أساتذة جامعة السلطان قابوس الاستثمار في الإنسان أكبر إنجازات النهضة المباركة

أكثر من ٥ سنوات فى الشبيبة

مسقط -ها هي ذكرى الـ 23 من يوليو المبارك والعزيزة على قلوب جميع العمانيين تعود من جديد في أبهى حلَّة، تعود وعجلة التطورات السريعة في مختلف الميادين تدور بسرعة لتخبرنا بأن الحاضر والمستقبل وجهان لذات العملة الثمينة التي لا تدخر السلطنة جهدًا لاستثمارها داخل الوطن وخارجه عبر مختلف الموارد الطبيعية والبشرية والصناعية لمواكبة التطورات في شتى الميادين التي نخوضها يومًا بيوم، وبهذه المناسبة الغالية قال رئيس جامعة السلطان قابوس سعادة د.علي بن سعود البيماني: «أجمل التهاني وأروعها لعماننا الغالية وقائدها المفدى - حفظه الله ورعاه - وشعبها الوفي بمناسبة ذكرى يوم النهضة العمانية المباركة 23 من يوليو المجيد. هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعًا تسهم في ترسيخ الأفكار المبدعة والملهمة التي تقودنا إلى الكثير من الإنجازات في شتى الحقول والميادين في البلاد، وهي فرصة لنا جميعًا للوقوف عند منجزات كثيرة تحققت خلال الـ48 عامًا عبر مسيرة قائد وأب بذل الكثير لأجل وطنه وشعبه، فأنبتت جهوده وحكمته وصبره ويقينه غرسًا متينًا جذوره ثابتة وراسخة وأغصانه تعانق السماء وثمارها الطيبة يقطفها أبناء عُمان عامًا بعد عام على هذه الأرض الطيبة، ليبارك الله في خطواتهم ومساعيهم لإعلاء شأن السلطنة والعمل بلا كلل ولا ملل من أجل تقدم ورفاه هذا الوطن المعطاء».تطور مستمروقالت المكرمة د.منى بنت أحمد السعدون أستاذ مشارك بقسم صحة الطفل بكلية الطب والعلوم الصحية وعضو مجلس الدولة: «يشهد العالم تسارعًا حثيثًا في شتى المجالات العلمية والعملية مما ساهم في وجود تطور مستمر وتغيير في كل ما هو مستخدم في مجالات العمل المختلفة وظهور اختراعات جديدة في التقنيات والطب والصيدلة. وبالطبع لهذا التسارع في معظم الأحيان انعكاسات إيجابية على المجال الطبي والصحي يساهم في تحسن مستوى الخدمات الوقائية والتشخيصية والعلاجية، وفي بعض الأحيان قد تكون له انعكاسات سلبية ينبغي توخي الحذر منها. إن هذا الواقع يفرض على الجهات التعليمية والبحثية ضرورة مواكبة هذه التطورات بهدف الاستفادة منها وتضمينها في المقررات التدريسية والتدريبية، مما سيكون له دور كبير في تمكين الخريجين من الممارسة العملية متسلحين بمهارات ومعلومات تعكس الواقع المتجدد. كما أن الذراع البحثي في المؤسسات التعليمية لابد أن يتماشى مع هذا التطور السريع حتى يتمكن من تقديم دراسات بحثية متسقة مع ما هو جديد».إشادة وإنجازوقال عميد شؤون الطلبة د.حمود بن خلفان الحضرمي: «تعد جامعة السلطان قابوس من الجامعات المتميزة والمتجددة في الخليج بل والوطن العربي ويأتي تميزها كونها الجامعة الأولى في السلطنة، ويتجلى تجددها وتطورها في كلياتها وتخصصاتها ومراكزها التي تزداد بشكل متواصل تبعًا لحاجة السوق المحلي والعالمي، ومتطلبات كل مرحلة من مراحل نمو السلطنة في شتى المجالات.إننا في جامعة السلطان قابوس، وتحديدًا في عمادة شؤون الطلبة نسعى جاهدين إلى تذليل الصعاب للطالب الجامعي، وتقديم الخدمات التي يحتاجها بكل سهولة ويسر، كما أننا نفخر بطلبتنا، وما يحققونه من إنجازات على الصعيدين المحلي والدولي، مما جعل اسم الجامعة في مصافِّ الجامعات العريقة والمتميزة، وجعل طلبتنا محطَّ أنظار الباحثين عن المتميزين في الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة من خلال نتائجهم وإبداعاتهم وإشادة الجميع بهم».مستشفى الجامعةوأما مدير عام مستشفى جامعة السلطان قابوس د.