محمد هنيدي يصطدم بـ٦ تحديات في المسرح.. ما زال يبحث عن بطلة

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

يستعد الكوميديان محمد هنيدي لخوضه الفترة المقبلة، من خلال مسرحية "3 أيام في الساحل" للمخرج مجدي الهواري، والسيناريست أحمد عبد الله، وبصحبته عدد من الكوميديانات أبرزهم بيومي فؤاد، محمد ثروت، أحمد فتحي، محمد محمود، وغيرهم، ويواصل صناع العمل عمل بروفات مكثفة حاليًا، وإلى جانبهم فرقة الاستعراضات "كايرو شو" وأخرى من أوكرانيا، ومن المقرر أن تبدأ عروضها في خلال شهر على الأكثر، وفق ما صرح به بطلها خلال حوار له مساء أمس الإثنين مع الإعلامي عمرو أديب ببرنامجه "الحكاية" عبر فضائية "mbc مصر".

هنيدي قال إنه كان مفتقدًا المسرح لدرجة كبيرة، وحينما عرض عليه الهواري العودة إليه لم يتردد لحظة، ووعد جمهوره بأن العمل سيكون مميزًا للغاية.. إلا أن عودة هنيدي للمسرح تواجه عدة تحديات، وفي السطور التالية نتعرض لها:-

إخفاقات أخيرة

بداية هنيدي كانت من خلال أدوار صغيرة في أواخر الثمانينيات، مهدت فيما بعد لمسيرة نجوميته التي انطلقت مع علاء ولي الدين في المسلسل الكوميدي "إنت عامل إيه" (1997)، مع نجاحه في فيلمي "حلق حوش"، و"إسماعيلية رايح جاي"، في نفس العام، وعليه آمنت بموهبته شركة "العدل جروب" في أول أعمالها السينمائية وأول بطولاته "صعيدي في الجامعة الأمريكية" (1998)، ثم "همام في أمستردام" (1999)، وحقق بالعملين نجاحًا كبيرًا قاد به موجة كوميديا جديدة، وواصل وتيرة النجاح في العديد من الأفلام التالية: "بلية ودماغه العالية، جاءنا البيان التالي، صاحب صاحبه، عسكر في المعسكر، فول الصين العظيم، يا أنا يا خالتي، وش إجرام، عندليب الدقي، رمضان مبروك أبو العلمين حمودة، وأمير البحار"، إلا أنه منذ عام 2010 لم يكن إنتاجه بالمستوى الذي اعتاده جمهوره، فحاول استغلال نجاح فيلمه قبل الأخير في عمل تليفزيوني حامل لاسم "مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة"، ثم قدّم فيلمي "تيتة رهيبة، ويوم مالوش لازمة"، وأخيرًا "عنتر ابن ابن ابن ابن شداد" عام 2017، والثلاثة لم تحقق النجاح المرجو في شباك التذاكر، حتى إن الأخير تم رفعه من دور العرض بعد فترة قصيرة من طرحه.

ابتعاد عن المسرح

من ضمن النجاحات التي حققها محمد هنيدي سابقًا، عدة أعمال مسرحية ما زال لها صدى حتى الآن، بدايةً من "ضحك ولعب ومزيكا" و"البراشوت" (1991)، و"حزمني يا" (1994)، و"عفروتو" (1999)، و"الابندا" (2001)، وأخيرًا "طرائعيو" (2002) والتي قدّمها من 16 عامًا، ومنذ ذلك الحين وابتعد هنيدي عن المسرح، وهذا الغياب يفقد الفنان مفاتيح مشاعر الجمهور، وأحلامه في اللحظة، التي يُقرر فيها العودة بفعل عوامل الزمن، وبالتأكيد طبيعة الجمهور الذي كان يُخاطبه الكوميديان قد تغيرت، والشريحة العمرية التي اكتسبها سابقًا لم تُصبح مستحوذة على مقاعد جمهور المسرح والسينما، وهو ما اكتشفه بنفسه في أعماله السينمائية التي واجهت إخفاقًا بدور العرض في الفترة الأخيرة.

مجدي الهواري

هنيدي يعود للمسرح من خلال المخرج مجدي الهواري، والذي سبق وأنتج له فيلمه "بليه ودماغه العالية"، واللافت أن الهواري ليس في سجله أي عمل مسرحي من قبل، وفقًا لقاعدة بيانات السينما، كما أن آخر عمل كوميدي قدّمه كان منذ 5 أعوام في مسلسل "مزاج الخير" لمصطفى شعبان، كما أن رصيده الإخراجي في مجمله لا يتجاوز 8 أعمال، 5 أعمال سينمائية آخرها "الوتر" (2010)، و3 تليفزيونية آخرها "الشارع اللي ورانا" (2018).

