معهد أميركي مناورات واشنطن وإيران لم تنجح في العراق

أكثر من ٥ سنوات فى المدى

 ترجمة: حامد أحمد
حتى أشهر قليلة مضت يبدو أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي لم يرتكب خطأ. ويشهد له من بين إنجازات أخرى إلحاقه الهزيمة بداعش وكان من المتوقع أن يضمن ولاية ثانية عبر انتخابات أيار البرلمانية. مع ذلك فإنه يقف اليوم وحيداً على حد كبير، فقد تفكك حزبه وتراجعت شعبيته وشركاؤه السياسيون تخلوا عنه وانضموا إلى تحالفات أخرى مقربة من إيران. وطالما انه مايزال رئيساً للوزراء فإن ذلك يعدّ مقياساً لفشل منافسيه حتى الآن بالاتفاق على تحالف حاكم .وخلال مؤتمره الأسبوعي الخميس، لم يسعه (العبادي) سوى الاعتراف بأن أيامه كرئيس للوزراء باتت معدودة، مشيراً الى أنه "غير راغب بالتشبّث بالسلطة."أُفول صورة العبادي التي تلوح في الأفق تفصح عن الغضب إزاء القوى السياسية الحاكمة في العراق وتشير الى أن الجمهور الناخب كان يهتم أكثر بما سيقدمه قادته من أداء خدمي أكثر مما يهتم بخلفية هؤلاء الطائفية أو العرقية .على مدى أسابيع انشغل العراق بما يجري من احتجاجات في البصرة حيث يعاني أهلها من انقطاع الكهرباء وشح المياه الصالحة للشرب في ظروف جوية قاسية تتجاوز درجات الحرارة فيها أثناء الصيف الخمسين درجة مئوية .التظاهرات، التي اندلعت بعد نقل الآلاف إلى المستشفيات بسبب تلوث المياه، تحولت الى عنف، حيث قتل خلالها 12 شخصاً على الأقل في حين قام مشاغبون بحرق مبانٍ حكومية أو تابعة للأحزاب. وكانت القنصلية الإيرانية قد لقيت المصير نفسه .كثير من المراقبين رأوا أنّ الاحتجاجات كانت بمثابة ضربة مميتة للعبادي تمنعه من ولاية ثانية، لكنّ هذه المشاكل بدأت قبل أوانها. ورغم انه كان من المتوقع أن يفوز في انتخابات أيار فإنه قد حل ثالثاً بعد القائمة التي يترأسها رجل الدين الشعبي مقتدى الصدر وقائمة الفتح التي تضم قادة من قوات فصائل الحشد بقيادة هادي العامري المقربين من إيران. وبتحالفة مع قائمة الصدر كان بمقدور العبادي التشبث بدورة ثانية .ولكن في أعقاب احتجاجات البصرة دعا برلمانيون من قائمة الصدر، العبادي الى تقديم استقالته، وجاء الرد من المرجعية أيضا من خلال بيان ذكرت فيه بأنها لن تدعم أي مسؤول سابق أو حالي يرشح لشغل منصب رئيس الوزراء .قسم من المراقبين يجدون بأنّ هناك يداً لإيران وراء تحييد العبادي باعتباره شخصاً مقرباً من الولايات المتحدة خصوصاً بعد موافقته الالتزام بالعقوبات الأميركية المفروضة على إيران .ويقول المحلل السياسي ريناد منصور، من معهد جاثام للدراسات في لندن إن إيران لم تفز أيضا في هذه المناورة .وأضاف منصور قائلا "الخيار رقم واحد للولايات المتحدة كان العبادي ولكن هذا لم يحصل. أما خيار إيران رقم واحد فقد كان في التحالف الذي يضم المالكي وهادي العامري والذي لم ينجح أيضا ."ويقول منصور أيضا إن الشعب العراقي لم يعد يهتم بخلفية المرشح إن كان شيعياً أو سنياً أو طبيعة هويته السياسية بل يركز أكثر على من يقدّم له من خدمات، مشيراً إلى أن الناس يقولون الآن "أعطونا ماءً نظيفاً وكهرباءً ووفروا لنا فرص العمل."بالنسبة للإعلامي العراقي، أحمد بشير، ومقدم البرنامج الشعبي الساخر، البشير شو، فإن احتجاجات البصرة هي بمثابة رفض شامل لما وصفه بالطبقة السياسية العراقية.وقال البشير في حديث لصحيفة لوس إنجلوس تايمز: "المتظاهرون يعبرون عن رفضهم لكل السياسيين بغض النظر فيما إذا كانوا سُنة أو شيعة أو كرداً أو إن كانوا محميين بسبب مذهبهم أو عقيدتهم ."وقال إنه اعتاد على أن تكون هناك احتجاجات في كل صيف، ولكن احتجاجات البصرة هذا العام ستكون بمثابة الفرصة الاخيرة للسياسيين بأن يحسّنوا وضعهم .وأضاف البشير قائلا "الشعب لم تعد له رحمة بعدُ مع السياسيين، إذا لم يحسّن السياسيون أداءهم العام المقبل ويخدموا شعبهم بإخلاص فعندها ستكون كارثة." عن: صحيفة لوس إنجلوس تايمز

شارك الخبر على