ساعة الصفر في إدلب

أكثر من ٥ سنوات فى الشبيبة

طهران-موسكو-دمشق-رويترز-وكالات:باتت الصورة واضحة حول وضع محافظة إدلب السورية آخر معقل للجماعات المسلحة وكذلك جماعتين إرهابيتين إذ تصر دمشق وحلفاؤها الروس والإيرانيين على عودة إدلب تحت سلطة الحكومة السورية وإخراج المسلحين منها. ويواجه 50 ألف مسلح في إدلب السورية عزماً روسياً على إخراجهم من المحافظة عبر إلقاء السلاح أو المصالحة أو القتال فقد رفضت روسيا وقفاً لإطلاق النار من شأنه أن يمنع هجوماً للحكومة السورية على إدلب والذي تخشى الأمم المتحدة أن يسبب كارثة إنسانية تحل بعشرات الآلاف من المدنيين.التفاوض أو الحل العسكريواتفق الرئيس التركي رجب طيب أردوجان ونظيراه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني في بيان ختامي عقب اجتماعهم في طهران على أنه لا يوجد حل عسكري للصراع وأنه يجب حله من خلال عملية تفاوض سياسية.ومع قيام الطائرات الحربية السورية والروسية بضربات جوية في إدلب في تمهيد محتمل لهجوم واسع، عارض بوتين وروحاني دعوة أردوجان إلى الهدنة.وقال الرئيس التركي: إنه يخشى حدوث مجزرة وإن بلاده لا يمكنها استيعاب تدفق المزيد من اللاجئين عبر الحدود. لكن بوتين قال: إن وقف إطلاق النار سيكون بلا فائدة ولن يشمل الجماعات المتشددة التي تعتبر مثل جبهة النصرة وجبهة تحرير الشام. وقال روحاني إن سوريا يجب أن تستعيد السيطرة على كل أراضيها.وإدلب آخر معقل كبير في أيدي الجماعات المسلحة والهجوم الحكومي قد يكون آخر معركة كبيرة في الحرب.وقال أردوجان في تصريحاته في بداية الاجتماع إن وقف إطلاق النار في إدلب سيكون نصراً للقمة.ورد بوتين قائلاً: «الواقع هو أنه لا يوجد ممثلون للمعارضة المسلحة هنا حول هذه الطاولة. كما لا يوجد ممثلون لجبهة النصرة أو داعش أو الجيش السوري».وتابع: «أعتقد بشكل عام أن الرئيس التركي على صواب. سيكون هذا جيداً. لكن ليس بوسعي الحديث نيابة عنهم والأهم من ذلك هو أنني لا يمكنني الحديث نيابة عن إرهابيين من جبهة النصرة أو داعش لأقول إنهم سيوقفون إطلاق النار أو استخدام الطائرات المسيرة المزودة بالقنابل».وذكر الموقع الإلكتروني الرسمي للزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي أنه قال في اجتماع مع بوتين إن باستطاعة إيران وروسيا العمل معا لكبح جماح الولايات المتحدة وإن سوريا مثال جيد على كيفية كبح جماحها.وقال خامنئي «من بين القضايا التي يمكن للجانبين التعاون فيها كبح جماح أمريكا. ذلك لأن أمريكا خطر على الإنسانية وهناك إمكانية لكبحها».وأضاف: «مني الأمريكيون بهزيمة حقيقية في سوريا ولم يبلغوا أهدافهم».واتفق الرؤساء في البيان الختامي على ضرورة القضاء على تنظيم داعش وجبهة النصرة والجماعات الأخرى المرتبطة بتنظيم القاعدة والمصنفة باعتبارها إرهابية. لكنهم أضافوا أن هناك جماعات معارضة مسلحة أخرى يمكن أن تنضم إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار.ودعا البيان المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى زيادة المساعدات الإنسانية لسوريا والمساهمة في استعادة خدمات البنية التحتية.وأضافوا أنه يجب بذل الجهود لتهيئة الظروف من أجل عودة اللاجئين بأمان.معركة رهيبة ودمويةقال روحاني إن المعركة في سوريا ستستمر حتى يتم طرد المتشددين من البلد بالكامل لا سيما في إدلب لكنه أضاف أن أي عمليات عسكرية يجب أن تتفادى الإضرار بالمدنيين. ودعا كل المسلحين في سوريا إلى إلقاء السلاح والسعي للتوصل إلى نهاية سلمية للصراع.وقال: «المعركة ضد الإرهاب في إدلب جزء لا يتجزأ من مهمة إعادة السلام والاستقرار إلى سوريا، لكن هذه المعركة ينبغي ألا تؤذي المدنيين وتفضي إلى انتهاج سياسة الأرض المحروقة».وقال أردوجان إنه لم يعد بوسع تركيا أن تستقبل المزيد من اللاجئين من سوريا إذا نفذت دمشق الهجوم. واستقبلت تركيا 3.5 مليون لاجئ من سوريا منذ بدء الحرب في 2011.وأضاف: «مهما كانت المبررات هناك هجوم... سيسفر عن كارثة ومجزرة ومأساة إنسانية».وأضاف: «سيتدفق الملايين على حدود تركيا لأنه لا مكان آخر لديهم. استنفدت تركيا طاقتها لاستضافة اللاجئين».ولم تشارك الحكومة السورية في القمة كما لم تشارك الولايات المتحدة أو قوى غربية أخرى.وتعرضت الولايات المتحدة لانتقادات من جميع الأطراف فيما يسلط الضوء على الطبيعة المعقدة للصراع السوري.وقال روحاني: إنه يجب على الولايات المتحدة إنهاء وجودها في سوريا، بينما قال أردوجان إن بلاده «منزعجة بشدة» من دعم واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية السورية والتي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية مرتبطة بالانفصاليين الأكراد في تركيا.وحدة سورياقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزا، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي حول إدلب، الجمعة، إن على السلطات السورية أن تناضل من أجل الحفاظ على وحدة البلاد.وقال نيبينزا، موجها الحديث إلى المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستافان دي ميستورا «تصريحاتكم جاءت في الوقت المناسب، حول أن للسلطات السورية الحق الكامل بالكفاح لإعادة السيطرة على كامل أراضي البلاد، وعلاوة على ذلك، هذا واجب الحكومة السورية أمام الشعب». وأعلن فاسيلي نيبينزيا، أن حوالي 50 تشكيلا مسلحا ينشط في منطقة إدلب، مشيرا الى أن عدد المسلحين يصل لحوالي 50 ألف مسلح.وقال نيبينزيا خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي: «ينشط ما بين 40 و 45 تشكيلاً إجرامياً في منطقة خفض التصعيد في إدلب، ويصل إجمالي عددهم لحوالي 50 ألف مسلح».

شارك الخبر على