برعاية مصرية غزة تقترب من التحرر.. وحماس تهاجم الاحتلال

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

مرحلة جديدة من الهدوء باتت تخيم على قطاع غزة، الذي شهد موجة من العنف في الآونة الأخيرة، وذلك بعد إعلان إسرائيل هدنة مؤقتة مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" برعاية مصرية، في خطوة تمهد لرفع القيود عن القطاع الممتدة منذ 13 عامًا.

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قال: إن "الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أمام مشهد جديد على صعيد حصار غزة، الذي مضى عليه أكثر من 13 عامًا". 

"هنية" أكد خلال خطبة عيد الأضحى المبارك، في ساحة السرايا وسط غزة، أن غزة في طريقها لإنهاء الحصار الظالم عنها، وهي ثمرة صمودكم ومقاومتكم. 

فإنهاء الحصار وأي معالجة إنسانية لقطاع غزة لن تكون له أثمان سياسية، خاصة أن الاحتلال أصبح يترنح في هذه المرحلة، بعد أن وضعت غزة نفسها بقوة على كل الأصعدة بفعل مسيرات العودة الكبرى، حسب وكالة "سما". 

اقرأ أيضًا: «هدنة غزة» تشعل فتيل الأزمة بين فتح وحماس 

ورغم مصادقة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على إجراءات إضافية لتشديد الحصار ومنع دخول المواد والبضائع إلى غزة، والتي كانت بمثابة جريمة جديدة ضد الإنسانية تضاف إلى سجل الاحتلال الإسرائيلي الأسود، فإن التفاهم الوطني وشبكة الأمان العربية التي وضعت الضمانات اللازمة لإتمام اتفاق الهدنة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، قلصت من وطأة الحصار.

ومن هذا المنطلق، قرر وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، إعادة فتح معبر كيريم شالوم جزئيا، والسماح بنقل الغاز والمحروقات والأغذية والأدوية إلى قطاع غزة، إضافة إلى توسعة مساحة الصيد في بحر غزة.

ليس هذا فحسب، بل تعهد ليبرمان أيضًا بمنح جملة من التسهيلات لغزة، وإدخال عدد كبير من البضائع وزيادة عدد الشاحنات لغزة عبر كرم أبو سالم، مقابل استمرار الهدوء، حسب وكالة سوا الفلسطينية.

لكن بقراءة المشهد الفلسطيني والعربي والدولي، نرى أن هناك مؤامرات عديدة كانت تحاك ضد أبناء الشعب الفلسطيني، خاصة بعد أن شهدت القضية "موتًا سريريًا" من خلال ما يسمى "صفقة القرن". 

اقرأ أيضًا: «اتفاق هدنة وتحرير الأسرى».. هل تنتصر حماس على نتنياهو؟ 

إسماعيل هنية، أكد على السير نحو إنهاء الحصار الظالم والعقوبات الانتقامية عن قطاع غزة، موضحا أنه لن يكون ذلك مرتبطا بما يسمى "صفقة القرن" أو الفصل بين غزة والضفة، ولن نتخلى عن الثوابت والبندقية. 

وتابع: "هناك خير قادم ونحن قاب قوسين من طي صفحة هذا الحصار الظالم بعز عزيز أو ذل ذليل، وسنسير اليوم بدون تردد، لأننا قيادة تتحمل المسؤولية عن شعبها وقضيتها، ولن نلتفت لكل أولئك الذين يريدون إبقاء غزة في هذا الحصار الظالم، وتحت سيف العقوبات"، وفقا لـ"سما".

ونبه إلى أن الشعب الفلسطيني يطوي مرحلة التيه السياسي بسقوط "صفقة القرن" وانتهاء مسار المفاوضات، والخروج من ذيول اتفاقيات أوسلو، التي لم يبق منها سوى التعاون الأمني مع الاحتلال، مطالبًا في الوقت نفسه السلطة الفلسطينية بوقف التعاون الأمني في الضفة والقدس المحتلتين، ووقف ملاحقة المقاومة. 

وحول الحراك الذي يشهده قطاع غزة، أكد هنية وجود مفاوضات برعاية مصرية ومتابعة أممية وعربية، مشيرا إلى أن وفود حماس بحثت مسارات أولها الحوار الداخلي الفلسطيني للتوافق على رؤية جامعة للمصالحة وحماية الحقوق والثوابت. 

وقال: "المسار الثاني هو الحوار الذي جرى بين فصائلنا وبين الأشقاء المصريين على معالم هذه المرحلة، وكنا نبحث في ملفات أهمها المصالحة التي نتمسك بها، ولا بد أولًا من رفع العقوبات المفروضة من السلطة على القطاع".

اقرأ أيضًا: دماء في «يوم الأرض».. رصاص الغدر الإسرائيلي يقتل ذكرى الشهيد 

لكن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أكد أنه لن يقبل بفصل قطاع غزة، وأن المصالحة متوقفة على القبول بتسليم قطاع غزة بالكامل للسلطة الفلسطينية، ولن يعترف بأى اتفاق هدنة مع إسرائيل.

أما وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان فقد قال: إن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يحاول إحباط محاولات التوصل إلى تهدئة بين إسرائيل وحماس بغزة"، مؤكدا أن الأخير يعمل على جر إسرائيل لمواجهة عسكرية جديدة ضد حركة حماس بقطاع غزة، بسبب خلافاته الداخلية معها.

وأضاف ليبرمان، أن عباس يدرك أنه لا يمكن إسقاط حماس بالقوة، لذلك يرفض التصالح معها، ويريدنا أن نقاتلها لأجله، بحسب "سما".

وأخيرًا وليس آخرا، يجب التأكيد على ضرورة إنهاء الخلافات بين الفصائل الفلسطينية، والعمل على إتمام المصالحة التي بموجبها قد تمهد إلى رفع الحصار الإسرائيلي عن الضفة وقطاع غزة بشكل تدريجي.

شارك الخبر على