نهائيات روسيا نسخة استثنائية مملوءة بالمفاجآت

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

 بغداد/ المدى
كانت منافسات كأس العالم روسيا 2018 حُبلى بالإثارة من صفارة بداية أول مباراة وصولاً إلى تتويج الأبطال. وقد شهدت النسخة 21 من العرس الكروي العالمي محطات ستُخلّدها ذاكرة المستديرة الساحرة إلى الأبد. فمن كالينينغراد إلى إيكاترينبورغ، ومن سان بطرسبيرغ وصولاً إلى سوتشي، كانت جماهير اللعبة الجميلة على موعد مع شهر من المتعة الكروية والاحتفالات التي شهدت مشاركة الملايين في مهرجان رياضيّ استثنائي. أما الأهداف، فقد كان هناك منها الكثير، ويتجلى ذلك بأن المباراة الأولى التي شهدت تعادلاً من دون أهداف تأخرت لإجمالي 36 مباراة، وهو رقم قياسي في تاريخ البطولة.تم تتويج المنتخب الفرنسي بلقب البطولة للمرة الثانية في تاريخه والأولى منذ أن كان صاحب الأرض والضيافة سنة 1998. وأتى ذلك التتويج عقب الفوز على المنتخب الكرواتي بنتيجة 4-2 في واحدة من أكثر نسخ النهائي تشويقاً وإثارة. وقد أصبح ابن التسعة عشر ربيعاً كيليان مبابي ثاني مراهق في التاريخ يهزّ الشباك في النهائي، بعد أن سبقه إلى ذلك الأسطورة بيليه الذي كان في السابعة عشرة سنة 1958. وقد أتى تتويج الديوك مجدداً بفضل أداء استثنائي من لاعب خط الوسط بول بوغبا والمهاجم أنطوان غريزمان.سقوط الكبار في كازان شهد ملعب كازان أرينا إقصاء أبطال العالم. فقد تعرّض المنتخب الألماني حامل اللقب للهزيمة بهدفين دون رد على يد كوريا الجنوبية وفشل في تجاوز مرحلة المجموعات للمرة الأولى في التاريخ الكروي الحافل للبلاد بالبطولة. أما السقوط المدويّ الآخر فقد كان للكتيبة الأرجنتينية بقيادة ليونيل ميسي في دور الستة عشر. ففي واحدة من أكثر مباريات هذه النسخة إثارة، نجح المنتخب الفرنسي بقيادة الشاب المذهل مبابي بإقصاء كتيبة الألبيسيليستي بنتيجة 4-3. ثم أتى الدور على الخصم اللدود منتخب البرازيل بقيادة نيمار ورفاقه الذين سقطوا أمام منتخب بلجيكي متألق في ربع النهائي.
مفاجآت البطولةحققت بعض الدول إنجازات غير مسبوقة في روسيا 2018. فقد كانت هذه هي المشاركة الأفضل للشياطين الحمر البلجيكيين في تاريخ البطولة، حيث احتلوا المركز الثالث بعد سبق لهم الاكتفاء بالرابع سنة 1986. وبالنسبة للكتيبة البلجيكية بقيادة المدرب روبرتو مارتينيز، فقد تصدّرت أيضاً قائمة المنتخبات الأفضل تهديفاً برصيد 16 هدفاً، ومنتخبها هو أحد ثلاثة (الأخرى هي أورغواي وكرواتيا) الذي يُنهي مرحلة المجموعات برصيد مثالي من النقاط (9). وبلوغ روسيا الدور ربع النهائي هو الأول منذ أن قام بذلك منتخب الاتحاد السوفيتي سنة 1970. كما بلغت السويد دور الثمانية لأول مرة منذ نسخة أمريكا 1994، بينما تنافست كرواتيا في نهائي كأس العالم للمرة الأولى على الإطلاق.
المشجعون والمضيّفون خلقوا أجواءً رائعةأجواء احتفالية مميزة في كافة مهرجات المشجعين وشوارع كافة المدن المضيّفة وغيرها من المدن الروسية، وبطبيعة الحال في الملاعب، حوّلت الجماهير كأس العالم إلى احتفال بالرياضة. أتت الجماهير بأهازيجها وأغانيها وملوّنة بأعلامها، ودعم لا محدود لفرقها المفضّلة، وقد كان أولئك على موعد مع استقبال حار من أصحاب الأرض.
نجوم صاعدة في حال لم يكن البعض على دراية بالنجم مبابي قبل مباراة فرنسا والأرجنتين في دور الستة عشر، فإنه من المؤكد أنهم أصبحوا يعرفونه جيداً مع انطلاقة صفارة المباراة الافتتاحية. فقد تحرّك ابن التسعة عشر بسرعة صاروخية في أرجاء الملعب وأبان عن مهارة كبيرة وقدرة على إتمام الهجمات بأفضل شكل ممكن في الفوز الأسطوري للديكة بنتيجة 4-3 بعد أن كانوا متأخرين بنتيجة اللقاء. ثم أصبح هذا النجم المراهق ثاني مراهق يهزّ الشباك في نهائي البطولة. كذلك، خاض دينيس تشيرشيف بطولة مشرّفة. فقد اقتنص النجم الروسي هدفين في المباراة الافتتاحية لأصحاب الأرض أمام السعودية، وهو ما جعله ينال جائزة أفضل لاعب في عدة مباريات، ثم تألق بهدف رائع في موقعة ربع النهائي التي انتهت بالهزيمة على يد وصيف البطل. أما المدافع الكولومبي ييري مينا، 23 عاماً، فقد اضطلع بدور جوهري في بلوغ فريقه دور الستة عشر، وأظهر مهارة نادرة في التعامل مع الكُرات العالية، ونجح بالتهديف في ثلاث مباريات متتالية لفريقه، ليُحقق إنجازاً سبق فيه هذا المدافع أعتى المهاجمين.
اعتزال أساطيركانت روسيا 2018 هي الفصل الأخير في كأس العالم لبعضٍ من ألمع نجوم اللعبة. فقد خاض خافيير ماسكيرانو مباراته رقم 20 والأخيرة مع المنتخب الأرجنتيني، و11 والأخيرة أيضاً بالنسبة للنجم الياباني كيسوكي هوندا. أما المباراة الأخيرة لصاحب هدف الفوز في نهائي 2010، أندريس إنييستا، بقميص المنتخب الأسباني فقد كانت اللقاء مع أصحاب الأرض في دور الستة عشر والذي انتهى بالهزيمة بركلات الترجيح. أما بالنسبة إلى المتألق المكسيكي رافائيل ماركيز، فقد أصبح ثالث لاعب يخوض خمس نسخ من كأس العالم .
أول استخدام لحكّام الفيديو المساعدينكانت روسيا 2018 تاريخية لعدة أسباب، أحدها كانت استخدام التكنولوجيا في كرة القدم مع الدخول بحقبة جديدة باستخدام حكام الفيديو المساعدين. وكانت أول فصول هذه الحقبة الجديدة في فوز فرنسا 2-1 على أستراليا، عندما سجّل غريزمان أول ضربة جزاء تم احتسابها بعد مراجعة حكم المباراة للإعادة بالفيديو.

شارك الخبر على