نقاد «الملاك» ضعيف فنيا.. وأشرف مروان لم يكن جاسوسا لإسرائيل

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

حالة من الجدل أثارتها شبكة "نتفليكس" العالمية، بعدما عرضت فيلما إسرائيليا بعنوان "الملاك - The Angel" الذى تدور أحداثه حول قصة أشرف مروان سكرتير الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وزوج ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إذ يُظهر الفيلم "مروان" في دور جاسوس عمل يعمل لمصلحة إسرائيل من أجل المال وقدم لها "خدمات استخباراتية جليلة".

فيلم الملاك مأخوذه عن رواية وكتاب إسرائيلي بعنوان "الملاك الجاسوس الذي أنقذ إسرائيل" لكاتبه الإسرائيلي أوري بار جوزيف، ويُروج الكتاب إلى أن مروان كان جاسوسًا لإسرائيل ضد مصر، وليس عميلاً مزدوجًا.

الفيلم من إنتاج أميركي إسرائيلي استمر تصويره لنحو عام، وعرض الأسبوع الماضي، وهو يفتح الباب أمام عدد من التساؤلات بشأن المستوى الفنى للفيلم، وكيف بدّلت إسرائيل الحقائق من خلاله؟ وماهى حقيقية كون أشرف مروان جاسوسًا من عدمه؟ 

«التحرير» تواصلت مع عدد من النقاد الفنيين والخبراء فى صناعة السينما، لمعرفة رأيهم في الفيلم ومدى جودته؟ وكيف ترد مصر على هذا العمل  بالطريقة نفسها؟ 

وجهة نظر إسرائيلية

ماجدة خير الله الكاتبة والناقدة السينمائية، قالت إن :"حديث البعض عن فيلم "الملاك" وتزويرالحقائق فيه، أمر متوقع ومن الطبيعى عندما تنتج إسرائيل فيلما أن تعرض فيه وجهة النظر الإسرائيلة، وليست وجهة النظر المصرية، هو فيلم مؤخوذ عن رواية وكتاب يحملان وجهة نظر إسرائلية وهذا متفق مع المنطق".

وأضافت خيرالله فى حديثها لـ"التحرير"،: "مصر لم تنتج أى فيلم أو مسلسل تظهر فيه أشرف مروان على أنه بطلاً قوميا، كما تراه الدولة المصرية، وتركت الجانب الإسرائيلي يقوم بصناعة عملا فنيا يُوثق فيه الأحداث من وجهة نظره عن أشرف مروان، فلا يجوز بعد ذلك أن نتحدث عن مصداقية الفيلم وجودته".

متواضع فنيا

وتابعت خيرالله، "من الناحية الفنية، الفيلم متواضع، رغم أن السينما الإسرائلية بها عدد من الأفلام الجادة والمهمة، وصناعة السينما بها متقدمة، أما الحديث عن شكل المنازل في الفيلم فهذا أمر طبيعى لأن مصر لن تسمح بتصوير الفيلم فى مصر، فلجأوا إلى المغرب على اعتبار أنها أقرب إلى المنازل المصرية".

أما حديث البعض عن طريقة اللهجة فى الفيلم فهذا أيضا أمرمتوقع فليس من المعقول أن يعمل ممثلين مصريين بالفيلم، لذلك تم استقدام ممثلين من شرق أوروبا ممن يجيدون تحدث العربية وإن لم يكن بطلاقه".

وأشارت خيرالله إلى أن :"المآخذ على الفيلم متوقعة ومعلومة للجميع من قبل أن يتم إنتاجه، متابعة: الفيلم لم يحدث ضجة في الشارع المصرى، وإذا كنا نرغب فى الرد على هذا العمل من أجل إظهار الحقائق فيجب أن يكون عن طريق عمل مماثل يفوقه من حيث الجودة والقصة".

 أشرف مروان عمل بالمعامل المركزية للقوات المسلحة ثم مساعدًا للزعيم جمال عبدالناصر، وبعد وفاته أصبح المستشار السياسي والأمني للرئيس الراحل أنور السادات في عام 1970، وتوفي عام 2007 بعد أن سقط من شُرفة منزله بالعاصمة البريطانية؛ لندن.

كذبة إسرائيلية

الناقد الفنى طارق الشناوى قال إن:"الفيلم الإسرائلى "الملاك" هو كذبة إسرائيلية، ومحاولة لإظهار أشرف مروان على أنه جاسوسا إسرائليا، ونحن علينا دور كبير فى الحفاظ على الرموز المصرية وإظهار الحقيقة، وإظهار أشرف مروان على أنه بطل قومى لمصر".

وأضاف الشناوى لـ"التحرير"،: "مهما كانت الأخطاء التى شملها الفيلم إلا أنه أصبح وثيقة شعبية ضدنا ويجب الرد عليها من خلال عمل فنى محترم فيلم أو مسلسل، لا يكون على المستوى المحلى فقط، وإنما على المستوى العالمى وإظهار حقيقة الأمر".

غير مقنع

وتابع الشناوى: "العمل على المستوى الفنى فقير، ويعانى من ضعف اللهجة، ويفتقد إلى الإقناع، كما أن جزء كبير به تقليدى، فعلى سبيل المثال مشهد لقاء أشرف مروان بالقذافى خيالى ويفتقد إلى المصداقية" .

الفيلم يؤكد أن تعامل مروان مع كبار المسؤولين، جعله يتمكن من الوصول إلى معلومات حساسة، "كان يُقدمها لإسرائيل على مدار سنوات، حتى اكتسب الاسم الحركي "الملاك" وأنه كان يعمل جاسوسًا مزدوجًا من أجل المزيد من السلطة والمال".

الكاتب والسيناريست نبيل فاروق، استنكر الفيلم الإسرائيلي عن مروان، موضحًا أنه قرأ الرواية ولم يشهاد الفيلم ويعلم تمام العلم بأن إسرائيل تعتقد أنها لديها الآلة الإعلامية القادرة على قلب الحقائق.

 إسرائيل تضع ميكب

وأضاف "فاروق"، فى تصريحات له "لو صحت تلك الرواية بأن أشرف مروان كان عميلا لإسرائيل فيجب أن نطرح سؤالا أمام الجميع، لماذا لم يخبر مروان إسرائيل بموعد حرب أكتوبر؟

وتابع: "إسرائيل بتحاول تعمل ميكب لأكبر صفعة تعرضت لها في التاريخ، وهناك مجموعة شغلتها تُحسن هزائم المخابرات الإسرائيلية وتظهرها في شكل فوز"، مستنكرًا :"يعني لو هو جاسوس كان الرئيس المصري هيكرمه والرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك يمشي في جنازته".

شارك الخبر على