مدرسة كفور النيل بلا أسوار.. ودورات المياه والمباني متهالكة (صور)

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

على بعد 3 كيلومترات عن مدينة الفيوم، تقع قرية كفور النيل التي يعيش أهلها في رعب دائم مع اقتراب بدء الموسم الدراسي الجديد، ودخول أبنائهم إلى المدرسة التي تحمل اسم القرية ولكنها في في الواقع «تحتاج إلى مدرسة»، فما أن تصل إلى المدرسة لتتعرف على أسباب المشكلة إلا وتجد ساحة كبرى تقع على الطريق السريع مباشرة، ويلعب فيها الأطفال كرة القدم وفروا هاربين فور رؤية الكاميرا، وعلى يسارك بقايا سور المدرسة الذي سقط منذ 10 أعوام، أمّا المدرسة فحدّث ولا حرج أسقف متساقطة، وشبابيك وأبواب مُتهالكة وبها كسور كبرى، ودورة مياه دون صنبور أو "حماّم" وصرف صحي خلف المدرسة تنبعث منه روائح كريهة.

وبُنيت مدرسة كفور النيل عام 1948، وكانت منزلًا لأحد أهالي القرية، إلا أنّه نظرًا لفقر القرية الشديد وانتشار الجهل بها لعدم وجود مدرسة، جعل صاحب المنزل يتبرع بها لتُصبح مدرسة لأبناء القرية، ونظرًا لأنه كان يعمل في التربية والتعليم، تحدث إلى وكيل وزارة التربية والتعليم آنذاك فوافق وأرسل له في اليوم التالي عربة كارو محملة بـ"المقاعد والمناضد"، وبدأ في تعليم طلاب القرية بنفسه بداخلها، وفي عام 1960 تم اعتماد المدرسة وأصبحت تابعة للتربية والتعليم بالفيوم، وتم عمل عقد إيجار بين صاحب الأرض والتعليم، ومنذ ذلك الوقت لم يتم تطوير المدرسة.

وقال محمد علي "أحد أهالي القرية"، أنّه بالرغم من بناء مدرسة جديدة في كفور النيل، إلا أنّه لم يتم نقل جميع الطلاب إليها، وتركوا عددًا من الطلاب في المدرسة مُعرضين حياتهم للخطر، من أجل عدم إخلاء المدرسة وتمكن أصحاب الأرض من استردادها، وأصبح أبنائهم مُهددين بالوفاة أسفل أنقاض المدرسة في أي وقت، لافتًا إلى أنّ المدرسة بها 6 فصول فقط كل فصل يمثل مرحلة ابتدائية، ويضم كل فصل ما بين 15 إلى 20 طالبًا وطالبة من الصف الأول الابتدائي وحتى الصف السادس، يدرسون في مدرسة متهالكة دون أسوار.

وأكدّ علي، أنّه لا يمر أي عام دراسي مرور الكرام، فكل عام تحدث كارثة، آخرها العام الماضي عندما انحرف تروسيكل عن مساره، وصدم طفلة في فناء المدرسة، وتم نقلها إلى المستشفى غارقة في دمائها، موضحًا أنه خلال الدراسة أثناء الاستراحة بين الحصص "الفسحة" يتم إيقاف طلاب الصف السادس الابتدائي حول المدرسة لمنع الأطفال من الاقتراب من الأسفلت حتى لا تصدمهم السيارات المارة، ورغم تكرار مطالبة الأهالي بنقل الطلاب إلى المدرسة الحديثة إلا أنه لا توجد أي استجابة لهم حتى الآن، وسيبدأ العام الدراسي وتتكرر المأساة طوال العام مرة أخرى.

وأشار علي، إلى أنّ المدرسة يسقط منها أجزاء من السقف على الطلاب خلال الدراسة، كما أنّ الشبابيك بها فتحات كبيرة وحولها بسبب تساقط قطع من الحوائط، أمّا الأبواب فأخشابها تركت بعضها البعض، وأصبح كل باب به فتحات كبرى، تدخل منها الحيوانات إلى داخل الفصل.

وأوضح، أنّ المدرسة تضم دورة مياه واحدة ليس بها صنبور أو "قعدة" ويقضي الأطفال حاجتهم على الأرض، أو خلف المدرسة حتى أصبح هناك مستنقع صرف صحي خلف المدرسة، أو يذهبون إلى منازلهم لقضاء حاجتهم ولا يعودون إلى المدرسة مرة أخرى، مؤكدًا أنّ التربية والتعليم تساعد طلاب المدرسة على التسرب من التعليم والهروب، وسلوكيات خاطئة في قضاء حوائجهم.

وقال إسلام، طالب بالصف الخامس، والذي كان يلعب الكرة في فناء المدرسة، أنهم تعودوا على سقوط قطع من السقف عليهم خلال الحصص، ومن يسقط عليه قطعة يضحكون عليه، بالإضافة إلى دخول الفئران إلى الفصول فيهرب بعض الطلاب من الفصل من شدة خوفه، ويطارد الآخرون الفأر ليقتلوه، موضحًا أنه تم نقل عدد من زملائهم إلى المدرسة الجديدة ولم يتم نقلهم ولا يعرف السبب.

وأشار إسلام، إلى أنّ المقاعد مكسورة ومن لا يتبقى له مكان يجلس على الأرض، وأحيانًا الفصل كله يجلس في فناء المدرسة على الأرض ويعلقون السبورة على الحائط ويشرح لهم المدرسين مثلما يحدث في "الكتاتيب".

وأكدّ محمود عبد الفتاح هديب، مدير إدارة غرب التعليمية، لـ«التحرير»، أنّه لا يستطيع إخلاء المدرسة إلا بعد صدور قرارًا من هيئة الأبنية التعليمية، والتي لم تُصدر أي قرارات بالإخلاء، مُشددًا على أنّه سيبدأ فورًا في فحص ملفاتها، ويذهب لمعاينة المدرسة، ويخاطب هيئة الأبنية التعليمية بسرعة إصدار قرار بإخلاء المدرسة ونقل الطلاب إلى المدرسة الجديدة.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على