مصارحة حرة هروب فلاح حسن

أكثر من ٥ سنوات فى المدى

 إياد الصالحي
عندما يكون البحر هائجاً تتجلّى مواصفات القيادة للسيطرة على المركب وتحضر الثقة بالنفس وتقدّم أول الضحايا إذا ما فقد التوازن، لا أن يهرب القائد بأقرب طوق نجاة بذريعة واهية تاركاً المسؤولية الكبيرة عُرضة لخطر أعظم.مفهوم القيادة هذا في رياضتنا اليوم يعاني أزمة فكرية وضعف آلية التدبير وعدم مبالاة الشخوص المهمّين والمتصدّين للعملية، خاصة أن اللجنة الأولمبية تمر بثالث أخطر أزمة بعد أن أختطف رئيسها السابق أحمد عبد الغفور السامرائي يوم السبت 15 تموز 2006، بظرف غامض لم تستطع الحكومة حتى الآن أن تكشف خيطاً واحداً تستدل به عن الفاعلين، وثانياً أزمة صدور قرار الحكومة المرقم 184 في 20 أيار 2008، بتجميد عمل اللجنة الأولمبية العراقية مالياً وإدارياً وتشكيل لجنة مؤقتة لإدارة شؤون الرياضة في العراق برئاسة وزير الشباب والرياضة السابق جاسم محمد جعفر، الذي برّر أتخاذ القرار أنه جاء نتيجة عدم وجود القوانين التي تنظم العمل الرياضي، فضلاً عن تداعيات كبيرة وخطيرة أصابت الرياضة العراقية ومنها الفوضى العارمة التي إستوجبت اتخاذ موقف مناسب لتصحيح مسارها وإرساء الأمن والاستقرار وبناء دولة العراق الجديد.مسؤولية القيادة الرياضية بتوالي الأزمات الصادمة ولّدت لديّ استغراباً لم أجد له أي تفسير وسط تصاعد أزمة اعتلال الثقة بين أركان قيادة الأولمبية (التي شملها قرار المحكمة الاتحادية العليا ضمن الكيانات المنحلة يوم الأحد 11 شباط 2018) وتنامي ثورة اعتراض عارمة بين الاتحادات الرافضة لإقامة الانتخابات من خلال تشكيل لجنة نقابة المحامين، كيف يُكلّف النائب الثاني لرئيس اللجنة الأولمبية فلاح حسن برئاسة بعثة العراق الى الدورة الآسيوية في جاكرتا في هذا التوقيت؟ كان حريّ به ومن كلّفه أنَّ يقدّر حجم المهام المفترض مراعاتها في الظرف الراهن الذي يشهد تحديات كبيرة تملي على حسن التواجد لإبداء موقف أو الشروع بحل ينسجم مع دوره كقائد منحته الهيئة العامة ثقتها ليكون لاعباً بارزاً في الأزمة ويسهم بتعزيز التفاهمات ويُبدي مقترحات ناجعة لا أن يهرب في مهمة إشرافية وسياحية تاركاً النار والحطب في أحرج فترة تمرّ بها مؤسسته!إن قيادة الأولمبية تعاني فراغاً واضحاً حالياً بعد اضطرار النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية رئيس اتحاد الملاكمة السابق بشار مصطفى عثمان الانزواء في بيته بمحافظة دهوك عقب حادثة اختطافه يوم الثلاثاء 24 نيسان 2018 من قبل مجموعة مسلحة على طريق بغداد - كربلاء، ولم يُكشف عن أسرارها هي الأخرى، وكنت قد اتصلت به قبل فترة للاطمئنان عليه أكد عدم رغبته العمل في الرياضة وفكّ ارتباطه من أي التزام، مهتمّاً بصحته فقط. والمفارقة أن بشار المُطلق سراحه بعد الاختطاف كان قد شغل منصب رئيس اللجنة الأولمبية عقب اختطاف السامرائي (2006-2008). واصبحت الأولمبية اليوم تُدار من شخصين هما الرئيس حمودي ونائبه حسن، بعدما أثبتت وقائع أزمة الانتخابات تشظي العلاقة في المكتب التنفيذي وانقلاب الأمينين العام والمالي حيدر الجميلي وسرمد عبد الإله على التوالي من مساندين لتوجّهات الرئيس بالمطلق الى مناوئين لأية فكرة يتبنّاها ظناً أنها تهدّد موقعيهما في اتحادي الفروسية والسباحة بحسب مقرّبين مطلعين على حدة التقاطع والتنافر والتشاجر بينهم، فضلاً عن حيرة المدير التنفيذي جزائر السهلاني بكيفية إقناع الأطراف وجمعهم على ورقة عمل اصلاحية تعترف بالأخطاء الجسيمة وتعد برسم سياسة جديدة تبسط الاستقرار في العمل الأولمبي، وهي مهمة ليست سهلة.هناك مشاغل كثيرة تلزم فلاح حسن التفرّغ لها خارج الأولمبية ومنها رئاسة نادي الزوراء بطل الدوري الممتاز ومستلزمات تهيئته للبطولات المقبلة محلياً وقارياً التي ستكون أصعب مما يتصوّر، مع طرح ملف النادي الإداري والمالي ودعم بقية الألعاب، كل ذلك يشكّل حجماً هائلاً من المسؤوليات الأخلاقية والإدارية والفنية يضطلع بها رئيس النادي في فترة التوقف قبل انطلاق الموسم 2018-2019.إن اختيار رئيس البعثة لدورة الألعاب الآسيوية ليست مسألة صعبة في ظل تواجد بعض أعضاء المكتب التنفيذي ممن لا يرتبطون بعمل في الدورة نفسها يمكن الاستعانة بهم خلال الفترة المحددة للإشراف على مشاركة 12 فعالية عراقية، وصراحة أن حضور فلاح حسن في مكتبه الذي أمضى فيه أربع سنوات تفاوتت خلاله نسبة استفادة المنظومة الأولمبية من خبرته مقارنة بكسبها شخصية ذات باع طويل في كرة القدم أضفت جانباَ دعائياً كبيراً لتركيبة التنفيذي متمنية عليه في حينه أن يَطلق "نوارس" السلام من معقل ناديه أضعف الإيمان عند وقوع الأزمات، لكن الرجل فضّل الانكفاء بهدوئه والتخلّي حتى عن طبيعته كمهاجم شرس في الملاعب للدفاع عن حقوق الميثاق الأولمبي وإنقاذه من أيدي المارقين الذين أبتلي بهم وسطنا الرياضي ولم يزل يكتوي بشّرهم!

شارك الخبر على