قوات «الباسيج» في العراق.. أداة قمعية لحماية المصالح الإيرانية

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

أثار تشكيل الحشد الشعبي في العراق لـ"قوات التعبئة الاحتياطية الطوعية"، ردا على الاحتجاجات التي شهدتها محافظة البصرة، حالة من القلق والخوف في الشارع العراقي.

فرغم تأكيد الحشد الشعبي على الطابع الخدمي والتطوعي لـ"قوات التعبئة" التي تم تشكيلها حديثا، إلا أن تزايد القمع والاعتقالات تسبب في خشية العديد من العراقيين من أن تتحول تلك القوات إلى أدوات قمع للبصريين عموما وللشباب المتظاهرين خصوصا، وخاصة بعد الإعلان عن عدد كبير من الاعتقالات مؤخرا في صفوف المتظاهرين بتهمة الاشتباه بمشاركتهم في إحراق القنصلية الإيرانية.

نسخة عراقية

وذكر بيان الإعلان أن التشكيل "جاء على خلفية الأحداث الأخيرة في البصرة وما جرى من استغلال لمطالب المتظاهرين، من قبل المخربين المدعومين من جهات خارجية لزعزعة استقرار البصرة ومحاولة المساس بالحشد الشعبي، مشيرا إلى أن واجب تلك القوات هو حفظ الأمن وحماية الممتلكات العامة وتقديم العون والخدمات لأهالي مناطقهم في الأحداث غير المتوقعة.

اقرأ أيضا : نار العقوبات الأمريكية على إيران تكوي «العراقيين» 
 

يرى مراقبون أن تأسيس "قوات التعبئة الاحتياطية" يعتبر نسخة طبق الأصل من جهاز قوات المتطوعين الإيراني والمعروف بالـ"الباسيج"، والذي أسسه نظام الملالي لقمع وملاحقة المعارضين له، ويتولى الباسيج الإيراني البطش والتنكيل بالمتظاهرين في المدن الإيرانية، وكان لهم الدور الأبرز في قمع الثورة الخضراء 2009، واستخدموا أشد الوسائل وحشية في التنكيل بالمحتجين حتى بالاعتداء على النساء.

مصادر عراقية، أشارت إلى أن المتطوعين في "قوات التعبئة" في العراق سوف يحصلون على رواتب وهويات أمنية وأسلحة يحق لهم استخدامها دون الرجوع لأي وزارة، وسوف يتم نشرهم بين صفوف المحتجين ورصد التحركات، ومن ثم العمل على قمعها والتنكيل بها، حسب "باسنيوز".

ويعتقد بعض النشطاء البصريين أنها ستكون نسخة عراقية لـ"الباسيج" الإيراني، حيث يرى الناشط العراقي أحمد البصري أن "تشكيل قوة تطوعية أمر خطير بتقديري، ويبدو لي أنها على غرار قوات (الباسيج) الموجودة في إيران".

اقرأ أيضا: هل يتسبب الصراع بين قادة الحشد الشعبي العراقي بإنهاء النفوذ الإيراني؟ 

وطالب البصري حكومة حيدر العبادي، باعتباره المسؤول الأول عن "هيئة الحشد الشعبي"، بـ"إصدار بيان واضح عن طبيعة هذه القوة التطوعية ونوعية المهام التي ستقوم بها، عليه أيضا أن يجيب عن سؤال: لماذا تشكلت في هذا الوقت بالذات".

كما كشف الناشط المدني نائل الزامل أنها "محاولة لتوسيع رقعة (الحشد) وتحويله إلى تنظيمات داخل المناطق، ومحاولة لعسكرة المجتمع، وأداة هيمنة وتجسس على المواطنين، على غرار ما كان يحدث في المنظمات الحزبية في عهد البعث المنحل".

وعن الطابع التطوعي لـ"قوات التعبئة"، يقول "الزامل" في الشكل تطوعية، وفي المضمون هي جمهور الأحزاب البسيط والفقير الذي لم يشترك في "الحشد الشعبي" سابقا، لكنهم سيحملون الأسلحة وهويات الحشد بالتأكيد.

