مقترح "رومانسي" من دي ميستورا.. مظاهرات وشموع في إدلب

أكثر من ٥ سنوات فى البلاد

في مقترح وصف بالرومانسي أو البعيد عن التحقق، دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا الجمعة أمام مجلس الأمن الدولي إلى توجيه إنذار للمسلحين في إدلب من أجل إخلاء المناطق السكنية في المحافظة، التي تقف على شفير كارثة إنسانية إذا ما شن النظام السوري هجومه.

وقال دي ميستورا إنه من أجل فرض رحيل الجماعات المسلحة، يمكن تنظيم "حملة كبرى" من قبل "ثلاثة ملايين مدني يرغبون في إسماع أصواتهم"، مشيراً إلى تظاهرات في هذا الاتجاه مع "إضاءة الشموع في بعض الأحيان"، وفق تعبيره.

وأتى اقتراح المبعوث الأممي، في حين شهدت إدلب الجمعة تظاهرات مناهضة للنظام، ورافضة الهجوم على المحافظة، ورفع المتظاهرون شعارات تتمسك بما أسموه "المقاومة" ضد النظام.

إلى ذلك، طالب دي ميستورا بتوجيه "إنذار" إلى المسلحين لإخلاء المناطق السكنية، كما طالب بتحديد ممرات للسماح للمدنيين بمغادرة إدلب في ظل عملية عسكرية كبيرة وشيكة.

وقال في اتصال بالفيديو خلال اجتماع خاص لمجلس الأمن حول #إدلب عقد بمبادرة من واشنطن التي ترأس المجلس في أيلول/سبتمبر "يجب توجيه إنذار نهائي إلى جميع المسلحين لمغادرة المناطق المأهولة "في محافظة إدلب.

وهذه الفكرة أطلقها "المجتمع المدني" في إدلب ، كما قال دي ميستورا.

وبعد الاجتماع، عبر العديد من الدبلوماسيين الغربيين عن شكوكهم إزاء إمكانية تجسيد الفكرة، معتبرين أن النظام السوري لا يفرق بين المجموعات الإرهابية والمعارضة المسلحة.

في حين أوضح مبعوث الأمم المتحدة أن "الإنذار" سيتم توجيهه بالتزامن مع "التزام من جانب روسيا وسوريا بعدم شن هجمات عسكرية" في إدلب.

وقال في هذا السياق إن "روسيا وتركيا يجب أن تكونا الضامنتين لمثل هذه الخطة التي ستدعمها الأمم المتحدة".

كما طالب دي ميستورا بـ "منح الناس ممرًا آمنًا إلى الأماكن التي يختارونها إذا أرادوا المغادرة".

وأضاف "يجب أن نسمح بفتح عدد كاف من ممرات الإجلاء الطوعي المحمية للمدنيين في أي اتجاه الشرق والشمال والجنوب" ، مضيفا أن الأمم المتحدة ستكون موجودة هناك.

50 ألف مسلح في إدلب

من جهته، قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ، فاسيلي نيبينزيا إنه توجد في إدلب "40 إلى 45 فرقة مسلحة تمثل 50 ألف شخص".

وأضاف أن جبهة النصرة التابعة لتنظيم #القاعدة تضم "16 ألف شخص" وأن "المستعدين للمصالحة أو التهدئة" يمثلون "13 ألف شخص"، رغم أن هذه الأرقام لا يمكن تأكيدها بشكل مستقل.

أما سفير النظام السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، فقال في هذا الصدد إن حكومته تخطط لإجلاء المدنيين من مناطق القتال، كما حدث في الماضي في #حلب أو #الغوطة الشرقية.

فصائل إدلب تحفر الخنادق وتستعد لهجوم النظام

في حين لم تسفر قمة طهران التي جمعت إيران، وتركيا وروسيا، عن اتفاق واضح بشأن إدلب، ففي حين تمسك الروس والإيرانيون بحق النظام بتطهير إدلب من "الإرهابيين"، تمسكت تركيا بالهدنة، تفادياً لحمام الدم الذي يمكن أن يقع.

يذكر أن مجلس الأمن عقد اجتماعاً تزامناً مع اتفاق رؤساء إيران حسن روحاني وروسيا فلاديمير بوتين وتركيا رجب طيب أردوغان خلال قمة في طهران على العمل ب"روح التعاون" لتحقيق الاستقرار في إدلب.

ومن المقرر أن يجري مبعوث الأمم المتحدة محادثات مع الجهات الضامنة الثلاثة، تركيا وروسيا وإيران الأسبوع المقبل في جنيف حول الأزمة في إدلب.

"ترخيص بالقتل بأسلحة أخرى"

وفي اجتماع غير رسمي عقده الجمعة الاتحاد الأوروبي انتقدت المعارضة السورية دعوات الغربيين إلى عدم استخدام الأسلحة الكيمياوية في إدلب.

وقال هادي البحرة رئيس الفريق المفاوض عن المعارضة في جنيف إنه ميدانياً "الناس يفهمون ذلك على أنه ترخيص بالقتل بأسلحة أخرى". واعتبر أنه "لازال ممكنا تفادي مجزرة" في إدلب ويجب دعم تركيا بهذا الصدد.
وكانت تركيا دعت في اجتماع طهران الجمعة إلى وقف لإطلاق النار في إدلب لكن دون أن تنضم إليها إيران وروسيا.

يذكر أن أكثر من 350 ألف شخص قتلوا في الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أعوام في سوريا، لكن دبلوماسيين من الأمم المتحدة يخشون من أن يؤدي الهجوم على إدلب إلى كارثة إنسانية.

شارك الخبر على