هل يتسبب الصراع بين قادة الحشد الشعبي العراقي بإنهاء النفوذ الإيراني؟

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

بدأت ملامح التحالفات السياسية في الشارع العراقي تظهر مع انتهاء الانتخابات، حيث بدأت الأحزاب السياسية في ترتيب أوراقها للبدء في تشكيل حكومة ائتلافية تجمع بين كافة الأطياف، إلا أن إيران تخشى من فقدان نفوذها في البلد العربي خاصة مع الانقسامات الحادة التي تضرب صفوف وكلائها.

البداية جاءت من خلال تشكيل وحدات الحشد الشعبي العراقي المدعومة من إيران ضمن حزب سياسي موحد، لا سيما بعد فوز عدد من قادتها في الانتخابات العراقية التي أجريت خلال العام الحالي، لكن الصراع بين قادتها أصبح يمثل تهديدًا للدولة العراقية من ناحية والنفوذ الإيراني من ناحية أخرى.

منى العلمي الباحثة الاستراتيجية أكدت أن الخلافات بين قادة الحشد يعد تحديًا لإيران بسبب الديناميكيات والمتغيرات العراقية المحلية والاستقلالية المالية والأيديولوجية الجديدة، التي تبرز من خلال الشخصيات العراقية المؤثرة والمنافسة داخل المجموعات المسلحة ذاتها الموالية لإيران، وفقا لـ"سبق".

المثير أن وحدات الحشد الشعبي التي تدخل ضمن برنامج الأمن الإقليمي الإيراني الأوسع، تطورت وبدأ تأثير اندماجها داخل جهاز الدولة يظهر للأفق، في ظل ترحيب الحكومة، وهو ما أحدث انسقاما كبيرا، خاصة أن هناك بعد القيادات ترفض الاندماج داخل مؤسسات الدولة للحفاظ على الوجود الإيراني وتنفيذ قراراته، بحسب محللين سياسيين.

اقرأ أيضًا: من سيشكل الكتلة الأكبر في العراق؟ 

وعاودت الباحثة الاستراتيجية الحديث عن وحدات الحشد الشعبي، وإكمالها عملية التحول من ائتلاف مكون من مجموعات مقاتلة متشددة إلى عنصر دولة شبه فاعل، متحصنة بمؤسسات الدولة العراقية.

النجاح الذي حققته بعض قيادات الحشد الشعبي، جاء بفضل الانتصار الكبير لعدد من قادتها في الانتخابات العراقية الأخيرة تحت شعار حركة ائتلاف فتح، حيث حصل على 47 مقعدًا خلال الانتخابات البرلمانية العراقية 2018، مما يتيح لها إضفاء الطابع المؤسسي على نفسها عسكريًا وسياسيًا مع دخول عدد من قادتها على الساحة السياسية.

وأضافت "ظهرت وحدات الحشد الشعبي في العراق عام 2014، عندما تكتل عدد من المجموعات المسلحة تحت راية الحشد الشعبي بناءً على طلب رئيس الوزراء نوري المالكي، وبعد دعوة آية الله علي السيستاني، أكبر شخصية دينية شيعية في العراق، لمحاربة الإرهاب المتصاعد من تنظيم "داعش".

فيما كان ظهور هذا العنصر المسلح الجديد غير الرسمي في البلاد بمثابة صراع طائفي عنيف غير مسبوق تاريخيًا في العراق، حيث مراكز القوى فيه ضعيفة بشكل تقليدي، وهو ما أثار جدلاً واسعًا داخل مراكز الفكر ومراكز الأبحاث، ووصف العديد من الخبراء وحدات الحشد الشعبي بأنها مجرد وكيل إيراني، بحسب "منى العلمي".

اقرأ أيضًا: هل يغير اجتماع العبادي «خارطة التحالفات» في العراق؟ 

أما الأمر الذي يثير مخاوف عديدة، هو وجود تنوع كبير في قوات الحشد الشعبي، حيث إنها تجسد مختلف الأجندات العرقية والطائفية، والانقسامات الأيديولوجية الواسعة الموجودة داخل القوة الشيعية المهيمنة في العراق، بل إنها تعاني من عدم النظام والمساواة، وفقا لـ"عكاظ"

محللون أكدوا أن بعض فصائل الحشد أكثر ولاءً لمنظماتهم الأم "إيران" من مؤسسات الدولة، كما أنه لا يوجد تسلسل واضح للقيادة، مما يسمح بأن تنشأ منافسة داخلية بين القادة تثير شرخًا داخل مؤسسات الدولة.

"العلمي" أوضحت أن قضية دمج الحشد الشعبي في مؤسسات الدولة، أو تشكيلها تهديدًا للدولة، يتوقف إلى حد كبير على الصراع على السلطة بين الموالين والفصائل الشيعية المستقلة.

فالمستقبل سوف يعتمد على تطور وحدات الحشد الشعبي بشكل كبير، والديناميات التي تتشكل في مرحلة ما بعد الانتخابات 2018، وعلى من يفوز في النقاش الأيديولوجي داخل المنظمة، والذي يحمل طرحينِ في تقسيم دور ومكانة القوات شبه العسكرية داخل الدولة، أولهما: أن تظل وحدات الحشد الشعبي بنية مستقلة، أو دمجها مع وزارة الدفاع ووزارة الداخلية العراقية"، وفقا للباحثة.

اقرأ أيضًا: جفاف العراق.. هل يعيد «داعش» إلى الواجهة؟ 

يمكن القول إن الصراع الحالي بين قيادات الحشد الشعبي حول أن تصبح الوحدات حركة مؤسسية أو تظل حركة شعبية، هو الفيصل، خاصة أن الفصائل المؤيدة لإيران تعتقد أنها يمكنها السير على خطى "حزب الله" اللبناني، فيما يدعم الصدريون والسيستانيون تحويل وحدات الحشد إلى هيئة واحدة متماسكة تتقاسم قومية الأجندة العراقية، بحسب الشرق الأوسط.

وتابعت الصحيفة "أن تحديد شكل هذه الوحدات في المستقبل سيتشكل إلى حد كبير من خلال الاستعداد وقدرة رئيس الوزراء والحكومة العراقية القادمة على فرض المزيد من القيود القانونية على الحشد الشعبي".

في هذا الصدد، أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، الدكتور حيدر العبادي، أن من حق الحشد الشعبي المطالبة بحقوقه، وأن من واجب حكومته تلبية تلك المطالب، موضحا "لم نقاتل عصابة داعش الإرهابية، التي احتلت مدننا وهددت كل العراق إلا من أجل دفع الضرر عن شعبنا، وتوفير حياة آمنة مستقرة وخدمات لائقة لجميع العراقيين"، حسب السومرية نيوز.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على