قمة «ميركل وبوتين».. محادثات صعبة حول الأزمة السورية

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

تنتظر العديد من الأوساط الدولية نتائج القمة الهامة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خاصة أنها تأتي في الوقت الذي تنتظر فيه العشرات من الملفات قرارات حاسمة سواء على المستوى الاقتصادي والسياسي، وهو الأمر الذي من شأنه أن يعكس علاقة برلين وموسكو بالاتحاد الأوروبي وإيران وسوريا والولايات المتحدة الأمريكية.

مجلة ذا لوكال الألمانية ترى أن المحادثات بين ميركل وبوتين سترتكز بشكل رئيسي على مجالات الطاقة والنزاعات في سوريا وأوكرانيا وغيرها من الملفات التي ستحاول المستشارة الألمانية بحثها خلال القمة التي ستجمعها بالرئيس الروسي.

العلاقات الثنائية

وحسب ما جاء في المجلة، فإن الخبراء في العلاقات الألمانية الروسية يعتقدون أن كلا من ميركل وبوتين سيبحثان سبل إمكانية الحفاظ على جدول الأعمال الثنائي على قيد الحياة في مناخ دولي متوتر.

وفي هذا السياق، "من الطبيعي أن يستثني ميركل وبوتين مناقشة المواضيع الدولية الساخنة، بما في ذلك خط أنابيب نورد ستريم 2 المشترك للغاز الطبيعي".

اقرأ أيضًا: خط الغاز «نورد ستريم 2» بين روسيا وألمانيا يصدر أزمات جديدة لميركل 

ولعقود من الزمن، قدم خط أنابيب الصداقة من روسيا إلى أوروبا فائدة كبيرة لبرلين، والتي اعتمدت عليه بشكل رئيسي لإنارة وتدفئة منازلها حتى في أحلك أيام الحرب الباردة، غير أن خط أنابيب "نورد ستريم 2" الجديد الذي سيحمل الغاز مباشرة من روسيا تحت بحر البلطيق إلى ألمانيا، ليس بدافع الصداقة، الأمر الذي قد يصدر مزيدًا من الأزمات السياسية إلى ألمانيا ومستشارتها أنجيلا ميركل.

وتريد معظم الدول الأوروبية من ألمانيا أن تفعل المزيد لزيادة النفوذ الأوروبي وحماية جيرانها الشرقيين الذين يشعرون بالتوتر من التعدي الروسي، غير أن السماح لموسكو ببيع الغاز لألمانيا مع تهميش أوكرانيا يفعل العكس، مما يحرم كييف من عائدات تمرير الغاز، ويجعل بولندا ودول البلطيق أكثر عرضة لخفض إمدادات الغاز.

صداع برأس ميركل

ويوضح الاجتماع المخطط له، والذي جاء كمفاجأة للكثيرين، كيف أن محادثات هلسنكي الرائعة بين ترامب وبوتين في يوليو تسببت في عاصفة من الانتقادات ضد بعض الدول الأوروبية، والتي طُلب منها أن تمارس مزيدًا من الضغوط لتأكيد موقفها بشأن روسيا، في حين أن إدارة ترامب تخطو إلى الأمام مع سياسته الخارجية الخاصة.

وقالت ميركل لوكالة فرانس برس: إنها "تتوقع محادثات صعبة مع بوتين، لكنها تُقدر الحفاظ على الحوار الدائم مع روسيا في أوقات الاضطرابات السياسية".

اقرأ أيضًا: الصين تسعى للاستحواذ على تقنيات ناسا العسكرية.. وألمانيا كلمة السر 

فيما صرح ستيفان مايستر، وهو خبير روسي في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية لمجلة ذا لوكال: "أعتقد أننا ندخل مرحلة جديدة في العلاقات الألمانية الروسية بسبب البيئة الدولية المتغيرة ورد الفعل على السياسة الأمريكية".

علاقات معقدة

ألمانيا وروسيا تجمعهما علاقات وثيقة على المستوى الاقتصادي، بدءا من التبادل التجاري القوي وصولًا إلى خطب أنابيب الغاز نورد ستريم 2 الشهير، غير أن الملفات السياسية تظل متوترة بين البلدين في ظل الضغوط التي تجدها برلين من الاتحاد الأوروبي لمواجهة المواقف السياسية الروسية، لا سيما في منطقة شبه جزيرة القرم، حيث حاولت ميركل إيجاد أرضية مشتركة لحل دبلوماسي يحول دون أي عمل عسكري في 2014.

اقرأ أيضًا: النقاب في أوروبا.. بين الحريات المُقيدة وتهم الإرهاب 

وبطبيعة الحال اصطدمت ميركل بتوجهات قوية للرئيس الروسي في السيطرة العسكرية على القرم، إلا أن ذلك لم يكن الصدام الأول بين الجانبين، حيث سبق وأن أزعجت ميركل بوتين في عام 2012 عندما كاد خلاف حول اعتقال موسكو لجماعة سياسية أن يتحول إلى خلاف دبلوماسي، وذلك بعد أن اختلفت ميركل وبوتين حول هذا الأمر.

فالتعامل بين روسيا وألمانيا في المُجمل تحكمه المصالح السياسية والاقتصادية بشكل رئيسي، وهو الأمر الذي يدركه الجانبان بشكل واضح، وهو ما جعل الخبراء يتوقعون توجهات واضحة من كلا الزعيمين لتنحية الموضوعات الشائكة جانبًا، ومن ثم النظر بعين الاهتمام للعلاقات الاقتصادية بين البلدين.

شارك الخبر على