الكرة لي، لأن دوري كان صانع ألعاب، وبصراحة لم تكن هناك إلا كل مشاعر طيبة بيننا كلاعبين.

لحظة الظلم الوحيدة التي شعرت بها وما زلت أتذكرها، عندما حدثت بعض الخلافات بيني وبين الكابتن محمود الجوهري، الذي كانت له وجهة نظر في اللاعبين، ووقتها كان يرى أن حمادة عبد اللطيف، لن ينفذ المطلوب منه داخل الملعب، رغم أنني كنت أحسن لاعب في مصر وقتها، ومن ثم قرر استبعادي من قائمة المنتخب الوطني النهائية في مونديال 90، وقتها شعرت بمرارة شديدة، فلم أتصور أن أكون خارج منتخب مصر، وأشاهد مباريات كاس العالم من مقاعد المتفرجين على المقهى، بصراحة الموضوع كان صعب جدا.

ورغم أنني كنت أشجع المنتخب، وأتمنى لزملائي التوفيق إلا أن هذا لم يكن كافيًا كي أنسى ما تعرضت له، خاصة أن الجماهير كانت تطاردني في كل مكانن وتتسبب دون قصد في إيذاء مشاعري من خلال تأكيدهم أنني أستحق التواجد مع المنتخب في المونديال، لكن هذا قضاء الله، لكن هذا لا يقلل من كابتن الجوهري في شيء فقد كان، رحمة الله عليه، مدربًا كبيرًا وعظيمًا.

الهتاف الشهير
من صغري والجماهير تحبني، وتهتف لي وكان هذا دافعًا وحافزًا كبيرًا لي في الملاعب للتألق والنجاح، وفي ملعب زامورا كانت الجماهير تتجمع لمشاهدتي مع الزمالك، وتستمتع بلمساتي في التدريبات، وكنت محظوظًا بحبهم لي، وما زلت أسمع هتافهم في أذني عندما كانوا يهتفون لي: (بص شوف حماد بيعمل إيه - تعالى اتفرج يا هاوي على رضا والحاوي - واحد اتنين تلاته ونص رقصهم حمادة على واحدة ونص - بنحبك يا حاوي)، بينما كانت جماهير النجمة اللبناني تهتف لي: "يا ستار يا لطيف .. حمادة عبد اللطيف".

لقب الحاوي أطلقه عليّ جمهور نادي الزمالك، وأول كاتب صحفي نشرها كان الناقد الكبير محمود معروف في جريدة الجمهورية.

عرض باريس سان جيرمان
في موسم 1986 الزمالك كان يلعب أمام كانون ياوندي الكاميروني، وكلود لوروا المدرب العالمي الشهير يتولى تدريب المنتخب الكاميروني منتخب "الأسود" وقتها، وقاد الفريق الكاميروني في مواجهتي الزمالك بشكل مؤقت، وأتذكر أننا خسرنا في مباراة الذهاب 2 - 1، وكسبنا في القاهرة 3-2، وتأهل الفريق للمباراة النهائية، فعرض علي المدرب الفرنسي، اللعب لفريق باريس سان جيرمان، لكنني رفضت.

والحقيقة أنني كنت صغيرًا، ولم يكن هناك احتراف حقيقي في مصر، ومشاعر الغربة، والمسئولون في النادي كلموني وقالوا لي إنت نجم الفريق، ولن نستطيع الموافقة على احترافك، رديت عليهم إن أنا لا أرغب في تجربة مشاعر الغربة والابتعاد عن الزمالك وجماهيره، ورفضت العرض رغم إن وقتها كانت ممكن تكون تجربة رائعة.

وأتذكر إن حسن أبو الفتوح، رئيس نادي الزمالك، قال لي يومها: "أنت عايزنى أوافق على احترافك في باريس سان جيرمان.. إنت عايز الجمهور ييجى يولع فينا في النادي"، والحقيقة أنني لم تكن لدي رغبة قوية فى الاحتراف، ولم تكن لدينا في مصر ثقافة الاحتراف في أوروبا، وترك الشهرة والجماهيرية لخوض تجربة من الممكن أن تكون أصعب من حيث الأجواء والغربة، وأعتقد أن العرض لو كان في الوقت الحالي كان من المؤكد وجهة نظري ستختلف.

سر الاعتزال
شعرت بحسرة شديدة وحزن لم أعشه بسبب عدم اختياري في القائمة النهائية للمنتخب الوطني في مونديال إيطاليا 90، لأن وقتها كنت من أفضل اللاعبين في مصر إن لم أكن أفضلهم، سافرت للعب في سلطنة عمان في نادي مرباط، وحصلت على جائزة أفضل لاعب أجنبي، في ظل وجود لاعبين كبار مثل، عبد الرزاق خيري نجم المنتخب المغربي، ومواطنه محمد التيمومي، وطاهر أبو زيد، أيمن منصور، بعدها ذهبت للعب في النجمة اللبناني موسمين، ثم رجعت إلى مصر، وقررت الاعتزال، لأن كان من المستحيل ألعب لفريق آخر بخلاف الزمالك.

وما لا يعرفه البعض أنني عندما انتقلت لفريق النجمة وقعت على العقود، وكانت تتضمن شرطًا جزائيًا قيمته 100 ألف دولار عام 1992، وهو مبلغ ضخم وقتها لأن سعر الدولار وقتها كان تقريبا 3.33 جنيه يعني الشرط الجزائي يتخطى 330 ألف جنيه.

ورغم أنني تلقيت عروضًا من الأهلى والإسماعيلى والمصرى إلا أنني رفضت حبًا فى العودة إلى الزمالك، إلا أن الشرط الجزائى لعب دور البطولة فى منعي من أن أختم مشواري مع الكرة في القلعة البيضاء.

