رغم الخلافات.. «الناتو» يمنع إسرائيل من خوض حرب ضد تركيا

over 5 years in التحرير

رغم تاريخ العلاقات بين تركيا وتل أبيب، والتي بدأت مع اعتراف أنقرة كأول دولة إسلامية رسميًا بإسرائيل، فإن المصالح المشتركة بين الطرفين تأزمت في الآونة الأخيرة، وتحولت إلى صراع دبلوماسي، دفعت بموجبها الاحتلال إلى عرقلة صفقة الطائرت الأمريكية "F-35" المرسلة إلى الدولة العثمانية.

البداية كانت من خلال إدراج موقع "ماكو" الإسرائيلي تركيا ضمن الدول والكيانات التي تمثل تهديدًا لإسرائيل، إلا أنه استبعد نشوب حرب معها ما بقيت عضوًا في حلف الناتو، رغم الخلافات بين الدول الأعضاء.

في حين رأت وسائل إعلام تركية أن الموقع الإسرائيلي "ماكو" أدرج تركيا ضمن الدول والكيانات التي تشكل تهديدا للدولة العبرية، وأرجع ذلك إلى امتلاكها جيشا نظاميا متطورا، واحتضانها منظمات معادية لإسرائيل، علاوة على السياسات التي ينتهجها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلا أنه استبعد نشوب حرب معها طالما بقيت عضوًا في حلف "الناتو".

الموقع الإسرائيلي عاود التأكيد على أن تركيا تمثل تهديدًا لإسرائيل لأنها تدعم منظمات معادية، إلا أنه وصف درجة هذا التهديد بالمنخفضة.

اقرأ أيضًا: هل تنتهي الأزمة بين تركيا والولايات المتحدة؟ 

يفتاح شابير، الخبير في معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب قال: إن "تركيا لا تزال عضوًا في حلف الناتو، ولذلك فإن الحرب مع إسرائيل لن تكون مقبولة، لأن هذه المواجهة ستكون قرارًا سياسيًا بالانفصال عن الغرب في نهاية المطاف".

"شابير" أوضح أن أنقرة تبتعد الآن عن الغرب وتقترب من موسكو، فيما كانت في الماضي شريكًا لإسرائيل في التدريبات العسكرية.

فعلاقات تركيا لم تتدهور مع الولايات المتحدة إلا بعد أن اشترت منظومة الصواريخ الروسية "S-400"، والرئيس الأمريكي رونالد ترامب يرفض حاليًا تزويد أنقرة بمقاتلات الجيل الخامس "F-35" التي حصلت عليها إسرائيل.

"ماكو" العبري لفت إلى أن تل أبيب كان لها ضلع في قرار ترامب والكونجرس الأمريكي بوقف تسليم المقاتلات المتطورة لتركيا.

اقرأ أيضًا: تركيا تعاقب أمريكا.. والمعارضة تهاجم أردوغان 

كانت القناة الثانية العبرية قد ذكرت في وقت سابق، أنه خلال الفترة الأخيرة، بدأت جهات سياسية إسرائيلية بممارسة ضغوط شديدة لنقل صيانة محركات طائرات "إف 35" من تركيا إلى إسرائيل.

ونوهت بأن سلاح الجو الإسرائيلي غير راضٍ عن هذا الوضع، بادعاء أنه قد يكشف أسرارًا عسكرية ولذلك تردد بهذا الشأن، خاصة أن حدة التوتر المتصاعدة بين واشنطن وأنقرة قد تجد لها حلا. 

وتابعت أن الأزمة الحالية في العلاقات بين واشنطن وأنقرة بإمكانها فتح الباب على نقل صيانة المحركات من تركيا إلى إسرائيل، لتصبح بديلًا استراتيجيًا لواشنطن في المنطقة. 

أما النائب يائير لبيد، زعيم حزب "يوجد مستقبل" المعارض، فأشار إلى أن المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية المختلفة أبدت ترحيبًا بنقل صيانة محركات "f-35" إلى تل أبيب بدلًا من أنقرة.

اقرأ أيضًا: أمريكا ترحب بإغلاق قاعدة «إنجرليك».. وتستدعي أسطولها السادس بـ«المتوسط» 

"لبيد" أوضح أن الوقت حان لأن تتصرف إسرائيل بما يلائم سياستها ضمن الوضع الحقيقي في تركيا، وتوقف ترددها في اتخاذ خطوات ضد سياسة رئيسها، رجب طيب أردوغان العدائية في شتى المجالات.

القناة الثانية العبرية، أفادت بأن تركيا لن تغير سياستها تجاه إسرائيل، ويجب أن يستعد أردوغان لخيبات الأمل المتلاحقة، نظرًا لاستخدامه خطاب العداء لإسرائيل لكي يغطي على فشله في السياسة الاقتصادية لبلاده، وعلى إسرائيل أن لا تتخذ موقفًا دفاعيًا إزاءه.

أما الخبير الإسرائيلي "شابير" فعاود التأكيد أيضًا أن تل أبيب تشعر بقلق عميق من الاتجاه الذي تسير فيه تركيا تحت حكم الرئيس رجب طيب أردوغان الذي لا يتردد في الضغط على نقاط حساسة لمهاجمة إسرائيل لفظيًا، لكنه رأى أن سيناريو الحرب، أو أي مواجهة عسكرية، بين إسرائيل وتركيا خيالي.

Share it on