لأول مرة بالتاريخ.. فلسطين تصفع إسرائيل وتقود مجموعة الـ٧٧ والصين

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

يبدو أن نتائج مقاومة الشعب الفلسطيني وصموده الوطني الأسطوري، وثباته أيضًا كان كفيلا بقبول عضوية الدولة العربية في المنظمات الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة، وآخرها انتخاب مجموعة الـ77 والصين لفلسطين كرئيس للمجموعة، وذلك للمرة الأولى في التاريخ منذ 1963.

الكثير ينظر إلى قيادة فلسطين للمجموعة الاقتصادية بشيء من التقليل والاستهزاء، لكن الحقيقة أن الصمود الذي أثبته الشعب العربي بمثابة عامل هام، خاصة أن ذلك يعد بمثابة مقاومة جديدة.

المندوب الدائم لجمهورية مصر العربية، السفير هشام بدر الذي ترأس اجتماع "مجموعة السبعة وسبعين والصين" على مستوى السفراء في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، بصفته رئيس المجموعة سابقا، أعلن عن ترؤس دولة فلسطين للمجموعة لعام 2019.

وقال السفير بدر: إنه "وبناءً على رغبة مجموعة آسيا والباسيفيك، فإن دولة فلسطين العضو في هذه المجموعة ستترأس مجموعة السبعة وسبعين والصين للعام المقبل 2019"، حيث تمتد فترة الرئاسة لمدة عام كامل تبدأ في الأول من يناير 2019 حتى نهاية ديسمبر من العام نفسه، حسب "موقع رام الله".

وأفسح مندوب مصر المجال للدول الراغبة للتعقيب على هذا الترشح، وإثر ذلك تحدث مندوبو 29 دولة أعربوا جميعهم وبلا استثناء عن سعادتهم وتقديرهم وتأييدهم للدور الذي ستأخذه دولة فلسطين في العام المقبل.

اقرأ أيضًا: «القدس عربية».. ثورة عالمية ضد إرهاب إسرائيل 

في المقابل، رحَب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بانتخاب دولة فلسطين رئيسًا لمجموعة الـ77 والصين والتي تضم في عضويتها أكثر من 134 دولة أعضاء بالمنظمة الأممية.

جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك، حسب وكالة "شينخوا".

وقال نائب المتحدث الرسمي للصحفيين: إن "الأمين العام يتطلع للعمل مع المجموعة، كما أنه يرحب ويتطلع للعمل مع قيادتها".
 
من جانبه، أعرب المندوب الدائم المراقب لدولة فلسطين في الأمم المتحدة السفير رياض منصور، في كلمته، عن شكره للجميع على ما أبدوه من تأييد ومساندة، مؤكدا أنه في الوقت الذي تعمل فيه بعض القوى العالمية على ألا يكون لفلسطين مكان ومكانة وأن تترك في الخلف، فإن هذه المجموعة تختار أن تضع دولة فلسطين في المقدمة لقيادة 133 دولة، حسب وكالة "معا".

"منصور" أشار إلى أن هناك مهمات جمة تقع على عاتق رئاسة المجموعة، وأن هناك مجموعة واسعة من التحديات التنموية والبيئية والاجتماعية التي تواجهها الدول النامية، كتغير المناخ، والتدهور الحاصل في البيئة، وتحمض المحيطات، والأمراض العابرة للحدود، والتدفقات النقدية غير المشروعة، والتهرب الضريبي، وغيرها الكثير من التحديات التي تتطلب جميعها أن تأخذ الرئاسة بعين الاعتبار، وبالتنسيق مع أصحاب المصلحة، هذه التشكيلة الواسعة من التحديات.

اقرأ أيضًا: في «يوم الأرض».. «العودة الكبرى» صداع في رأس الاحتلال 

وأكد أن دولة فلسطين بكادرها، ستثبت للجميع أنها دولة تتصرف بمسؤولية وقادرة على إنجاز كل المهمات الصعبة التي يتطلبها موقعها كرئيس للمجموعة، وفقا لـ"معا".

السؤال هنا.. ماهي مجموعة الـ77 والصين؟ وما أهميتها؟

مجموعة الـ77 هى منظمة حكومية دولية للبلدان النامية الأعضاء فى الأمم المتحدة، وتأسست في 15 يونيو 1964 خلال الاجتماع الدولي للحكومات الأعضاء في منظمة التجارة العالمية، حسب مفوضية الإعلام والثقافة الفلسطينية.

وعقدت المجموعة اجتماعها الرئيسي الأول في الجزائر عام 1967، حيث بدأت بـ77 عضوًا مؤسسًا، ومن هنا جاء اسمها، لكنها توسعت حتى أصبحت تضم 134 دولة في الوقت الحالي، وهو ما يمثل نحو ثلثي الدول أعضاء الأمم المتحدة، مما يجعلها أكبر تحالف للدول النامية داخل الأمم المتحدة.

وبعدما أصبحت المنظمة تضم 134 دولة، باتت تمثل قرابة 80% من سكان العالم، وما يقرب من 43% من الاقتصاد العالمي.

اقرأ أيضًا: فلسطين التاريخية والإطاحة بملك الأردن.. أوهام إسرائيلية لتمرير صفقة القرن 

أضف إلى ذلك أن المجموعة حظيت منذ تأسيسها بدعم الصين، وحضرت اجتماعاتها بصفة "ضيف خاص"، حتى بدأ التنسيق بينهما عام 1991 أثناء التحضير لقمة الأرض، وفي عام 1996 تبنت الدورة الوزارية الـ20 للمنظمة، ومن ثم صدر البيان الأول باسم "مجموعة 77 + الصين"، ومنذ ذلك الحين أصبح اسم المنظمة الـ"77 والصين".

وتهدف المنظمة إلى توفير فرصة للدول الأعضاء من الدول النامية في التعبير عن مصالحها الاقتصادية الجماعية وتعزيز قدرتها التفاوضية على القضايا الاقتصادية الدولية الرئيسية داخل الأمم المتحدة، وكذلك العمل على فكرة إقامة نظام عالمى جديد، وفقا لمفوضية الإعلام.

لكن الأبرز هنا هو سعي دول "عدم الانحياز" للانضمام إلى مجموعة الـ"77 والصين بوصفها النظير الاقتصادي للحركة التي تأسست قبلها بعشر سنوات، وتعود جذورها وأسباب قيامها كمجموعة وتكتل دولي إلى الظروف الجيوسياسية والاقتصادية التي ميزت فترة ما بعد الحرب الباردة بوصفها الطريق الوسط بين النظامين الاجتماعيين والاقتصاديين القائمين آنذاك، النظام الليبرالي الرأسمالي واقتصاد السوق الحر والنظام الاشتراكي واقتصاد السوق الموجه.

وأخيرا يجب الإشارة إلى أن انضمام فلسطين للمنظمات الدولية، سيضعها في منافسة مع المحتل الإسرائيلي، خاصة بعد تمكنها من استخدام الأدوات الدولية المشروعة والأسلحة القانونية المعترف بها، لمواجهة العدوان السافر.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على