كيف أصبح محمود العسيلي أحد أبرز المطربين على الساحة الغنائية؟

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

محمود العسيلي، الذي عرفه الجمهور من خلال أغنية «مجنونة» فى 2004، التى حققت نجاحًا كبيرًا، نال بعدها شهرة واسعة، وكانت الباب الذي اقتحم من خلاله الساحة الغنائية، فهو حفيد قائد النهضة العلمية فى مصر، رفاعة الطهطاوي، لذلك لم تكن تتوقع عائلته أن يصبح يومًا مغنيا، ربما شاء والده أن يتولى ابنه منصب مرموقًا فى الدولة، لكون جده لأمه، كان عمدة المحلة الكبرى فى عهد الملك فاروق، لذلك لم يتقبل والده فكرة أن يختار ابنه الفن، وحينما أخبره بأن سيصبح مغنيًا أثناء دراسته بالجامعة الأمريكية، كانت صدمة كبيرة له حيث قال «ازاى ابنى يطلع مغني!».

بدأ «العسيلي» الغناء أثناء فترة دراسته بكلية الإعلام بالجامعة الأمريكية، حيث أسس فرقة غنائية خاصة به، حتى جاءت الحفلة الفارقة فى حياته والتى بسببها أصبح محمود العسيلي التي تحقق أغلب أغانيه ملايين المشاهدات على موقع «يوتيوب»، ففى رمضان 2002، وذلك حين نظمت الجامعة حفلة كبيرة للفنانة إليسا والفنان خالد سليم، وحينها تفاجأ الحضور بتواجد اسمه بجوارهما وسبقه لقب «نجم الجامعة الأمريكية»، وكانت تلك الخطوة فارقة فى حياته، حيث شاهده المنتج الفني أيمن عباس، وحينها أبدى إعجابه بموهبته، وعرض عليه أن يساعده بعلاقاته.

ويقول محمود العسيلي: «فضل يلف بيه شهرين على كل المنتجين اللى يعرفهم، اللى يقولى صوتك حلو جدا بس ألحانك وحشة، واللى يقولى ألحانك حلوة وصوتك مجاش، تقريبا كان عندهم الحق نسبيا لأنى لما بسمع صوتي زمان حسيت أني مجتش، غالبا هى مشيت بالبركة، أيمن قالى أنا هنتجلك، تعالى نعمل أغنية ونصورها ونشوف هيحصل أيه» وبالفعل قام بتسجيل أول أغنية له فى إبريل 2003، «نرجع تاني»، ولم تخرج هذه الأغنية للنور، ومن ثم سجل أغنية «مجنونة» من كلماته، حينها قرر الثلاثي أيمن عباس وحازم الكسيل وشامل أبوالفضل إنشاء شركة «فيوتشر للإنتاج الفني» من أجل إنتاج أول ألبوم لـ«العسيلي».

وفى العام التالى قدم «العسيلي» أول ألبوماته «رايح على فين» ضم الألبوم 8 أغاني، وهي: «ادى الحب، انسي، تبات ونبات، خايف من بكره، رايح على فين، سلام يا بلدي، مجنونة، نرجع تاني»، كانت أغنية «مجنونة» سببًا فى أن يحقق الألبوم نجاحًا كبيرًا، ومنذ هذا الوقت انطلق محمود العسيلي فى مسيرته الفنية ورسم لنفسه طريقًا مختلفًا؛ خاصة أن أغلب أغانيه تتكلم عن المرأة، بجانب حالة البهجة التي ترسمها أعماله.

أما ألبومه الثاني فاستغرق وقتًا أطول، حيث خرج للنور فى 2006، وضم نحو 8 أغانٍ وهي: «ولا لا، تررم، ملك مدينة، مين انا، متسبنيش، حكايتى معاك، هشوفك، حمدلله على السلامة، حاضر، الفستان الأبيض»، وحققت أغنية «تررم» نجاحًا كبيرًا كنظيرتها «مجنونة»، وأصبحت أغنية «الفستان الأبيض» فى ذلك الوقت، أغنية أساسية فى كل حفلات الزفاف، وكان هذا الألبوم من إنتاج شركة «مزيكا»، ومن ثم خاض أولى تجاربه فى التمثيل من خلال فيلم «خليج نعمة» فى 2007، والذي ضم مجموعة من النجوم غادة عادل، أحمد فهمي، السوري باسم ياخور، مي كساب وعايدة رياض، إخراج مجدي الهواري، ومنذ ذلك الوقت لم يفكر فى أن يخوض التجربة مرة أخرى، ربما لكونها لم تكن ناجحة.

