«لستُ أنا».. مسؤولي إدارة ترامب يتنصلون من مقال «نيويورك تايمز»

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

واحدًا تلو الآخر، نفى أعضاء إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كتابة المقال الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، لكاتب مجهول وصف نفسه بأنه أحد الأعضاء البارزين في إدارة ترامب، هاجم فيه الرئيس الأمريكي، 

كاتب المقال كان هدفًا لهجوم شديد من الرئيس الغاضب، ومحل تخمين سواء على شاشات التليفزيون وعلى الإنترنت وفي وسائل التواصل الاجتماعية، حتى أن السيناتور الجمهوري راند بول، أحد كبار المؤيدين لترامب، قد أوصى بأن يجبر الرئيس أعضاء إدارته على الخضوع لاختبار كشف الكذب، وهو الأمر الذي نوقش بين بعض مستشاري الرئيس.

خيار آخر ذكره أشخاص مقربون من ترامب، يتضمن مطالبة كبار المسؤولين التوقيع على إقرارات مع حلف يمين يمكن استخدامها في المحكمة إذا لزم الأمر.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن أحد المستشارين بالإدارة الأمريكية، قوله إن البيت الأبيض لديه قائمة تضم حوالي 12 مشتبها بهم.

اقرأ المزيد: «المقاومة» داخل البيت الأبيض: لا نثق في ترامب

وقال نائب الرئيس مايك بنس "إن أي شخص يكتب مقالة افتتاحية دون ذكر اسمه، يتهم فيها الرئيس الذي قاد البلاد بشكل استثنائي، يجب ألا يعمل لصالح هذه الإدارة"، مضيفًا أنه "يجب عليه أن يفعل الشيء المشرف وأن يستقيل".

من جانبها أشارت سارة هوكابي ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض، إلى أن كل من يريد أن يعرف هوية هذا "الجبان المجهول" يجب أن يتصل بـ "نيويورك تايمز"، ونشرت على تويتر رقم هاتف الصحيفة، وكتبت "هم الوحيدون المتواطئون في هذا الفعل المخادع"، مضيفة أنه "يجب أن نقف متحدين معا ونؤيد رئيسنا دونالد ترامب".

حتى ميلانيا ترامب زوجة الرئيس، انضمت إلى قائمة المنددين بالمقال، وقالت في بيان "بالنسبة إلى كاتب المقال، أنت لا تحمي هذا البلد، فأنت تخربه بأفعالك الجبانة".

وترى الصحيفة الأمريكية أن هذا المقال، إلى جانب الكتاب الجديد للصحفي المخضرم بوب وودوارد بعنوان "خوف"، قد صور هذه الإدارة بأنها تضم مجموعة من "الأبطال المجهولين" الذين يشكلون "مقاومة" في مواجهة الرئيس "لمنعه من إصدار أوامر متعجلة ومحاولة تجاهل تلك التي تم إصدارها" وفقًا لكاتب المقال.

وقام مسؤولون في البيت الأبيض بالتواصل مع أفرع الإدارة الأمريكية، للسؤال عما إذا كان وزراء في الحكومة يقفون وراء هذا المقال وجمعوا العديد من بيانات النفي.

وهو ما أعقبه ظهور مسؤولون كبار في إدارة الرئيس الأمريكي في وسائل الإعلام المختلفة أو إصدار بيانات مكتوبة يتنصلون فيها من هذا المقال.

اقرأ المزيد: ترامب يكشف تعرضه لخيانة داخل البيت الأبيض

وكان من بين أولئك الذين تنصلوا من المقال نائب الرئيس مايك بنس؛ ووزير الخارجية مايك بومبيو، ووزير الدفاع جيم ماتيس، ووزير الخزانة ستيفن منوشين، بالإضافة إلى وزير العدل جيف سيشنز، وكيرستين نيلسن وزيرة الأمن الداخلي؛ وجون بولتون مستشار الأمن القومي، ودان كوتس مدير الاستخبارات الوطنية.

وشارك في هذه الخطوة وزراء الزراعة والتجارة والتعليم والطاقة والصحة والخدمات الإنسانية والإسكان والتنمية الحضرية والداخلية والعمل والنقل وشؤون المحاربين القدامى بالإضافة إلى مديرا وكالة الاستخبارات المركزية، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، والممثل التجاري للولايات المتحدة، والقائم بأعمال رئيس وكالة حماية البيئة، وسفراء أمريكا لدى الأمم المتحدة وروسيا.

إلا أن الصحيفة أشارت إلى أنه حتى هذا النفي القاطع لمسؤولي الإدارة قد لا يكون مفيدًا لتهدئة ترامب وتجنب غضبه، مشيرة إلى حالة مارك فيلت، نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي خلال عهد الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، والذي نفى أن يكون مصدر المعلومات التي حصل عليها الصحفيان بوب وودوارد وكارل بيرنشتاين لفضح قضية "ووترجيت"، ليكشف عن نفسه بعد ثلاثة عقود.

وفحص الصحفيون والسياسيون ومستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي المقال بحثًا عن أدلة قد تكشف هوية كاتبه، حيث دفعت الإشارة المثيرة للإعجاب للسيناتور جون ماكين، وذكر جنازته نهاية الأسبوع الماضي، البعض إلى التركيز على المسؤولين الذين قد يكون لهم روابط سابقة معه أو حضروا جنازته.

وكان من بين مستشارين ترامب الذين حضروا الجنازة كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي، وجون هانتسمان سفير البلاد في روسيا؛ ورودولف جيولياني محامي الرئيس؛ وجون بولتون ودان كوتس، بالإضافة إلى ابنة الرئيس إيفانكا ترامب، وزوجها جاريد كوشنر.

اقرأ المزيد: رغم وفاته.. ماكين يصدر أزمة جديدة لترامب

وأدى استخدام الكاتب لكلمة "lodestar" أو "الهادي" إلى البحث عن أولئك المعروف عنهم استخدام هذه الكلمة، وبما أن وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر استخدم هذه الكلمة في خطابه خلال جنازة ماكين، تساءل البعض عما إذا كان ذلك يعني أن صاحب المقال كان حاضرًا للجنازة.

شارك الخبر على