«فوستوك ٢٠١٨».. روسيا تستعد لحرب عالمية جديدة بالنووي

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

في الفترة من الحادي عشر إلى الخامس عشر من سبتمبر الجاري، تجرى روسيا مناورات "فوستوك 2018" التي تعد الأكبر منذ مناورات "زاباد 1981".

وبحسب وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، سيشارك في هذه المناورات نحو 300 ألف جندي روسي، وأكثر من ألف طائرة، وقطع بحرية من أسطول المحيط الهادئ وأسطول الشمال، وجميع القوات المحمولة جوًا، بما في ذلك 30 طائرة  هليكوبتر، وعناصر من الجيشين المنغولي والصيني.

شبكة "إيه بي سي" الأسترالية، تساءلت عما يمكن استخلاصه من هذه المناورات، مشيرة إلى المزاعم التي تقول إن المناورات ستتضمن ظروفا أشبه بظروف القتال الحقيقية.

مضيفة أن العديد من المراقبين ركزوا على حجم ونطاق هذه المناورات، وعلى مشاركة الصين، إلا أنها أكدت أن هناك أبعادا أخرى يمكن النظر إليها في "فوستوك 2018".

فمن الواضح أن روسيا تتدرب على شن حرب واسعة النطاق، ولكن بما أن موسكو في حالة استعداد قصوى ضد حلف الناتو وأوكرانيا، فمن المرجح أن تختبر مناورات "فوستوك 2018" قدرة روسيا على تعبئة مجموعة كاملة من جنود الاحتياط ووضع عدة جيوش تحت تصرفها.

علاوة على ذلك، بما أن جميع المناورات تضم تمارين نووية كبيرة، ومشاركة من أساطيل روسيا النووية، فإن هذا يعد مثالًا آخر على التمرن على ظروف العمليات النووية.

حرب عالمية نووية

ترى الشبكة أنه بحكم وجودها في آسيا، يمكن لروسيا أن تتجاهل تنبيه المراقبين الغربيين بشأن ما سيحدث في هذه المناورات، والتحايل على المعاهدات القائمة.

اقرأ المزيد: بمشاركة الصين.. روسيا تجري أكبر مناورات عسكرية منذ الحرب الباردة

ولذلك، كل هذه الأسباب تدفع إلى الاعتقاد، بأن موسكو تتدرب على سيناريو حرب عالمية، إلى جانب سيناريوهات أخرى أصغر، قد تتضمنها هذه الحرب.

ومن المحتمل أن تشمل هذه السيناريوهات استخدام الأسلحة النووية، والاعتماد على التعبئة المدنية والعسكرية الكبيرة الموجهة ضد الناتو.

كما يشير استخدام القوات المحمولة جوًا إلى أن الفترة الأولى من الحرب ستشمل عمليات جوية، وهو أمر يجب على أوكرانيا أن تضعه في الاعتبار، لأن العمليات المحمولة جوًا من أهم استراتيجيات روسيا الحربية منذ الحقبة السوفيتية.

كما أن مشاركة القوات الصينية في المناورات، تشير إلى عدم وجود نية عدوانية أو شك من جانب روسيا، تجاه القدرات والأهداف الصينية، كما حدث في مناورات "فوستوك 2010".

وبالنظر إلى سياساتها الخارجية، واقتراب حصولها على مقاتلات "SU-35" الروسية، تؤكد مشاركة الصين في المناورات، تصريحات المحلل الروسي فاسيلي كاشين، بأن "فوستوك 2018" بمثابة إعلان للتحالف العسكري الروسي الصيني.

وترى "إيه بي سي" أن موسكو قد سعت في السابق إلى مثل هذا التحالف، مضيفة أنها لا تحتاج إلى أن تكون هناك وثيقة رسمية مثل معاهدة واشنطن لحلف "الناتو" للوفاء بالمتطلبات الروسية الصينية للتحالف.

مشاركة القوات البحرية

أشارت الشبكة الأسترالية إلى أن مناورات "فوستوك 2018"، لا تقام في الغرب الروسي فقط، ولكن في الواقع جزء كبير منها يحدث في البحر المتوسط ​​قبالة سواحل سوريا.

اقرأ المزيد: العدوان على سوريا.. هل تتصدى روسيا للهجوم الغربي المزعوم؟

حيث تبنت موسكو نظرية مفادها أن الغرب يستعد لشن هجوم كيماوي في سوريا، على أن ينسبه إلى نظام الأسد، ومن ثم يستخدمه ذريعة لتوجيه ضربة إلى النظام.

واستنادًا إلى هذه المزاعم، قامت روسيا بنشر سفن من الأسطول الشمالي، وأسطول البحر الأسود، والأسطول الخامس في البحر المتوسط قبالة سواحل سوريا، كما تضمنت التحركات الروسية نشر صواريخ "كاليبر" ذات القدرة النووية، وذلك من أجل ردع الناتو والاستعداد للهجوم الروسي السوري على إدلب، آخر معاقل المعارضة في سوريا.

إلا أن هناك وجهة نظر أخرى حول نشر البحرية الروسية في المتوسط، وهي أنها من المرجح أن يكون هذا التمرين جزءًا من مناوارات "فوستوك 2018"، لأن نقل تلك الأساطيل إلى الشرق الأقصى للمشاركة في المناورات لن يكون أمرًا عمليًا تمامًا .

عملية أخرى في أوكرانيا

لقد اختبرت موسكو بالفعل قدرتها على الانتشار السريع لردع الناتو، والتهديد باستخدام النووي، وتمكنت من إجبار قوات الناتو على الخروج من شرق البحر المتوسط ​​والبحر الأسود، وهو ما يمكن أن يكون في إطار التحضير لعملية أخرى ضد أوكرانيا.

ونظرًا لحصار موسكو بحر "آزوف" ومراقبة عمليات الشحن الأوكرانية هناك، والتحركات المضادة لكييف في البحر الأسود، واستمرار تدريب ونشر الأسلحة والقوات الروسية على هذه المنطقة، لا يمكن استبعاد احتمالية غزو أوكرانيا مرة أخرى.

ومن المحتمل أن تكون هذه النظرية الغريبة حول الهجوم الكيمياوي في سوريا، بمثابة "ستار دخان" لإخفاء جزء آخر من مناورات "فوستوك 2018"، وهو نشر الأسطول النووي الروسي في البحر المتوسط ​​لردع الناتو عن الرد على الهجوم على أوكرانيا.

وهذا من شأنه أن يتوافق مع المخاوف من أن "فوستوك 2018" هي بروفة لحرب كبيرة أو عالمية، كما أنها تظهر مدى قدرة موسكو على تعبئة قواتها بأسرع وقت ممكن، والتعاون مع القوات الأجنبية مثل الجيش الصيني.

اقرأ المزيد: روسيا تستخدم العلاقات الاقتصادية لإسكات العداء السياسي في أوكرانيا

وتعتقد "إيه بي سي" أنه بالنظر إلى هذه المعطيات، فإن "فوستوك 2018" أكبر وأكثر أهمية مما تبدو عليه، فهي بمثابة إنذار مبكر للغرب، ويجب تقييمه في هذا السياق.

شارك الخبر على