الحشد لحرب أهلية

تقرير لمجلة "فورين بوليسي" حذر من أن مليشيا الحشد الشعبي المدعوم إيرانيا يقود العراق باتجاه صراع أهلي قائم على انقسامات سياسية واجتماعية ومظالم مزمنة.

وحسب التقرير أثبتت احتجاجات البصرة عدم اقتناع العراقيين بمبادرات مكافحة الفساد، مشيرا إلى أن هذا المزيج من السخط والإحباط الشعبي وافتقار الحكومة للمصداقية، أوجد أرضية لانتكاسة قريبة يغذيها تراكم الأسلحة والمنظمات العسكرية وغياب المؤسسات وكثرة السلطات البديلة ففي مناطق الجنوب حيث الغالبية الشيعية يتم توزيع السلطة بين الأحزاب والميليشيات والقبائل ورجال الدين.

اقرأ أيضا : تعويضات حرب «الثماني سنوات» تثير أزمة بين العراق وإيران 

 

وأشارت "فورين بوليسي" إلى أنه هتاك مؤشر على مواصلة طهران تدخلاتها في شؤون العراق، أوعز الملالي لمليشيا الحشد الشعبي تشكيل قوات "التعبئة الاحتياطية" بمكتب محافظة البصرة أسوة بمليشيا "الباسيج" في طهران، كرد على الحركة الاحتجاجية الأخيرة وحراق القنصلية الإيرانية.

ووفقاً لقناة "العربية" أشارت مصادر إلى أن مشروع تأسيس هذه القوات جاءت مشابهة لتشكيلات "الباسيج" الإيرانية، ويقدر قوامها بثلاثين ألف فرد كدفعة أولى، موضحة أن ضرورة انطلاق تأسيس هذه القوات في البصرة جاءت بعد حرق القنصلية الإيرانية في المحافظة.

وتدين تشكيلات الحشد الشعبي التي أدرجها رئيس الوزراء حيدر العبادي في أجهزة الأمن الرسمية، بالولاء المطلق لايران، ويعتبر الضابط الإيراني قاسم سليماني القائد اأاعلى لهذه الميليشيات، ويدل قوام الدفعة الأولى من "قوات التعبئة الاحتياطية" أو الباسيج العراقي على أنه تشكل لضرب المظاهرات.

شبه عسكرية

جهاز "الباسيج"، هو قوات تعبئة الفقراء والمستضعفين فهي قوات شبه عسكرية تتكون من متطوعين من المدنيين ذكور وإناث، أسست بأمر من القائد السابق للثورة الإسلامية روح الله الخميني في نوفمبر 1979.
تضم المنظمة الأصلية المدنيين المتطوعين وتتألف القوة غالبا من الشباب الإيرانيين، وتتبع "الباسيج" الحرس الثوري الإيراني الذي يتبع بدوره سلطة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران.

اقرأ أيضا : حرائق «العظيم» تشعل أزمة بين إيران والعراق 

للباسيج مقرات في المدارس والجامعات والدوائر الحكومية والمستشفيات والمساجد، كما لهم فروع نسائية وطلابية وطبية، إضافة إلى وجودهم بين المهندسين وأساتذة الكليات ورجال الدين لاستقطاب الناس لدخول الحرس الثوري أو قمع هؤلاء الناس عند معارضتهم إرادة النظام بأي قضية كما ينفذون عمليات الاعتقال ويسلمون المعتقلين للحرس الثوري أو الشرطة الإيرانية، وفقا لـ"العربية نت".

دورها في الحرب مع العراق

كان لتلك الميليشيا نشاط بارز أثناء الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، وفي انتخابات 2009، كما شارك "الباسيج" باللباس المدني في قمع الاحتجاجات على نتائج الانتخابات.
ويبلغ عددهم حاليا قرابة 90 ألف متطوع ومتطوعة، ويمكن أن يرتفع إلى مليون عند الحاجة.

شارك الخبر على