بعد عامين قدم «العسيلي» ألبومه الثالث والثاني مع شركة «مزيكا»، وهو «طول ما انتى جنبي» الذى ضم 10 أغانٍ وهي: «إحساسك أيه، اصعب حاجة، بيتي ومطرحي، خليك قريب مني، زي ما انت، طراطير، طول ما انتى جنبي، فيكي الحياة، مش زى الأفلام، ولد رسام» وربما لم يحقق نفس حالة النجاح التي لازمته منذ بدايته، وفى 2012 أصدر آخر ألبوم له مع شركة مزيكا، وهو: «دنيا جديدة» وضم: 14 أغنية وهم: «مبسوط فى مكانك، عايشين، الأجزخانة، وراك وراك، نظرة فى عنيكى، هنخاف من أيه، انت منى، الليلة، ادينى بعيش، ست الستات، دنيا جديدة، اشتغلونى، عيشه حلوه، ضحكة».

وبجانب ما سبق، قدم العديد من الأغاني السنجل مع زملائه من بينهم بشري فى اغنية «تبات ونبات» والتى حققت نجاحًا كبيرًا، أغنية «يبقى أنت أكيد أكيد فى مصر» فى عام 2011، مع الفنانة مى سليم ومحمد كيلاني، ومنذ عامين قدم أغنية «كام واحد» مع مغني الراب زاب ثروت، ثم اتجه هو إلى طريقة السنجل لطرح أغانيه، وهذا بعد ألبومه الأخير عام 2012، وهو القرار الذي اتخذه بسبب الأزمات الكبرى التى شهدها سوق الكاسيت فى مصر، والنجاحات التي حققها الفنانون الآخرون مع السنجل.

اتجه محمود العسيلي إلى خوض تجربة الإنتاج لنفسه، كأغلب الفنانين الآن، بداية من الفنان عمرو دياب والذي أسس شركة «ناي» وأيضًا الفنان تامر حسني، الذي أنتج ألبومه الأخير «عيش بشوقك»، لكن «العسيلي» وجد أن الأفضل طرح الأغاني المنفردة وليس الألبوم، ومن أشهر أغانيه التي حققت ضجة كبيرة «يا ناس»، التي قدمها 2016، ونالت شهرة واسعة فى مصر والوطن العربي، واقتربت من 15 مليون مشاهدة على موقع «يوتيوب»، و«فرحة» التى أصبحت الشعار الرسمي لحفلات الزفاف، واقتربت من 10 ملايين مشاهدة، إضافة إلى «فوقي» و«بعدتي ومبعدتيش».

وذلك بجانب أغنية فيلم «الخلية» بطولة أحمد عز، الذي عرض العام الماضي، وتجاوزت إيراداته 55 مليون جنيه، شاركته فى غنائها الفنانة إصالة، وحققت نجاحًا كبيرًا وأخيرًا «مش مضمون» التى حققت نجاح كبيرًا، أما 2018 فقد شهد طرح 4 أغانٍ وهي: «في حته تانية، هي، خاينة بالاشتراك مع محمود الليثي، حلم بعيد، ولاد اللذينة، طلع حلو وبس».

فى النهاية، لا أحد ينكر اجتهاد الفنان محمود العسيلي، ونجاحه فى خلقة منطقة لنفسه بعيدًا عن جيله، وتطور أدائه الفني الملحوظ فى أعماله، ولكنه بدايته كأغلب الفنانين موهبة تبحث عن فرصة، وكان المنتج الفني أيمن عباس، هو الفرصة التي بسببها ظهر «العسيلي».

شارك الخبر على