خليفة بن ناصر الوهيبي، فيؤكد أن مستشفى الجامعة استثمر منذ افتتاحه في عام 1990م في مجال تنمية الكادر البشري عن طريق ابتعاث الأطباء إلى المراكز العالمية في مختلف التخصصات الطبية، ورفد المستشفى بالموارد ومختلف الأجهزة والتقنيات لاستحداث كافة الخدمات التشخيصية والعلاجية والتعليمية والبحثية، وهناك العديد من التخصصات والوحدات الطبية النادرة التي ينفرد بها المستشفى الجامعي على النطاق الإقليمي والعالمي تعكس اهتمام الإدارات المتعاقبة على جعل هذا الصرح في مصاف المراكز الطبية العالمية.التطور الوظيفي«مهما بدا عملك صغيرًا لكنه عظيم جدًّا لأنك تُعطيه من قلب محب للوطن»، هكذا تحدثت معنا البروفيسورة صباح بنت أحمد السليمان من قسم الهندسة الميكانيكية والصناعية في كلية الهندسة، وأضافت أن عجلة التنمية تبدأ ببطء ولكنها إذا تحركت فإنها لا تتوقف. إن هذه التنمية تكون من خلال حب العمل الذي نقوم به مهما بدا بسيطًا، ويقابله تواضع أيضًا في الأماكن القيادية. الجميع يعمل ويقدم عمله بلا غرور، يستمتع بعمله بلا تذمر، ينجز ويبتكر بصدق بلا منة.التطور الوظيفي له دور كبير في دفع دفة التنمية، كيف أطور من عملي البسيط بأفكار جديدة، وهذا يستدعي عدم الاستهزاء من التغيير أو الفكر الجديد الذي يصب في خدمة الوطن، وكيف أقنع الآخرين بفكرة جديدة دون تحدٍّ أو عناد. في النهاية كل هذا التطور هو من أجلنا، نحن الذين نسكن في هذا الوطن، قوته من قوتنا، وضعفنا في أي ميدان سيجعل وطننا متأخرًا عن الركب.ولا ننسى هنا احترام جميع الحرف اليدوية التي قام اقتصاد السلطنة عليها والاعتماد على الفرد العماني بكل وظيفة والإيمان بقدرات العماني ذاك الذي جاب البحار والمحيطات بأنه قادر على أي عمل فيه روح التحدي والمثابرة. لقد تحدى الأجداد كي نستمر نحن والأجيال الجديدة في ذلك التحدي، لقد جاهدوا كي تظهر عُماننا كما أرادوها واحة خضراء وفسحة جمال وأمل وأمان. إن التحدي هو هذا الشعار الذي ينشده العمانيون، تحدي الصعاب، تحدي التذمر وروتين العمل، وتحدي العراقيل اليومية. ولا ننسي التحدي في تطوير مهارات التعليم وعلى الأخص في المراحل التعليمية الأولى مع تشجيع النقاش وعرض فكر الأطفال في الفصول الدراسية عوضًا عن التلقين».مواكبة التطوروأشار مساعد العميد للتدريب وخدمة المجتمع في كلية التربية د.علي بن حسين البلوشي إلى أنه مع تعدد ميادين الحياة والتطور المتسارع للكثير من العلوم وتشابكها وتداخلها فيما بينها، أدركت السلطنة عبر جميع مؤسساتها وخاصة التعليمية أهمية مواكبة هذا التطور ومسايرة الركب في جميع العلوم الحياتية وعدم الغفلة أيضًا عن تلاؤمها مع أسسنا الإسلامية وعاداتنا العمانية العريقة. كان نهج السلطنة لتحقيق هذا الهدف وما زال يرتكز على الاستثمار في الإنسان العماني وبناء قدراته العلمية والعملية وأفضل دليل على ذلك جامعة السلطان قابوس كصرح علمي يقود ريادة التطور العلمي في السلطنة بالتعاون مع المؤسسات التعليمية الأخرى مستنيرًا بفكر جلالة السلطان والخطط الإستراتيجية للسلطنة.مؤشرالابتكاروتطرق مدير مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر د.زهران بن سالم الصلتي إلى العديد من الأمثلة حول مواكبة السلطنة لعجلة التقدم والتطورات، وذكر أنه في مجال الابتكار تمكنت السلطنة من التقدم 8 مراكز في مؤشر الابتكار العالمي 2018م مقارنة بالسنة الفائتة (جاءت في الترتيب 69 عالميًّا من أصل 126 دولة)، كما حصلت السلطنة على عدد من براءات الاختراع في مجالات مختلفة لمجموعة من الباحثين، عدد منهم من جامعة السلطان قابوس.

شارك الخبر على