تحالف جديد يُعيد حظوظ العبادي إلى ولاية ثانية ويستبعد العامري والمالكي

أكثر من ٥ سنوات فى المدى

 بغداد / محمد صباح
مارست الإدارة الأميركية عبر مبعوث رئيسها بريت ماكغورك المتواجد في العراق منذ مدة، ضغوطات كبيرة على رؤساء القوائم الفائزة في الانتخابات، أفضت الى موافقتها على إعادة ترشيح رئيس الحكومة حيدر العبادي لولاية ثانية وساهمت بإبعاد رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ورئيس تحالف الفتح هادي العامري ورئيس جهاز الأمن الوطني فالح الفياض عن دائرة المنافسة.
وتعلن القوى الفائزة في الانتخابات أنها تسعى لتشكيل تحالف برلماني عابر للطائفية يضمن مشاركة الجميع في الحكومة الجديدة بعدما أجرت سلسلة من الاجتماعات واللقاءات تمكنت من حسم توزيع الكثير من المناصب والمواقع.ويرى عضو الهيئة العامة لتيار لحكمة نزار السلطان في تصريح لـ(المدى) أن"الضغوطات الدولية أثرت على حركة القوى السياسية وحددت ملامح الكتلة البرلمانية الأكبر ومرشح رئاسة الحكومة الجديدة"، كاشفاً عن أن مبعوث الرئيس الأمريكي"عمل طوال الأيام الماضية على توحيد صفوف القوى الكردية والسنية لإعادة انتخاب العبادي لولاية ثانية".وكان ماكغورك قد وصل الى العراق وأجرى سلسلة من اللقاءات مع القوائم الفائزة في الانتخابات تمهيداً لإعلان الكتلة البرلمانية الأكبر وحسم مرشح رئاسة الحكومة.ويضيف السلطان أن"ممثل الرئيس الأمريكي بحث مع القوى المختلفة إمكانية إعادة الثقة برئيس الحكومة الحالية أو ترشيح شخصية قريبة من توجهات العبادي"، مؤكداً أن"هذه التلميحات الأمريكية ساهمت في إبعاد كل من نوري المالكي وفالح الفياض وهادي العامري عن دائرة المنافسة لرئاسة الحكومة المقبلة".ويتنافس بضراوة فريقان من القوى الشيعية على منصب رئاسة الوزراء،الأول يمثل سائرون مع الحكمة، والثاني الفتح ودولة القانون وهو أمر أثر على تأخر تشكيل تحالف القوى البرلمانية.ويعتبر عضو الهيئة العامة لتيار لحكمة، أن"نجاح أي حكومة مستقبلية مستقرة لأربع سنوات قادمة مرهون بمشاركة سائرون والفتح والأجنحة المسلحة ضمنها"، كاشفاً عن"وجود مساع لإقناع رئيس تحالف الفتح هادي العامري في الدخول إلى التحالف الرباعي الذي يضم قوائم سائرون والحكمة والنصر وائتلاف الوطنية".وكان ائتلاف سائرون المدعوم من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وائتلاف الوطنية برئاسة إياد علاوي وتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، قد وقّعوا في السابع من حزيران الماضي على وثيقة"مبادئ البرنامج السياسي لتحالف الأغلبية الوطنية الأبوية".ويلفت السلطان إلى أن"عطلة العيد ستشهد حراكاً للقوائم الأربع مع الأطراف الأخرى لحسم كل المتعلقات بشأن مواعيد تشكيل الكتلة الكبرى"، منوها إلى ان"العبادي بات يمتلك حظوظا كبيرة لتولي رئاسة الحكومة الجديدة".ويتوقع السلطان أن"إعلان تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر عدداً سيكون بعد عطلة العيد"، مؤكدا أن"الحديث الجاري خلف الكواليس بين القوائم المتقاربة لحسم تحالفاتها يدور بشكل دقيق على توزيع المناصب والمواقع".وكانت اطراف في تيار الحكمة قد اكدت لـ(المدى) مؤخرا، وجود مفأجاة سيعلن عنها بعد عطلة العيد.بدوره، يتحدث سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي لـ(المدى) قائلاً إن"قوائم النصر وسائرون والحكمة وائتلاف الوطنية اتفقت على وضع بنود المبادئ العامة لشكل تحالفها الذي بات مهيّأ للإعلان عنه خلال الأيام المقبلة"، لافتاً إلى أن"هذا التحالف يعدّ النواة الحقيقية للكتلة البرلمانية الأكبر عددا".وأسفرت نتائج الانتخابات التي جرت في 12 أيار الماضي عن فوز ائتلاف (سائرون) الذي يتزعمه الزعيم الصدري مقتدى الصدر مع قوى مدنية والحزب الشيوعي بالمرتبة الأولى بعد حصوله على 54 مقعداً، فيما حلت قائمة الفتح التي يتزعمها هادي العامري بالمركز الثاني بـ48 مقعداً، يليها ائتلاف النصر الذي يتزعمه حيدر العبادي بـ42 مقعداً.ويضيف فهمي أن"أطرافاً في اتحاد القوى العراقية وأخرى كردية ستعلن انضمامها إلى تحالف القوائم الأربع (الحكمة سائرون والنصر والوطنية)"مؤكداً أن"باب الحوارات مازال مفتوحا أمام غالبية القوائم الفائزة".وفي خضم هذه الأحداث وصل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الى بغداد وأجرى عددا من اللقاءات الجانبية مع بعض الكتل والقوائم من أجل التسريع لحسم تشكيل التحالف الجديد.مقابل ذلك، يؤكد المرشح الفائز عن تحالف النصر عدنان الزرفي أن"القوائم الأربع قطعت شوطا كبيرا من المفاوضات ووصلت إلى مراحل متقدمة لتشكيل الكتلة الاكبر".وصادقت المحكمة الاتحادية، أمس الأحد، على النتائج النهائية لانتخابات مجلس النواب. ويبين الزرفي في تصريح لـ(المدى) أن تحالفي القرار واتحاد القوى العراقية وأطراف أخرى سيعلنون انضمامهم إلى القوائم الأربع لتشكيل الكتلة الأكبر عددا"مشددا على أن التحالف المرتقب لم يشكل على أساس مذهبي أو طائفي".

شارك الخبر على