أحمد عبد الله

يعود هنيدي أيضًا مع السيناريست أحمد عبد الله، والذي كتب العديد من الأعمال الكوميدية الناجحة لهنيدي وجيله، بدايةً من أفلامه لعلاء ولي الدين "عبود على الحدود" و"الناظر" و"ابن عز"، و"55 إسعاف" و"اللمبي" و"كركر" لمحمد سعد، و"عسكر في المعسكر" و"فول الصين العظيم" و"يا أنا يا خالتي" لهنيدي، و"ميدو مشاكل" لأحمد حلمي، و"غبي منه فيه" لهاني رمزي، و"أحلام الفتى الطايش" و"حد سامع حاجة" (2009) لرامز جلال، كما قدّم أعمالا مسرحية كوميدية هامة، منها "حكيم عيون" لعلاء، و"الابندا" لهنيدي، إلا أنه منذ العام 2008 وابتعد عبد الله عن اللون الكوميدي تمامًا، وبدأ في تقديم أعمال درامية واجتماعية، مثل أفلام "كباريه" و"الفرح" و"ساعة ونص" و"الحرامي والعبيط" و"الليلة الكبيرة" و"الماء والخضرة والوجه الحسن"، ومسلسلات مثل "الحارة" و"بين السرايات" و"رمضان كريم"، ولم يعد إلى لونه الكوميدي إلا مع هنيدي أيضًا في مسلسله الأخير "أرض النفاق" المأخوذ عن رواية يوسف السباعي، والذي لم يُعرض في مصر حتى الآن وخرج من السباق الرمضاني.

الأبطال

نجاحات هنيدي المسرحية السابقة، ورغم كونه عنصر النجاح الأهم فيها، إلا أنها كانت تضم إلى جانبه العديد من الأسماء الهامة التي تُضيف للعمل الكثير، فمثلًا "عفروتو" جمعت هاني رمزي، أحمد السقا، منى زكي، حسن حسني، سليمان عيد، وماجدة زكي، وغيرهم، وكذلك "الابندا" جمعت بينه وعلاء ولي الدين وأحمد السقا وهاني رمزي وشريف منير وغيرهم، وفي "3 أيام في الساحل" ورغم إعلان هنيدي أن عروض المسرحية ستبدأ في خلال شهر على الأكثر، إلا أنه أعلن أيضًا أنه حتى الآن لم يتم الاستقرار على البطولة النسائية أمامه، وذلك على الرغم من إعلان الفنانة مي سليم الانضمام إلى العمل، وكذلك الإعلان عن انضمام المطربة الشعبية بوسي، هذا فضلًا عن أن الأسماء التي أُعلن عنها، ومنهم محمد ثروت، محمد محمود، أحمد فتحي، وهي أسماء سبق وتعاون معهم هنيدي في أعمال مختلفة، حتى إن أول ثروت ومحمود كانا إلى جوار هنيدي في مسلسله الأخير "أرض النفاق"، فيا تُرى ما الجديد الذي سيُقدّمه هؤلاء مع هنيدي من خلال المسرح هذه المرة؟

ركود المسرح

المخرج الكبير جلال الشرقاوي حينما سألناه في حواره لـ"التحرير" (يمكنك مطالعته من هــــنــــا)، عن رأيه في الأوضاع الحالية للمسرح، قال: "الإنسان حاليًا بيكون نايم على سريره وبيشرب الشاي وماسك الريموت بيجيب اللي هو عايزه، سواء كان مسرح أو سينما أو كورة أو غناء أو منوعات.. يجي مسرح ليه ويدفع مبلغ محترم؟ أنا بطلت أشتغل، كل ما أعمل رواية تخسر، مفيش جمهور"، لعل تلك العبارة وحدها دون أي إضافات توضح مدى التحدي الجديد الذي سيُقبل عليه هنيدي، فضلًا عن المخرج مجدي الهواري اختار مسرح النيل بمدينة 6 أكتوبر لعرض "3 أيام في الساحل"، وليس أحد مسارح القاهرة التي بالطبع ستكون عامل جذب جماهيري أكبر للمسرحية، وقال هنيدي عن ذلك إن المسرح مناسب للغاية للعرض والشو الذي يسعى لتقديمه من خلال المسرحية، إلا أنه أيضًا قد يكون سببًا في عزوف البعض عن مشاهدة العرض.

هذه مجرد تحديات نراها تواجه هنيدي في تجربته المسرحية الجديدة، التي نتمنى له فيها أن تحقق نجاحًا يدفعه إلى مرحلة جديدة من سنوات النجاح.

شارك الخبر على