«ترهيب» الأعداء

أكثر من ٥ سنوات فى الشبيبة

طهران -واشنطن-عواصم-وكالات:تشن الولايات المتحدة الأمريكية وإيران حرباً إعلامية متبادلة في ظل تصاعد التوتر بين البلدين مع قدوم الجمهورين إلى البيت الأبيض برئاسة دونالد ترامب.. فقد حث الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي القوات المسلحة الإيرانية على زيادة قدراتها «لترهيب» الأعداء في الوقت الذي تواجه فيه بلاده توترات متزايدة مع الولايات المتحدة وتريد واشنطن إرغام طهران على إنهاء برنامجها النووي ووقف دعمها لجماعات متشددة في سوريا والعراق.ونقل الموقع الرسمي لخامنئي قوله خلال مراسم تخريج دفعة جديدة من ضباط الجامعات العسكرية «لتعززوا قدراتكم قدر المستطاع لأن قوتكم ترهب العدو وترغمه على التراجع».وأضاف: «لقد أثبتت الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني بصمودها أمام أمريكا أنه في حال لم يخش شعب ما غضب الجبابرة ووثق بقدراته واستند إليها فسوف يدفع القوى العظمى نحو التراجع والاستسلام».واتهم الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي الولايات المتحدة وإسرائيل بشن حرب إعلامية لتثبيط عزيمة الإيرانيين، وجاء تصريحه في وقت تواجه فيه البلاد متاعب اقتصادية بعد إعادة فرض العقوبات الأمريكية عليها.تطوير القدراتفيما أكد مستشار المرشد الإيراني للصناعات العسكرية، العميد حسين دهقان، أن طهران قادرة على تطوير ما تمتلكه من صواريخ خلال فترة زمنية وجيزة، مشيراً إلى أنه يعتقد أن أمريكا وإسرائيل لم يقرروا خوض حربا مباشرة مع إيران.وقال دهقان في مقابلة تلفزيونية مع فضائية «روسيا اليوم»: «نحن قادرون على تطوير ما نمتلكه من صواريخ خلال فترة زمنية وجيزة جداً، ووفقاً للتهديدات الحالية، قدراتنا الصاروخية كافية للمواجهة، لكن في حال تغيرت التهديدات وظهرت حاجة للرد على تلك التهديدات، فلن يكون هناك أي عائق أمام زيادة مدى صواريخنا».لا للتفاوضوأكد دهقان مجدداً أن إيران لن تتفاوض على قواتها الصاروخية، وقال: «قدراتنا الصاروخية غير قابلة للتفاوض، لأنها قضية وجود أو عدم وجود، إنها مسألة هيبة وشرف واستقلال وثقة وطنية، لا يمكن الحوار بشأنها، وفي حال تصور الأمريكيون أنه يمكنهم التفاوض معنا بشأنها، فهم متفائلون جداً، وحساباتهم خاطئة، لذا فلن نتفاوض حول منظومتنا الصاروخية في أي ظرف كان».وأضاف: «دهقان «فتنة كبيرة تقودها أمريكا وإسرائيل والسعودية في المنطقة،-بحسب تعبيره- ولا نعتقد أن الأمريكيين أو الإسرائيليين قرروا خوض حرب مباشرة مع إيران، لكن يمكن أن يشنوا عمليات عسكرية ضد حلفائنا تحت ذرائع أخرى في سوريا والعراق، وهذا سيكون له تداعياته، وكل قرار سيكون له ثمن». وحول الدور السعودي، قال المسؤول الإيراني: «هي لا تتمتع بقدرات سياسية واقتصادية وجغرافية كبيرة كي تشن حربا على إيران».تصاعد الأعباءوفقد الريال الإيراني ثلثي قيمته هذا العام بينما كانت البلاد تواجه خطر العقوبات التي أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضها بعد أن قرر انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الموقع في 2015 بين إيران والقوى الكبرى.وتصاعدت أيضاً أعباء المعيشة مما أدى لمظاهرات متفرقة ضد التربح والفساد صاحبها ترديد هتافات مناوئة للحكومة.ونقل التلفزيون الإيراني عن خامنئي قوله: «هدف الحرب الإعلامية هو إثارة القلق... والتشاؤم بين الناس تجاه بعضهم البعض وتجاه السلطات وتضخيم المشاكل الاقتصادية في عقول الشعب».