بعد الاعتزال
ابتعدت عن المجال الرياضي، ولدي عملي الخاص، في مصر ولبنان، والحقيقة إن الأجواء المحيطة بكرة القدم في مصر لا تساعد على العمل، ولها مواصفات خاصة غير موجودة في شهادة ميلادي، ولم أفكر في التدريب لأنه ضغط عصبي وإدارات الأندية من الممكن أن تطيح بالمدير الفني، مع أول هزيمة، ونفس الأمر بالنسبة للمدربين، وأتمنى ألا يغضب أحد من كلامي لأن من غير المنطقي أن يتولى المدرب تدريب 3 أو 4 فرق في الموسم الواحد، بصراحة أمر لا يجوز رياضيًا أو أخلاقيًا.

لو تلقيت عرضًا لتدريب فريق الزمالك سأرفض الفكرة تمامًا في الوقت الحالي، لكن لو مدير كرة ليس لدي أي مشكلة، وأستطيع أن أعطي للزمالك في هذا المنصب أكثر.

رضا والتوأم والسعيد
انتقالات اللاعبين بين الأهلي والزمالك أو العكس كانت تثير أزمات ضخمة في الماضي، لكن الوضع اختلف مع دخول الاحتراف بقوة، ورغم أنني رفضت ارتداء الفانلة الحمراء إلا أنني أتذكر أن في الزمالك كانوا السبب في رحيل رضا عبدالعال إلى الأهلي لما قالوا له (الباب يفوت جمل)، وكان رضا لسه صغير في السن، وعايز يأمن مستقبله، والأهلي كان عايزه علشان كان لاعب موهوب ومميز.

انتقال التوأم حسام وإبراهيم حسن للأهلي كان مختلفا بعض الشيء لأن حدث مشكلات بينهما والنادي، التوأم عايز يستمر مع بعض والإدارة رافضة الفكرة، تركا النادي، ولعبا للزمالك، وقدما أداء كويس، زي ما رضا قدم مع الأهلي أداءً مميزًا.

المنظومة الاحترافية اتغيرت دلوقتي، الانتماء ولقب ابن النادي، مش موجود اللاعب عنده أهم حاجة مصلحته، وأكبر دليل على ذلك عبد الله السعيد الذي ترك الإسماعيلي وانتقل للأهلي، الرجل كان واضح جدًا عنده انتماء لشيء واحد، وهو تأمين مستقبله، مش فارق معاه أهلي أو زمالك وطبعًا سنه كبر، عنده 32 سنة، والزمالك لم يكن سيستفيد منه، والحقيقة إن عنده محمد إبراهيم من أفضل اللاعبين في مصر، لكنها كانت صفقة قوية من المستشار مرتضى منصور للأهلي، علشان المنافسة، وكلنا شاهدنا كيف تأثر الأهلي بعد رحيل السعيد، خصوصا بعد إصابة أجاي.

صلاح العصامي
محمد صلاح مثال وقدوة للاعب العصامي، فهو محترم وملتزم، وبدأ من تحت الصفر، كان بيجي من طنطا للمقاولون، وكان عنده حلم وتعب عشانه، وأحلى حاجه إنه لم يكن يلعب في الأهلي أو الزمالك، لأن لاعبى القطبين مدلعين، ولا يستطيع تحمل الغربة، ويكفى إنه أصبح الآن ضمن أفضل 3 لاعبين في العالم، ويجب على اتحاد الكرة أن يساعده مش يقفوا ضده، لأنه حالة لن تتكرر في تاريخ مصر، رغم أنه ليس الأمهر في تاريخ مصر، لكنه الأفضل والأكمل.

صلاح تعب قوي علشان يوصل للي هو فيه، واشتغل على نفسه كويس، مصر كلها بتتفرج على مباريات فريق ليفربول علشانه، فهو أفضل سفير لمصر في الخارج، لو كنا صرفنا مليارات الدولارات علشان نعمل دعاية لمصر لم ولن تحقق نفس المردود الذي تحقق من خلال تألق صلاح.

والمشكلة اللي قابلت المنتخب في كأس العالم، إنهم اعتمدوا كليًا على محمد صلاح فقط، دون خطة، ولم يضعوا البدائل في حالة إيقافه أو إصابته، منتخب مصر لا يعتمد على لاعب واحد، مثل ما حدث وكلنا كنا بنقول منتخب (باصي لصلاح).

وبمناسبة المونديال كنت أتمنى مشاهدة حسام غالي مع المنتخب في كأس العالم، لأنه قائد في وسط الملعب، وهو من اللاعبين الذين أحببتهم من النادي الأهلي، بينما لم أشعر إن حسين الشحات تعرض للظلم، لأنه لسه صغير في السن، ولم يظهر بالمستوى الذي يؤهله للمشاركة في المونديال.

مرتضى منصور 
مرتضى منصور قاد ثورة داخل نادي الزمالك، وعمل شغل ممتاز في النادي، ثورة إنشائية ورياضية، فهو ناجح رغم وجود بعض السلبيات (مفيش حد كامل)، إنه يعمل جمعية عمومية ويحضرها 20 ألفا، يكتسح في الانتخابات، ده مش من فراغ، الزمالك تحول معه إلى ناد أوروبي، لما تدخل النادي تقول إن إنت مش في مصر، ولازم يأخذ حقه.

وبمناسبة الكلام عن الزمالك أشعر بحزن شديد مما حدث من أحمد سليمان، بعدما سب رموز الزمالك، وعلينا أن نحافظ على وحدة النادي واستقراره، وأعتقد أنه أخطأ في حق نفسه وحق ناديه قبل الخطأ الذي ارتكبه في حق رموزه. 

شارك الخبر على