لماذا تصر تركيا على التعاون مع إيران ومعاداة أمريكا؟

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عازم على مواجهة إدارة دونالد ترامب، فيما يتعلق باستيراد النفط الإيراني رغم دخول العقوبات الأمريكية على طهران حيز التنفيذ، وذلك نظرا لأهمية العلاقات التجارية بين أنقرة وطهران.

أمس، أعلن وزير الطاقة التركي فاتح دونميز، مواصلة أنقرة شراء الغاز الطبيعي من إيران رغم العقوبات الأمريكية، وذلك بعد يوم من تهديد الرئيس دونالد ترمب من أن كل من يجري معاملات تجارية مع إيران لن يجري معاملات مع الولايات المتحدة، بحسب قناة "خبر التركية".

الوزير التركي، أشار إلى أن بلاده ستواصل شراء الغاز تماشيًا مع اتفاق توريد طويل الأمد مع طهران، وأن المحادثات المرتقبة مع واشنطن قد تسفر عن حل لهذه المسألة، خاصة أن أنقرة تعتمد على الواردات لتلبية جميع احتياجاتها من الطاقة.

ورغم تخفيض شركة التكرير التركية "توبراش" شحنات النفط من طهران بالفعل، فإن وقف واردات الطاقة كليا يبدو بعيدًا، نظرا لأن الغاز الطبيعي الإيراني يستخدم في إنتاج نحو 40% من الكهرباء في تركيا، وفقا للقناة.

اقرأ أيضًا: بعد عقوبات ترامب.. هل تشتعل الحرب التجارية بين أمريكا وتركيا؟ 

وانسحب ترامب من الاتفاق الموقع في عام 2015 بين إيران وقوى عالمية لتقييد برنامج طهران النووي، وأكد أن الشركات التي تجري معاملات مع طهران ستُمنع من العمل في الولايات المتحدة، مع بدء سريان العقوبات الجديدة.

اللافت هنا هو.. لماذا تصر تركيا على التعاون مع إيران رغم الرفض الأمريكي؟

بالنظر إلى حجم العلاقات المشتركة بين البلدين، نجد أن حجم التبادل التجاري خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي ارتفع بنسبة 14%، وبلغ نحو 20 مليار دولار، بحسب بيان هيئة الإحصاء التركية.

وبلغ حجم التبادل بين البلدين خلال سبتمبر الماضي أكثر من 899 مليون دولار من السلع الأساسية، شكلت صادرات تركيا منها نحو 218 مليون دولار، بانخفاض قدره 456.2 مليون دولار عن صادراتها في سبتمبر 2016، بينما استحوذت إيران على ما تبقى من 681 مليون دولار، مقابل 358.5 مليون دولار في الشهر نفسه من العام الماضي، بحسب الشرق الأوسط.

ليس هذا فحسب، بل وقعت تركيا وإيران اتفاقية تجارة تفضيلية عام 2014، ودخلت حيز التنفيذ في عام 2015، وتقضي بتخفيض نسبة الضرائب المفروضة على 140 منتجا من تركيا، و125 منتجا من إيران.

اقرأ أيضًا: أمريكا تعاقب تركيا بسبب صواريخ «إس -400».. وتوقف تسليمها «المقاتلة الشبح» 

أضف إلى ذلك، مطالبة تركيا بإضافة سلع جديدة للتصدير منها "قطع غيار المركبات والآلات والمعدات الكهربائية والميكانيكية ومنتجات الألمنيوم والحديد والصلب وأحجار البناء والملابس والمنسوجات ومنتجات السليلوز مثل الورق والكرتون والمنتجات الخشبية".

ويسعى البلدان إلى رفع حجم التبادل التجاري فيما بينهما إلى 30 مليار دولار، بدلا من 20 مليار دولار حاليا غالبيتها واردات تركية من الغاز الطبيعي من إيران.

لهذا يمكن القول إن العلاقات بين تركيا وإيران، أقوى بكثير من حجم التبادل التجاري بين أنقرة وأمريكا، وهو ما دفع أردوغان إلى رفض العقوبات الأمريكية، وإعلان استمرار التعاون المشترك مع طهران.

لكن بالعودة إلى الوراء قليلًا، نجد أن العلاقة بين حلفاء الناتو تأزمت من قبل، ورغم سعي البلدين إلى نفس المصالح والأهداف في المنطقة، فإن الوضع تغير نتيجة القضية الكردية، وفقًا لـ"سبوتنيك".

اقرأ أيضًا: أردوغان يشعل غضب ترامب.. ويهدد باللجوء إلى المحكمة الدولية 

وتعتبر أمريكا الأكراد فرصة أخيرة للبقاء في سوريا، ولا شك أن الولايات المتحدة تعتزم استخدام الأكراد كوسيلة ضغط على تركيا بهدف تحقيق أهدافها في سوريا، بعد وعود باستقلال الأكراد وتوفير الحماية، إلا أن أنقرة تعتبر الجماعات المسلحة الكردية منظمات إرهابية.

لذلك غضبت تركيا حينما وردت تقارير عن تشكيل الجيش الكردي المتألف من 30 ألف شخص بدعم من الولايات المتحدة، وقال وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو: إن "أنقرة غير راضية عن تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية التي تسعى إلى إنشاء جيش كردي في شمال سوريا، بحسب النهار اللبنانية.

أضف إلى ذلك أن تركيا أبدت انزعاجها من الولايات المتحدة كونها تمارس لعبة مزدوجة، وذلك حينما التقى وزير الخارجية التركي نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون لإعادة العلاقات مجددًا، إلا أن تلك الجهود لم تكلل بالنجاح.

ووفقا للمحللين، فإن هذه المواجهة هي إحدى أسوأ الأزمات الدبلوماسية بين البلدين منذ احتلال تركيا للقسم الشمالي من جزيرة قبرص عام 1974. 

شارك الخبر على