وقال: «بناء على معلومات مخابراتنا، وضعت وكالات التجسس الأمريكية والصهيونية (الإسرائيلية)، بتمويل من أثرياء منطقتنا، الترتيب لهذه الحرب الإعلامية وتخطط وتحاول تسميم الفضاء الإعلامي والعقول في مجتمعنا».ضرب المنشقينونقلت وكالات أنباء إيرانية أمس الأول الأحد عن الحرس الثوري الإيراني قوله إنه أطلق سبعة صواريخ على منشقين أكراد إيرانيين متمركزين في العراق مما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 11 قتيلا أمس.وقال مسؤولون أكراد عراقيون إن إيران هاجمت قاعدة جماعة كردية إيرانية معارضة مسلحة في شمال العراق السبت الفائت مما أدى إلى مقتل 11 شخصا على الأقل وإصابة عشرات آخرين.وقال الحرس الثوري في بيان نقلته وكالة فارس الإيرانية للأنباء «في عملية ناجحة، استهدفت الوحدة الجوية التابعة للحرس ووحدة طائرات مسيرة تابعة للجيش... اجتماعا لجماعة إجرامية ومركزا تدريبيا إرهابيا بسبعة صواريخ أرض أرض قصيرة المدى».رسائل وضغوطاتقال الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة بثها التلفزيون الرسمي إن الولايات المتحدة تبعث رسائل لإيران باستمرار لبدء مفاوضات.وقال روحاني: «يحاولون من جانب الضغط على الشعب الإيراني ومن جانب آخر يبعثون لنا برسائل يومياً من خلال وسائل مختلفة بضرورة أن نأتي ونتفاوض معا».وأضاف: «(يقولون) علينا التفاوض هنا، علينا التفاوض هناك. نريد حل هذه القضايا... هل ينبغي أن نستجيب لرسائلكم؟ أم ننظر إلى أفعالكم الوحشية؟»وهاجم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الانتقادات الأمريكية للسياسة الإيرانية في المنطقة من خلال تغريدة على تويتر السبت.وكتب ظريف يقول: «تقلبات نظام ترامب فكاهية حقاً.. في أسبوع، تكون نقطة حوارها أننا ‭»‬نهدر‭»‬ مواردنا في الخارج، وفي الأسبوع التالي تكون أننا لم ندعم الفلسطينيين مالياً بما يكفي».استغلالواتهم ظريف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتخطيط «لاستغلال» رئاسته جلسة لمجلس الأمن الدولي في انتقاد إيران.وكانت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي قد قالت: إن ترامب سيرأس اجتماعا لمجلس الأمن بشأن إيران هذا الشهر لتسليط الضوء على «انتهاكاتها للقانون الدولي» خلال التجمع السنوي لزعماء العالم في نيويورك. وكتب ظريف على تويتر أن ترامب «يعتزم استغلال رئاسة مجلس الأمن لتوجيه جلسة... إلى لوم إيران على فظائع أشاعتها الولايات المتحدة وعملاؤها في أنحاء الشرق الأوسط.. بجاحة».صيانة الاتفاقوفي واشنطن، قال ترامب: إنه ما زال منفتحاً إزاء إمكانية إجراء محادثات بين واشنطن وطهران، لكنه أشار إلى أن إيران في حالة اضطراب وتكافح من أجل البقاء.وأضاف: «إيران في حالة اضطراب الآن. إنهم في حالة اضطراب كاملة».ومضى يقول: «إنهم قلقون فحسب الآن على بقائهم كبلد... سنرى ما يحدث مع إيران وما إذا كانوا يريدون إجراء محادثات أم لا.. الأمر يعود لهم وليس لي. سأظل دائماً مستعداً لكن لا يهم في أي اتجاه».وقال ترامب في مايو الفائت: إنه يرغب في لقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني دون شروط مسبقة لبحث سبل تحسين العلاقات وهو ما رفضه روحاني.وعندما سئل إن كان يريد لقاء روحاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة قال ترامب، الذي سيترأس جلسة لمجلس الأمن الدولي عن إيران هذا الشهر: «هذا أمر ممكن. كل شيء ممكن. كل شيء ممكن. سنرى»

شارك الخبر على