بعد انتشار التسريبات.. «البارانويا» تسيطر على البيت الأبيض

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

الشهر الماضي، نشرت أوماروسا مانيجولت نيومان مديرة الاتصالات السابقة في مكتب الاتصال العام بالبيت الأبيض، تسجيلًا لجلسة لها مع جون كيلي كبير موظفي البيت الأبيض، في غرفة العمليات الرئيسية بالبيت الأبيض، حيث أبلغها بإقالته.

وردًا على سؤال لماذا سجلت محادثتها مع كيلي؟ قالت مانيجولت نيومان في لقاء صحفي لها إن "الجميع يكذب داخل البيت الأبيض، يجب أن تحمي ظهرك".

وفي محاولة لوقف سيل التسريبات الذي يضرب البيت الأبيض منذ تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه في يناير 2017، كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أنه تم إدخال تغيير على سياسة استخدام الهواتف المحمولة في البيت الأبيض.

فمن الآن فصاعدًا، لن يُسمح لموظفي البيت الأبيض بترك هواتفهم المحمولة، حتى تلك التي منحتها لهم الإدارة الأمريكية، في خزائن في منطقة الدخول الصغيرة خارج غرفة العمليات، كما كان عليه الأمر خلال الأشهر التسعة عشر السابقة.

وبدلًا من ذلك، تم توجيه الموظفين إلى العودة ووضع أجهزة الهواتف المحمولة الخاصة بهم، والصادرة من البيت الأبيض في مكاتبهم أو إلى جانب هواتفهم الشخصية في خزانات بالقرب من مداخل المكتب التنفيذي في البيت الأبيض قبل الدخول إلى غرفة العمليات.

اقرأ المزيد: كتاب «المعتوه» عن «ترامب» من أكثر الكتب مبيعًا في أمريكا

وتم إجراء هذا التغيير بهدوء، لكن اثنين من كبار المسؤولين في الإدارة، أخبروا "سي إن إن" أنهم يعتقدون أنها كانت ردًا على التسريبات التي قامت بها مانيجولت نيومان.

وقالت الشبكة إن هذا التغيير في سياسة استخدام الهواتف المحمولة، والذي لم يتم الإبلاغ عنه من قبل، يشير إلى الجهود التي يبذلها البيت الأبيض لوقف سيل المعلومات المسربة.

ويأتي هذا الإجراء، وسط شعور متزايد من "البارانويا" والترقب، يسود البيت الأبيض في خلال الأيام الأخيرة، خاصة مع إصدار الصحفي الأمريكي المخضرم بوب وودوارد، اليوم الثلاثاء، كتابا يكشف عددًا من أسرار البيت الأبيض.

بالإضافة إلى ذلك، كانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قد نشرت مقالًا غير معروف مؤلفه، وصفته بأنه مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، يشير إلى وجود "مقاومة" داخل البيت الأبيض لمنع ترامب من "ارتكاب حماقات".

وتعد هذه الخطوة هي ثاني تغيير مهم في سياسة استخدام الهواتف المحمولة داخل البيت الأبيض، منذ أن فرض جون كيلي حظرًا على استخدام الهواتف الشخصية في المكتب التنفيذي في يناير الماضي.

اقرأ المزيد: «المقاومة» داخل البيت الأبيض: لا نثق في ترامب

وأشارت "سي إن إن" إلى أن ترامب ومساعدوه الكبار فشلوا في السيطرة على تسرب المعلومات التي تضر بإدارته، على الرغم من الجهود المبذولة لإبعاد المشكوك في تورطهم في عمليات التسريب.

وتوسع مفهوم ترامب القديم بأن بعض مساعديه يعملون بنشاط لتقويضه، بعد إصدار كتاب وودوارد، الذي يضم وجهات نظر من مسؤولين في إدارته تشكك في قدرته على القيادة.

وفي خضم الفوضى، نشرت مانيجولت نيومان شريطًا آخر يوم الإثنين، في برنامج "ذا فيو" على شبكة "إيه بي سي"، يضم محادثة بين ترامب والمتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، والمسؤولة السابقة في الإدارة هوب هيكز، والتي تشرح كيفية ربط التحقيق في التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة السابقة، بحملة منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وعلى الرغم من أن عدد من المسؤولين حاول التقليل من شأنهما، فقد تأثر ترامب خلال الأيام الأخيرة بكتاب وودوارد، ومقال "نيويورك تايمز"، وقال للمقربين منه إنه يعرف أن هناك أشخاصًا في إدارته كانوا يعملون ضده، وأضاف أن المقال يُعد خيانة وينبغي أن تحقق وزارة العدل فيه.

وحاول المسؤولون تهدئة مخاوف الرئيس من احتمالية كون كاتب المقال شخصًا في دائرته الداخلية، يحاول إثارة الشكوك داخل أروقة البيت الأبيض.

اقرأ المزيد: «لستُ أنا».. مسؤولو إدارة ترامب يتنصلون من مقال «نيويورك تايمز»

وصرحت كيليان كونواي مستشارة الرئيس، في مقابلة على شبكة "سي إن إن" أن "الرئيس قال اليوم إنه يعتقد أن كاتب المقال، شخص ما في مجلس الأمن القومي".

ورحب ترامب بفكرة اقترحها السيناتور الجمهوري راند بول، بإجراء اختبارات للكشف عن الكذب للموظفين الذين يعملون في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض.

شارك الخبر على