الأمم المتحدة توقف نزيم الدم في طرابلس.. و«السراج» يدعو للانتخابات

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

بعد اشتباكات دامت 5 أيام في العاصمة الليبية "طرابلس"، خلفت وراءها قتلى وجرحى من المدنيين، بذلت الأمم المتحدة جهودا حثيثة لاحتواء الأزمة، وإنهاء حالة الصراع في البلد الممزق من أتون الحرب، وتطهيرها من الجماعات المسلحة والبدء في إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية.

أمس، أعلن وزير الداخلية بحكومة الوفاق الوطني الليبية عبد السلام عاشور، وقف إطلاق النار بطلب من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

بينما أصدر اللواء السابع، أحد الأطراف المتنازعة في طرابلس، بيانًا، أكد فيه الاستمرار في مهتمه، التي قال إنها تهدف إلى تطهير البلاد من العصابات المسلحة، هذا وقد أعلنت القوة الثامنة "النواصي"، الطرف الآخر في الصراع المسلح، أنها ستمتثل لهدنة وقف إطلاق النار، بحسب الحياة السعودية.

لكن وقبل سريان الهدنة، كانت الخطوط الجوية الليبية، أعلنت عن قرار إغلاق مطار "معيتيقة" في العاصمة طرابلس، عقب إطلاق عدد من الصواريخ باتجاهه.

وأشار المتحدث باسم الخطوط، إلى أن إدارة الطيران غيرت مسار الرحلات الجوية إلى مطار مدينة مصراته، التي تبعد مسافة 190 كيلومترا شرق العاصمة، دون ذكر المزيد من التفاصيل.

اقرأ أيضًا: طرابلس تحت النار| فايز السراج يعجز عن وقف العنف.. والغرب يحذر

وفي هذا الإطار، أعلنت السلطات الفرنسية وقف استقبال كل الرحلات القادمة من مطار العاصمة الليبية طرابلس، على خلفية الأوضاع المضطربة التي تشهدها ليبيا والتي كان آخرها مقتل 41 شخصًا وإصابة 126 آخرين، بينهم 75 حالتهم خطيرة، في الاشتباكات الدائرة في العاصمة الليبية طرابلس بين فصائل عسكرية متناحرة، بحسب الوكالة الفرنسية.

في المقابل، أعلن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، رفضه أي تحركات لأي قوة تملك ترسانة مسلحة بحجج الإصلاح والتطهير، مؤكدًا أنهم لن يسمحوا بتكرار ما حدث في السابق من دمار وحرق لمنشآت الدولة، وأن من يقوم بذلك سيتحمل مسؤوليته الكاملة أمام جميع الليبيين.

اقرأ أيضًا: طمعًا في ثروات ليبيا.. إيطاليا تعلن حربًا كلامية على فرنسا 

وأكد السراج أنه لا يوجد جسم تحت مسمى اللواء السابع، وأنه قد تم حلّه منذ شهر إبريل الماضي بقرار رقم 79 لسنة 2018، مجددا تأكيده أن القوة التابعة للمجلس الرئاسي لم تقم بقصف أي مدينة وعملياتها محدودة في طرابلس.

وناشد رئيس حكومة الوفاق إلى عدم الانجرار وراء أصوات غير مسؤولة بحجج واهية ستؤدي إلى زعزعة الأمن، منوها بأنه دعا من البداية إلى تجنيب المدنيين هذه المواجهات المسلحة التي لن تؤدي إلا لمزيد من الدمار والخراب وسقوط ضحايا أبرياء مدنيين.

"فالذين يزعزعون الأمن سيتحملون مسؤوليتهم القانونية والجنائية وستتم محاسبتهم، وأن طرابلس عاصمة الدولة الليبية وهي تضم كل الليبيين من جميع مناطق البلاد وأمنها وسلامتها مسؤولية الجميع"، بحسب السراج.

تصريحات السراج جاءت في أعقاب الإعلان عن التوصل إلى اتفاق يقضي بتولي المناطق العسكرية الغربية والوسطى الإشراف على وقف إطلاق النار وعودة القوة لتمركزاتها السابقة، وتسليم المعسكرات ومقرات الدولة للوحدات العسكرية التي كانت فيها.

ودعا السراج، مجلسي النواب والأعلى للدولة إلى القيام باستحقاقاتهما بإنجازها في هذه الظروف الحرجة، وتوحيد مؤسسات الدولة السيادية العسكرية والاقتصادية وغيرها، واستكمال القوانين الخاصة بإيجاد قاعدة دستورية حتى يمكن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب فترة ممكنة.

اقرأ أيضًا: «الهلال النفطي الليبي» على صفيح ساخن.. عملية عسكرية جديدة ضد حفتر 

وكلَف رئيس حكومة الوفاق آمر المنطقة العسكرية الغربية اللواء أسامة الجويلي، وآمر المنطقة العسكرية الوسطى اللواء محمد الحداد، بالإشراف على ترتيبات وقف إطلاق النار وفض الاشتباك بمناطق جنوب طرابلس.

كانت وزارة الصحة بحكومة الوفاق الوطني، أعلنت عن مقتل 27 شخصا وإصابة 91 آخرين، جراء الاشتباكات الدائرة بضواحي طرابلس منذ يوم الإثنين الماضي وحتى يوم الأربعاء.

واستخدمت الأسلحة الثقيلة بالاشتباكات، ما دفع عدد من سكان مناطق الاشتباكات إلى المغادرة لمناطق أخرى، خوفًا من تطور المواجهات التي ألحقت أضرارًا جسيمة بعددٍ من المنازل والمحال التجارية والمنشآت العامة جراء سقوط القذائف العشوائية.

وتشهد الضواحي الجنوبية للعاصمة الليبية، منذ الأحد الماضي، توترًا أمنيا نتيجة للاشتباكات الدائرة بين مسلحين من كتيبة "ثوار طرابلس" و"الكتيبة 301"، وكتيبة "دبابات أبو سليم" من جهة، واللواء السابع مشاة في ترهونة المعروف إعلاميًا بـ"الكانيات"، وجميعها يخضع اسميا لحكومة الوفاق الوطني.

شارك الخبر على