ليلة طربية مع بوشناق ضمن فعاليات مهرجانات صور الدولية

أكثر من ٥ سنوات فى تيار

الليلة الثانية من ليالي مهرجانات صور الدولية التي تقام على أرض مدرجات استحدثت للمناسبة في قلعة الشقيف الأثرية، حضر عمر بن ابي ربيعة وقيس إبن الملوح وسيد درويش والشيخ سلامة وعبد الحي ووديع الصافي مع شيخ الطرب الأصيل العربي الملتزم الأغنية الوطنية لطفي بوشناق الذي كعادته قدم ما يجعل أي شخص في المسرح يحلق الى أبعد من مجرد الاستماع لمطرب، فهو القادر على الإمساك بأنفاس ودقات قلوب الجمهور على اختلاف الأعمار والانتماء، وبإختصار هو حال خاصة جدا ونادرة. وليس من حضر كمن سمع.
 
ليلة حضرتها رئيسة مهرجانات صور الدولية السيدة رنده عاصي بري وعدد من الشخصيات السياسية والبلدية والتربوية والثقافية والإعلامية ورجال الأعمال ومحبوا الطرب الأصيل الذين قدم لهم بوشناق كل ما يتمنى المتذوق، فكانت مائدة فنية بجدارة، احتوت على أغلب أنواع وقوالب الغناء من الطرب الذي عودنا عليها بوشناق من الموشحات الأندلسية الشرقية التي أظهرت العاشق بداخله الذي أتعبه الحب ولكن زاده عشقا وتغريدا وتعلقا بالحبيب الساكن في حنايا قلبه، والمواويل التي ترافقت مع الآهات التي رددت صداها القلعة مع الجمهور لتصل الآه الى كل أرجاء الوطن العربي فهو المسافر في أرض الله الواسعة. وطبعا كانت الأغنية السياسية والوطنية حاضرة في أنا العربي الذي تمنى فيها أن يكون آخر عربي ليشهد من الحياة على الحياة. كيف لا وهو الذي يغني ليبقى حتى بعد الرحيل فلا شيء يوقظ روح الوجود على الأرض سوى صدى الأغنيات. وفي أغنية انا مواطن ينتظر الجواب والحكم ذلك الخائف من الضباب وغياب الوعي الرافض للحروب والفتن، المتخلي عن المناصب والكراسي مقابل ان يعطوه وطن. المخدوع بالزمان يتمنى العودة من حيث أتى الى رحم أمه، والترانزيستور الذي لا يحبه يفضل عليه عيشة الرعاة، الساخر من التكيتك المذل، والقائمة تطول.
 
أما جديده فكان أكثر من أغنية من بينها أغنية خاصة للبنان "تحية الى لبنان"، كلمات الشاعر علي الورتاني قدمها بوشناق هدية الى الشعب اللبناني الذي أحبه وأحب أن تكون المرة الاولى التي يؤديها فيها من قلعة الشقيف، واستعمل فيها بعض الإيقاعات اللبنانية الراقصة والسريعة. أما أجراس العودة وهي من جديده أيضا من كلمات الشاعر السوري عمادالدين طه انتقد فيها صفقة القرن التي يحكى عنها، وتفاءلوا بالخير للملحن السوري عبدالله المرتشي الذي رغم كل المآسي يدعو بوشناق فيها الى الفرح والإيجابية والغرام ليطول العمر، وهو ما ترجمه بعدها وعلى وقع أغاني الفلامنكو من الجو اللاتيني فرقص وطرب من سمع وشاهد "لاموني يله غارو مني" و"سمرا يا سمرا". وشارك الجمهور بوشناق في طقطوقة سيد درويش "طلعت يا محلا نورها شمس الشموسة"، ليقفل بعدها عائدا من حيث أتى مع ذكرى وليلة من العمر تساوي الف ليلة وليلة، ولتعود فعاليات المهرجان يوم الجمعة المقبل مع الوافد من مدينة الشمس فارس الغناء العربي عاصي الحلاني. 

شارك الخبر على